هل من علاقة بين المثلية الجنسية والتحرش الجنسي بالاطفال؟ ان اعضاء الاقليات المنبوذة غالبا ما يوصمون بصور نمطية (stereotype) تمثلهم كخطر للافراد الاضعف لدى الاغلبية. على سبيل المثال اليهود في العصور الوسطى كانوا يتهمون بقتل المسيحيين الرضع في التضحيات الطقوسية. والسود في الولايات المتحدة كانوا غالبا ما كانوا يقتلون سحلا بعدما كانوا يتهمون ظلما باغتصاب نساء البيض.
بطريقة مشابهة, فإن المثليون غالبا ما يتم تصويرهم على انهم خطر على الاطفال. رجوعا الى عام 1977 عندما قامت انيتا براينت (Anita Bryant) بحملة نجحت بالغاء قانون ضد التمييز ضد المثليين في مقاطعة ديد Dade County, اسمت منظمتها (انقذوا اطفالنا) ونبهت ان المعلم المثلي من الممكن ان يكون معتديا على الاطفال (Bryant, 1977, p. 114) (ملاحظة: براينت ليست عالمة او باحثة, بل هي ملكة جمال سابقة ومطربة وناطقة بإسم المضادين للمثلية).
في السنوات الاخيرة, افترضت الانشطة المضادة للمثليين ان المثليين هم معتدون على الاطفال. هذه الجدلية سادت حول سياسة الولايات المتحدة حيال الكشافة لفصل المثليين جنسيا في الكشافة ومدربي الكشافة. ومؤخرا, اثر استقالة مارك فولي (Mark Foley) من مجلس النواب الامريكي (انتشر انه مثلي الجنس او ثنائي الجنس) في عام 2006, قام الناشطون المضادون للمثلية باستغلال فضيحة فولي لإحياء تلك الاشاعات.
كما اثير الربط مع الفضائح بخصوص محاولات الكنيسة الكاثوليكية لتغطية حادثة اعتداء الرهبان على اليافعين. بالتأكيد كان رد الفعل الاول للفاتيكان في مطلع سنة 2002 عندما انتشرت الفضيحة عن تغطية الكنيسة للاعتداء الجنسي للرهبان هو ان اعلنت ان المثليين لا يجب ان يعينوا في الكنيسة.
عدد الامريكان الذين امنوا بتلك الخرافة بأن المثليين هم معتدون على الاطفال انخفض بصورة جوهرية. ففي عام 1970 وباستبيان عام, صوت اكثر من 70% من الناس بأنهم موافقون على اعتبار ان “المثليين جنسيا خطرون كمدرسين او كقادة للشباب وهم يحاولون ان يحصلوا على ما يريدون من خلال التماس مع الاطفال” او “المثليين يحاولون ان يتلاعبوا جنسيا مع الاطفال اذا لم يكونوا قادرين على ان يحصلوا على شريك بالغ”.
وبخلاف ذلك في الاستفتاء الوطني عام 1999 الاعتقادات بأن اكثر المثليين الرجال يميلون لان يكونوا معتدين على الاطفال انخفضت الى 19% من المصوتين المغايرين جنسيا (الذين يفضلون الجنس الاخر) الرجال و 10% من المصوتات من النساء المغايرات. وحتى اقل – 9% من الرجال و 6% من النساء اعتبروا ان السحاقيات هن معتديات على الاطفال.
بالتطابق مع هذه الحقائق, وجد مؤسسة كالوب للاستفتاءات (Gallup polls) تزايدا في عدد الامريكان الذين يسمحون بوجود معلم في مدرسة ابتدائية مثلي الجنس. على سبيل المثال كانت النسبة 54% في 2005 بينما كانت 27% في 1977.
مطالعة البحوث
رغم ان معظم الامريكان لا يعتبرون المثليين جنسيا معتدين على الاطفال, غير ان الخلط يبقى مستمرا ومنتشرا في هذا المجال. ولفهم الحقائق من الضروري فحص نتائج الفحص العلمي. فعندما يتم تقييم بحث عن الاعتداء على الاطفال, تكون مهمتنا معقدة من حيث وجود عدة مشاكل.
المشكلة الاولى هي انه لا توجد اي دراسة في هذا المجال قامت بجمع البيانات من عينة محتملة, وذلك لان, العينة يفترض ان تكون ممثلة لجميع المعتدين على الاطفال. غير ان معظم البحث الذي تم اعداده كان مع المدانين او مع البيدوفيليين (مشتهي الاطفال) الذين طلبوا معونة من الخبراء. وبطبيعة الحال لا يمكن ان يتم التحديد بدقة لهؤلاء الذين لم يتم الامساك بهم او لم يطلبوا العلاج.
المصطلحات
المشكلة الثانية هي ان المصطلحات المستخدمة في هذا الحقل هي ايضا مضللة وتحدث تضليلا. ويمكن تعيين هذه المشكلة من خلال تحديد بعض المصطلحات الاساسية.
البيدوفيليا او الاعتداء على الاطفال كمصطلح تستخدم بطرق عدة, حتى من قبل الخبراء. البيدوفيليا غالبا ما تشير الى متلازمة عند البالغين تشخص بتفضيل الاطفال كشركاء جنسيين وهذا التفضيل قد يطبق وقد لا يطبق. مصطلح الهيبيفيليا (hebephilia ) يستخدم احيانا لوصف انجذاب البالغين للمراهقين او الاطفال الذين بلغوا الحلم.
بينما تشير البيدوفيليا والهيبيفيليا الى نزعات سيكولوجية, يصف التحرش بالاطفال (child molestation) والاعتداء على الاطفال (child sexual abuse ) تماسا جنسيا فعليا بين بالغ وشخص لم يبلغ السن القانوني للبلوغ. وبهذا السياق, يعتبر الاخير طفلا, حتى لو كان مراهقا.
ورغم ان المصطلحات لا تطبق حرفيا بشكل دائم, فمن المفيد ان يتم التمييز بين البيدوفيليين والهيبيفيليين وبين المتحرشين بالاطفال والمعتدين على الاطفال. حيث ان البيدوفيليا والهيبيفيليا هي علامات تشخيصية تشير الى انجذابات سيكولوجية. ليس جميع البيدوفيليين و الهيبيفيليين هم معتدين على الاطفال؛ من الممكن ان ينجذب احد البالغين للاطفال دون اي احتكاك بالاطفال من الاساس.
التحرش بالاطفال او الاعتداء عليهم يشير الى افعال, ولا يشير الى تركيبة سيكولوجية او دافع فحسب. ليس جميع احداث الاعتداء على الاطفال تم تنفيذها من قبل البيدوفيلييين او من قبل الهيبيفيليين؛ في بعض الحالات, يكون للجاني دوافع اخرى لفعله/فعلها ولا يعنون ذلك نمطا جنسيا من الانجذاب الى الاطفال بالضرورة.
طالما ان ليس كل المعتدين على الاطفال هم بيدوفيليين او هيبيفيليين, وليس جميع البيدوفيليين او الهيبيفيليين ارتكبوا افعال اعتداء. فبطبيعة الحال من المهم هنا ان يتم استخدام المصطلحات بعناية.
مشكلة اخرى ترتبط بالمصطلحات بسبب الاعتداء الجنسي على الاطفال البالغين من قبل الذكور البالغين وهو ما يشار اليه بـ (homosexual molestation) (التحرش المثلي) وصفة (مثلي) هنا (او (مغاير) نلاحظ عندما يكون الاعتداء من رجل على طفلة) تشير الى جنس الضحية في علاقة مع جنس الجاني وبالتالي ولسوء الحظ فإن الناس يفسرون ذلك خطأ على انه الميل الجنسي للجاني.
في اجتماع لـفريق من الخبراء في الاكاديمية الوطنية للعلوم كتب التذييل بتقريرهم عام 1993: ” التمييز بين المثلية والمغايرة في التحرش بالاطفال يقع على افتراض ان المتحرشين الذكور بالاطفال الذكور هم مثليون بالميول. غير ان اغلب المتحرشين لا يظهر لديهم اهتمام بالذكور البالغين. (National Research Council, 1993, p. 143, citation omitted)
ولتجنب هذا الخلط, من الافضل ان يتم الاشارة الى الاعتداء الجنسي للرجال على الفتية بالتحديد (تحرش لذكر بذكر) (male-male molestation) وبشكل مشابه بالنسبة لتحرش الذكر البالغ بالفتاة الصغير. هذه العناوين اكثر دقة لانها تصف جنس الفرد ولا تضع افتراضات غير مبررة حول الميول الجنسية للجاني.
تصنفيات المعتدين
التمييز بين جنس الضحية والميل الجنسي للجاني مهم لان العديد من المتحرشين بالاطفال ليس لديهم ميول تجاه البالغين. ولم يطوروا قدرتهم على انشاء علاقات جنسية مع البالغين, سواء من النساء او الرجال. بدلا من ذلك, فإن انجذابهم الجنسي يركز على الاطفال اولادا وبناتا او اطفالا من كلا الجنسين.
عبر السنوات هذه الحقيقة ادرجت ضمن انظمة عديدة لتصنيف المتحرشين بالاطفال. مثلا فينكيور و اراجي 1986 (Finkelhor and Araji 1986) اوضحوا ان الانجذابات الجنسية للمعتدين يجب ان تصور كنطاقات على شكل متسلسلة تبدأ من الاهتمامات الخاصة بالاطفال حتى الاهتمامات الخاصة بالبالغين.
اصناف المعتدين غالبا ما شملت تمييزا بين هؤلاء الذين لديهم تفضيل اساسي للاطفال كشركاء جنسيين وهؤلاء الذين طوروا علاقات تناسبية مع العمر ولكنهم اصبحوا مرتبطين مع الاطفال تحت ظروف غير طبيعية من الضغوط الشديدة. الجناة من المجموعة الاولى – هؤلاء الذين لهم اهتماما اقل او اكثر بشكل خاص بالاطفال – تم وصفهم بانهم المثبتين (fixated) ويعني ذلك احتجاز النضج النفسي بمرحلة معينة الناتج من مشاكل نشوء غير معالجة تبقى وكامنة وراء تنظيم المراحل الثانوية من النمو (Groth & Birnbaum, 1978, p. 176) العديد من الاطباء صنفوا المعتدين من هذا الصنف على انهم عالقين في مرحلة مبكرة من مراحل النمو السيكولوجي.
وبعكس ذلك المتحرشين الاخرين تم وصفهم بالتراجعيين. والتراجع هنا هو ظهور مؤقت او دائمي للسلوك الاساسي بعد بلوغ اشكال اخرى من نضج التعابير. بغض النظر عن اذا كان السلوك غير الناضج مشخصا في فترة مبكرة من نمو الفرد ام لا (Groth & Birnbaum, 1978, p. 177). هذا النوع طوروا ميولا تجاه البالغين ضمن ظروف معينة (مثلا تحت الضغط الشديد) غير انهم يرجعون الى الفترة الاقل نضوجا ويمارسون الاتصال الجنسي بالاطفال.
بعض التصنيفات للمتحرشين بالاطفال تصنف حالات بين المثبتين والتراجعيين الى عدة مجاميع والبعض يشملون مجاميعا اضافية ايضا مثلا (Knight, 1989).
في موضوعنا الحالي, النقطة المهمة هي ان العديد من المتحرشين بالاطفال لا يمكن ان يوصفوا بمعنى الكلمة بالمثليين, او المغايرين, او ثنائيي الجنس لانهم ليسوا قادرين على اقامة علاقة مع شخص بالغ رجل كان او امرأة. بدلا من الجنس فإن انجذاباتهم الجنسية تعتمد على العمر. هؤلاء الافراد الذين يصنفون على انهم مثبتين ينجذبون للاطفال لا للنساء ولا للرجال.
من خلال استخدام نمط التصنيف المثبت-التراجعي درس كروث وبيرنباوم 1978 (Groth and Birnbaum) اكثر من 175 ذكر بالغ اتهموا بالاعتداء الجنسي على الاطفال. لم يكن لاي من هؤلاء المدانين ميولا تجاه البالغين. صنف 47% منهم على انهم مثبتين بينما صنف 40% على انهم تراجعيين؛ المتبقي وهم 22 صنفوا على انهم تراجعيين مع كونهم ثنائيو الجنس تجاه البالغين. وفي المجموعة الاخيرة لاحظ كروث وبيرنباوم ان هؤلاء حين يمارسون الجنس مع البالغين فهم يمارسونه تارة مع الرجال وتارة مع النساء. ولم يكن هناك حالة فاق فيها ميل هؤلاء للرجال اكثر من النساء ولم يكن هناك رجال كانوا ميالين للرجال بصورة رئيسية.
رؤى اخرى
باحثون اخرون سلكوا طرقا اخرى, لكنهم فشلوا في ايجاد ربط بين المثلية الجنسية والتحرش بالاطفال. الدكتورة كارول جيني وزملائها دققوا اكثر من 352 مخطط طبي, تمثل جميع الاطفال الذين تم الاعتداء عليهم الذين شوهدوا في غرفة الطوارئ او في عيادة معالجة الاعتداء على الاطفال في مستشفى دينفير للاطفال (Denver children’s hospital) اثناء مدة سنة من يوليو 1991 الى 30 يونيو 1992. المتحرش كان مثليا او مثلية بالغين في اقل من 1% من الحالات التي تم تشخيص المتحرش الجنسي فيها – كانت حالتان من بين 269 حالة (Jenny et al., 1994).
وفي رؤية اخرى تمت دراسة انجذابات البالغين للاطفال, بعض الباحثين الكنديين لاحظوا كيف ان المثليين والمغايرين من الرجال البالغين استجابوا للشرائح المعروضة للرجال والنساء من مختلف الاعمار (اطفال, مراهقين, بالغين). جميع حالات البحث عرضت في البداية لضمان ان المشاركين فضلوا شركاء جنسيين بالغين. وبعض الشرائح التي عرضت للمشاركين كان النموذج يرتدي ملابسا؛ وفي أخرى كانوا عراة. الشرائح ارفقت بتسجيلات صوتية. التسجيلات الصوتية المرفقة بالعراة وصفت تفاعلا جنسيا تخيليا بين النموذج والمشارك. التسجيلات التي ارفقت بصور لاشخاص يرتدون ملابسا وصفت الموديل على انه يشارك في فعاليات محايدة مثل السباحة لاحتساب الشهوة الجنسية, التغييرات في حجم العضو الذكري تمت مراقبتها بينما كانوا يشاهدون ويستمعون وقد وجد الباحثون ان المثليين لم يستجيبوا بشكل مختلف للذكور الاطفال عن استجابة المغايرين للاناث من الاطفال.
باختصار اي من هذه الدراسات فشل في وضع فرضية ان المثليين يميلون للتحرش بالاطفال اكثر من المغايرين.
الرؤية الشاملة
النتائج المنعكسة من هذه الدراسات ودراسات اخرى, وكذلك الخبرة الطبية, والرؤية الواسعة للباحثين والخبراء العاملين في مجال التحرش الجنسي بالاطفال ترينا ان الرجل المثلي وثنائي الجنس لا يشكل اي تهديد على الاطفال. على سبيل المثال في مطالعتنا للمنشورات العلمية, يكتب نيكولاس كروث (Nicholas Groth):
هل ينجذب المثليون البالغون عموما انجاذابا جنسيا للاطفال وهل الاطفال قبل سن البلوغ تحت خطر التحرش من قبل المثليين اكثر مما تحت تأثير المغايرين؟ لا يوجد سبب للاعتقاد بذلك. البحوث لا ترينا اي علاقة واضحة بين نمط حياة المثلية وبين التحرش بالاطفال. قد يبدو انه لا توجد تقارير حول التحرش بالاناث من الاطفال من قبل النساء السحاقيات, وبينما ذكور الرجال هم الذين يتحرشون بالذكور غير انه لا يوجد دليل على كون هؤلاء مثليين (Groth & Gary, 1982, p. 147)
في ابحاث لاحقة من قبل الدكتور ناثانيل مكوناكي 1998 (Dr. Nathaniel McConaghy) حذر ايضا بطريقة مشابهة من الخلط بين البيدوفيليا والمثلية الجنسية. فقد كتب: الرجل الذي يتحرش الاولاد قبل او بعد البلوغ ليس لهم اهتمام بالجنس مع الرجال او النساء البالغين.
انعدام الربط المعروف جيدا بين المثلية الجسنية والتحرش بالاطفال آت من قلة الابحاث الموجهة تجاه هذه القضية. على سبيل المثال, الرأي المنشور في عام 1998 للبحث المنشور حول التحرش الجنسي بالصبيان ذكر دراسة واحدة (دراسة عام 1994 لجيني وزملائها المذكورة اعلاه) والتي شملت بيانات حول الميول الجنسية التي ابلغ عنها الجناة (Holmes & Slap, 1998) مما يثبت ان ما هو معروف على نطاق واسع لا يعد موضع اولوية بالنسبة للعلماء. بالتأكيد التعليقات التي رافقت البحث المنشور من قبل جيني. في دورية Pediatrics اوضحت ان النقاش حول المثليين كمتحرشين بالاطفال “لديهم القليل ليفعلونه يوميا كمتحرشين بالاطفال” وندبت على انهم يشتتون المشرعين والرأي العام الذي يتعامل مع المشكلة الحقيقية للاساءة الجنسية للاطفال (Krugman, 1994).
اعتداءات جنسية اخرى
فيما يتعلق بفضائح الكنيسة الكاثوليكية, ضحايا التحرش الجنسي كانوا مراهقين ذكورا وليسوا اطفالا صغار. الامر نفسه في عام 2006 حيث تضمنت الصفحة الرئيسية للفضيحة وجود ذكور كانوا على الاقل بعمر 16 عاما.
هذه القضايا التي يشار اليها بالمصطلح بيدوفيليا – تشير الى انجذابات لاطفال في مقتبل البلوغ – من الممكن ان تسبب خلطا. بدلا من البيدوفيليا الاتهامات التي تثور ضد هذه الفضائح يراد بها توجيه السؤال حول اذا ما كان المثليون جنسيا لا يجب ان يوثق بيهم في مواضع السلطة عندما تكون هناك فرصة للاعتداء او التحرش بالاخرين.
وهنا مرة ثانية لا يوجد ربط بين الميول الجنسية للبالغين والميول لتعريض الاخرين للخطر. البحث العلمي لا يوفر الدليل الكافي ان المثليون هم اقل احتمالية لتنفيذ الاحكام الجيدة والتقديرات المناسبة في ظروفهم الوظيفية. لا توجد بيانات حول ذلك, على سبيل المثال اظهار ان المثليون والمثليات اقل احتمالية للتحرش بمرؤوسيهم في بيئة العمل. البيانات من الدراسات بإستخدام مجموعة من المقاييس السيكولوجية لا توضح ان المثليون اكثر لاظهار اي خصائص سيكولوجية من الممكن ان تجعلهم اقل قدرة على التحكم بحاجاتهم الجنسية, الامتناع عن اساءة استخدام السلطة, او تطبيق القوانين والتعليمات, او التصرف بشكل فاعل مع الاخرين, او ممارسة اتخاذ القرارات بشكل جيد لادارة السلطة. وكما هو مشروح في هذا الموقع, الميول الجنسية ليست مرضا عقليا وليست امرا متعلقا بالاداء النفسي.
المثليون والمثليات يعملون بشكل فاعل في نطاق واسع من ظروف التوظيف. الابحاث المكتوبة لا تشير الى اي اختلافات بين المغايرين, ثنائيي الجنس والمثليين في اداء الاعمال او القدرة على ممارسة السلطة بشكل جيد ضمن الادوار الاشرافية. وكما هو موضح عبر قواعد العمل في الولايات المتحدة الامريكية, عدد كبير من الجهات التوظيفية لا ترى مشكلة في تعيين موظف مثلي الجنس كموظف او كمدير. العديد من الشركات, المؤسسات التعليمية, والحكومات المحلية تبنت سياسات تمنع التمييز ضد الموظفين على اساس الميول الجنسية. العديد من هذه المنظمات توفر امتيازات مثل الضمان الصحي للموظفين الشركاء المثليين. بالتأكيد, هناك سبب واحد لهذه الامتيازات لابقاء الشركة بتنافسيتها من خلال جذب الموظفين ذوي الكفاءة العالية مهما كانت ميولهم الجنسية.
اذا لا توجد اسس واقعية للمنظمات لتجنب توظيف المثليين او ثنائيي الجنس, بناءا على ميولهم الجنسية, لمناصب تتضمن المسؤولية او الاشراف على الاخرين سواء كانوا اطفالا, مراهقين او بالغين.
ماذا عن الدعاوى ان البحث العلمي يثبت ان المثليين اكثر ميلا للتحرش بالاطفال؟
بعض المجاميع المتحفظة تجادل بأن البحث العلمي يدعم بقوة الادعاءات ان المثلية الجنسية والبيدوفيليا مرتبطان. مجلس بحوث الاسرة اصدر ما قد يكون اكثر الملفات شهرة على هذا النطاق بعنوان المثلية والتحرش بالاطفال لتيموثي دايلي.
مع 76 استشهاد, معظمها تشير الى اوراق بحثية في دوريات علمية, يبدو للوهلة الاولى نقاشا علميا للقضية. ولكن بعد التفحص الثانوي, انه حوار بالوسط – اي انه “الدليل على ان الرجال المثليين يتحرشون بالصبية بمعدلات غير متناسبة مع المعدلات التي يتحرش بها الرجال مغايري الجنس بالفتيات” وهذا كلام لا يصمد كحجة.
في المقطع التالي, تم مراجعة المصادر الرئيسية التي استشهد بها ديلي ومجلس بحوث الاسرة (FRC) لدعم ادعاءاتهم في مقالتهم:
- Freund et al. (1989)., 26, 107-117 مجلة البحث الجنسي. المغايرة, المثلية وعمر الشهوة .
هذا المقال نوقش ضمن “رؤى أخرى” من مقالنا الحالي. وكما يعترف مجلس بحوث الاسرة, فالمقال يناقض جدليتهم. الخلاصة توضح استنتاج الباحثين “النتائج توضح ان المثليون الذين يفضلون شركاء بالغين لم يستجيبوا للاطفال بشكل يختلف عن استجابة الرجال مغايري الجنس الذين فضلوا شريكات بالغات للفتيات الصغيرات”. - Silverthorne & Quinsey. (2000).تفضيلات الشريك الجنسي العمرية للمثليين والمغايرين من الرجال والنساء , ارشيفات البحث الجنسي , 29, 67-76.
استشهد مجلس بحوث الاسرة بهذه الدراسة لتحدي بيانات دراسة (Freund) (شاهد البحث السابق اعلاه) وقد كانت الطرق المتبعة مختلفة تماما عنه. استخدم فروند وزملاءه عينة شملت متحرشين جنسيين وقد قيموا الشهوة الجنسية عبر مقاييس فسلجية تشبه ما وصف بدراسة مارشال 1988. سيلفرثورن وكوينسي (Silverthorne and Quinsey) استخدموا عينة من المتطوعين المجتمعيين الذين كانوا يعرضون صور لاشخاص يقابلها تقييم للاثارة الجنسية من 7 نقاط لتقييم انجذابهم الجنسي. الاعمار الواضحة للاشخاص المعروضين في الصور تم تقديرها من قبل الدكتور سيلفرثورن بانها تتراوح بين 15 الى 50. بينما قيمها مجموعة من المقيمين المستقلين بانها تتراوح بين 18 و 58 ووجوه النساء بين 19 الى 60.
المقال لا يذكر البيانات بشكل مفصل (مثلا معدل التقييمات يظهر فقط في الرسم البياني؛ والارقام الحقيقية لم يتم توضيحها) كما يعطي الباحثون معلومات متضاربة بخصوص سلم التقييم (يصفونه على انه سلم من 7 درجات للتقييم بينما هو مرقم من 0 الى 7 اي انه من 8 درجات). وبكلتا الحالتين لم تقيم اي صورة على انها مثيرة جدا (تقييم 7). بل كانت اعلى تقييمات تصل الى ـ 5.
كمعدل المثليون قيموا الاشخاص المقدرة اعمارهم بـ 18 سنة بأعلى التقييمات (معدل التقييم 5), مع معدلات انجذاب منخفضة بثبات لوجوه اخرى. لقد قيموا وجه رجل يبلغ 58 سنة بمعدل 2. بينما قيم الرجال المغايرون وجوه نساء يبلغن 25 سنة على انهن الاكثر جذبا بمعدل 5. بينما قيموا النساء بين 18 و 28 بتقييمات اقل تراوحت بين 2 و3 والمرأة بعمر 60 سنة بواحد.
المشكلة الجدية بهذه الدراسة ان الباحثين لم يتحكموا بامكانية ان بعض الوجوه التي تم تصويرها قد تكون اكثر او اقل اثارة من باقي الوجوه, وبغض النظر عن الجنس والعمر. الباحثون اعترفوا بهذا النقص, مراهنين بان وجوه النساء في الـ 25 سنة قد تكون اكثر جذبا من وجوه نساء اخريات في مجاميع عمرية اخرى. لكنهم لم يعينوا امكانية ان جاذبية وجوه الرجال والنساء قد تكون غير قابلة للمقارنة.
يمكن ان يتم تعيين هذه المشكلة من خلال عدة طرق. على سبيل المثال, قبل جمع البيانات يمكن ان يبدأ الباحثون بعدد كبير من الصور وان يسألوا اشخاصا ان يقيموا جاذبية الوجوه في الصور؛ هذه التقييمات من الممكن ان تستخدم لاختيار الصور بالتجربة. ويتم بذلك الحصول على تقييمات مستقلة للمحاكاة التجريبية بهذه الطريقة وذلك امر شائع في مجال البحوث الاجتماعية النفسية.
وحتى لو قبلنا بافتراضات هذا التقييم وان هذه الدراسة ذات صلة فهي لا تدعم وجهة نظر مجلس بحوث الاسرة ان المثليون جنسيا اكثر ميلا من المغايرين للتحرش بالاطفال ولعدة اسباب:
الباحثون فشلوا في السيطرة على تفاوت الجاذبية في الوجوه.جميع الوجوه التي تم تصويرها استقبلت تقييمات على انها على الاقل 18 سنة.
الدراسة تتعلق باتخاذ الاحكام على الجاذبية الجنسية بدلا من بحث الشهوة الجنسية للمشاركين. - Blanchard et al. (2000). تسلسل الولادة بين الاخوة والميول الجنسية لدى البيدوفيليين. Archives of Sexual Behavior, 29, 463-478.
هذه الدراسة صنفت 6 من المتحرشين جنسيا حسب اذا كانوا قد تحرشوا او ابلغوا عن انجذاب جنسي تجاه الاولاد فقط, البنات فقط, او كلاهما. وهذه المجموعات تم تعيينها, بطبيعة الحال, البيدوفيلي المثلي, والبيدوفيلي المغاير, والبيدوفيلي ثنائي الجنس. هذا التصنيف اشار الى الانجذاب للاطفال. غير ان الميول الجنسية للبالغين (او حتى اذا كان لهؤلاء الرجال ميول جنسية تجاه البالغين من الاساس) لم يتم تقييمها. - Elliott et al. (1995). منع التحرش بالاطفال: ما يخبرنا به المتحرشون sexual abuse. Child Abuse & Neglect, 19, 579-594.
في هذه الدراسة تم اجراء لقاءات مع 6 اشخاص متحرشين مع ميولهم الجنسية. وقد اخذ منهم الكاتب ما يفيد كاستراتيجيات لحماية الاطفال غير ان ايا من هذه الستراتيجيات تضمنت الحذر من المثليين. - Jenny et al. (1994). هل الاطفال تحت خطر التحرش من قبل المثليين؟ Pediatrics, 94, 41-44.
هذه الدراسة وصفت اعلاه ضمن (رؤى اخرى) وهي تعارض حجة مجلس بحوث الاسرة. الذي غالط الدراسة لان الباحثين لم يواجهوا المتحرشين بشكل مباشر بل اعتمدوا على المخططات الطبية للضحايا حول الميل الجنسي للمتحرش. وعلى اي حال, فإن الدراسات الاخرى الاخرى التي تم الاستشهاد بها من قبل مجلس بحوث الاسرة (لخصت في هذا البحث ايضا) اعتمد ايضا بشكل مشابه على بيانات المخططات او لم تشخص الميل الجنسي للمتحرش مباشرة. وبالتالي فإن مجلس بحوث الاسرة يعتبر هذه الطريقة ضعيفة فقط عندما تقود للنتيجة التي لا يرغب بها. - Marshall et al. (1988). المتحرشون الجنسيون ضد الذكور الاطفال: التفضيل الجنسي. Behaviour Research and Therapy, 26, 383-391.
في هذه الدراسة, الباحثون قارنوا 21 رجلا تحرشوا باطفال دون الـ 16 سنة (على الاقل اصغر بخمس سنوات منهم) مع 18 رجل عاطل عن العمل لم يعرف عنهم انهم قاموا بالتحرش بطفل. وعبر مجموعة من الجلسات شاهد كل رجل مجموعة من الشرائح الملونة لصور الرجال والنساء العراة من مختلف الاعمار واستمعوا لشريط فيديو لوصف كل من قسري وتوافقي لتفاعلات جنسية بين رجل وفتى. خلال الجلسات كل رجل جلس في غرفة خاصة به, وطلب منه ان يخلع بنطاله وبنطاله الداخلي وان يوصل انبوبا مطاطيا بقضيبه الانبوب المطاطي لتقط اي تغييرات في القضيب, مع زيادة تفسر على انها شهوة جنسية.مجلس بحوث الاسرة استعان بهذه الدراسة لاظهار ان المثليين والمغايرين من الممكن ان يتمثلوا عبر هؤلاء المتحرشين. وهذا صحيح ولكنه بعيد عن ادعاءات مجلس شؤون الاسرة.
الباحثون صنفوا المتحرشين الى 7 انواع ممن يستثار بشدة عندما يرى الرجل العاري بدلا من المرأة العارية على انهم مثليو الجنس. وصنفوا 14 متحرشا ممن يستثارون كليا على الاناث على انهم مغايرو الجنس. المتحرشون لم يُسألوا عن ميولهم الجنسية ولم تقل الورقة البحثية شيئا عن طبيعة المتحرشين وعن علاقاتهم بالبالغين. او اذا ما كان لديهم اي علاقات من هذا النوع. - Bickley & Beech. (2001). Classifying child abusers: Its relevance to theory and clinical practice. International Journal Of Offender Therapy And Comparative Criminology, 45, 51-69.
هذا البحث يقوم بعرض نظري وتطبيقي لقوة وضعف انظمة متعددة لتصنيف المتحرشين بالاطفال, اثر الاستشهاد بهذا البحث قال مجلس بحوث الاسرة:
مشيرا الى ان المثليين البيدوفيليين كمجموعة منفصلة. ضحايا المثليين البيدوفيليين غالبا ما يكونون من الغرباء, وهم اكثر ميلا لان ينخرطوا بسلوكيات شاذة تعزلهم عن تلك المتعلقة بالتحرش, وهم اكثر ميلا لان تكون لديهم ادانات سابقة لتحرشات جنسية…. دراسات اخرى تظهر ان خطرا اكبر لهؤلاء لاعادة الاعتداء الجنسي من هؤلاء الذين تحرشوا بفتيات من قبل” وان معدل الانتكاس لمن يعتدون على الضحايا من الذكور هو ضعف ما لمن يعتدون على الاناث”.
في الحقيقة, الورقة البحثية تلخص نتائج دراسات اخرى ولا تعطي بيانات جديدة. بهذه الطريقة اقتبس مجلس بحوث الاسرة, الكتاب كانوا يناقشون الاوراق المعروضة والتي استخدمت نظاما للتصنيف يركز على جنس الضحايا (ليس فيما اذا كان المتحرش مثليا ام لا). وهنا النص الكامل (الذي تركه مجلس بحوث الاسرة مظلل):
كوربين وكندي ذكروا انه عند تقسيم المتحرشين الجنسيين بالاعتماد على جنس الضحايا, فالمتحرشون ضد الفتية يصنفون كمجموعة منفصلة. اوضحوا ان ضحاياهم كانوا غالبا ما يكونون من الغرباء, وغالبا ما ينخرطون في انشطة شاذة معزولة عن الانشطة المتضمنة التحرش وغالبا ما يكونون ممن لديهم ادانات سابقة للتحرشات الجنسية. دراسات اخرى وظفت رؤية جنس-الضحية كوسيلة لتوقع الاخطار المستقبلية, مع المتحرشين الذين تحرشوا بالفتية او بالفتية والفتيات بأن يكون لهم المزيد من الضحايا وان يكونوا بخطر اكبرا لاعادة التحرش من هؤلاء الذين تحرشوا بالفتيات فقط ووفق العلامات غير التشخيصية يدعي الدليل التشخيصي الامريكي الرابع للامراض النفسية (DSM-IV (APA, 1994)) ان اعادة الانتكاس للمتحرشين بالذكور هو ضعف ما للمتحرشين بالاناث, وهو لا يوضح فرقا كبيرا, فوربي, وينروت وبلاكشو (1989), في قراءة واسعة النطاق لمعدلات اعادة الانتكاس وجدوا ان اعادة الهجوم هو باعلى معدلاته للمتحرشين بالذكور وان التصنيف وفق جنس الضحية لم يتم العثور عليه بشكل دقيق, وحسب النتائج المذكورة في الدراسات الموضحة ليس هناك فروقات في معدلات اعادة الانتكاس بين المجاميع. لذا فإن Abel, Becker, Murphy, and Flanagan (1981) وجدوا ان هؤلاء المتحرشين على الاطفال الذي تحرشوا بالفتيات كان لهم اكثر من ضعف الضحايا من هؤلاء الذين تحرشوا بالفتية, مظهرا عكس الناتج المتوقع. - Jay & Young. (1977). تقرير المثليين: المثليات والمثليون يتكلمون عن تجاربهم الجنسية وحيواتهمThe New York: Summit.
الكتاب منشور منذ اكثر من ثلاثين سنة من قبل مجموعة من الكتاب الناشطين, وهو ليس دراسة علمية. منهجية الاستبيان للكتاب لم تذكر بالتفصيل و بسبب ان الكتاب كان عملا صحفيا, فإن الاستبيان لم يعتبر عرضا علميا. - Erickson et al. (1988). الانماط السلوكية للمتحرشين بالاطفال. Archives of Sexual Behavior, 17, 77-86.
هذه الدراسة كانت معتمدة على تجري قراءة استعادة للاحداث للسجلات الطبية للرجال المتحرشين على الاطفال الذين اعترفوا لمستشفى مينيسوتا الامني بين عام 1975 و 1984. 70% من الرجال تحرشوا بفتيات, 26% منهم تحرشوا بالاولاد, و4% منهم تحرشوا بالاطفال من كلا الجنسين. (من غير الواضح في الورقة البحثية كيف تم حساب الضحايا) الورقة البحثية تفترض كيف ان المتحرشين وصفوا انفسهم بانهم مثليون او ثنائيو الجنس وكيف ان 86% من المتحرشين على الذكور وصفوا انفسهم بذلك. وعلى كل حال فلا تفاصيل متوفرة حول كيف تم التأكد, مما يجعل الامر صعبا ان يتم تفسير او تقييم الامر. كما لم يذكر الباحثون عدد المثليين وثنائيي الجنس بين المتحرشين, التمييز الذي اشارت اليه دراسة كروث وبيرنباوم الموصوفة اعلاه بأنه ذو صلة.
بأختصار ان المصادر التي استشهد بها من قبل مجلس بحوث الاسرة لا تدعم حجتهم. معظم الدراسات المشار اليها لا تدخل في الميل الجنسي للمعتدي. دراستان استخرجتا بشكل منفصل تشيران الى ان الميل الجنسي والتحرش بالاطفال امر غير مترابط. ويلاحظ ان مجلس بحوث الاسرة فشل في الاستشهاد بدراسة 1978 لكروث وبيرنباوم والتي ايضا تعارضت مع حجتهم. دراسة واحدة لايركسون 1988 فسرت من قبل مجلس بحوث الاسرة على انها تدعم حجتهم, ولكنها فشلت في تفصيل اجرائاتها للقياس ولم تميز ثنائيي الجنس عن المثليين.
هل هناك دراسات اخرى تدعي ان المثليين اكثر احتمالية ان يتحرشوا بالاطفال؟
هناك شخص يدعى بول كاميرون ادعى انه يمتلك البيانات التي تثبت ان المثليين من الممكن ان يتحرشوا بالاطفال بمعدل اعلى. وكما هو مفصل في الرابط هناك عيوب منهجية كثيرة جدا مما يجعلها عديمة المعنى. ورغم ذلك فإن افتراضاته تستخدم احيانا من قبل المنظمات المعادية للمثليين في محاولاتهم لربط المثلية الجنسية بالتحرش الجنسي بالاطفال.
في عام 1985 نشر موضوع في Psychological Reports تقارير سيكولوجية حيث اجاب كاميرون بمطالعة حول بياناته على السؤال. “هل ان هؤلاء الذين يمارسون افعالا جنسية غير مناسبة يدخلون الاطفال ضمن ممارساتهم؟” وهو استنتج انه على الاقل ثلث حالات التحرش الجنسية على اليافعين هي مثلية. وان المثليين وثنائيي الجنس اكثر امكانية للتحرش بالشباب من مغايري الجنس.
ادعاء كاميروان المفصل يستند على الافتراض الوهمي ان جميع حالات التحرش بالاطفال لذكر على ذكر تمت من قبل مثليين. وان قراءة حذرة اكثر لمطالعة كاميرون ترينا عدة اخطاء حول المصادر التي استعان بها. اذ استشهد بدراسة كروث وبيرنباوم 1978 التي ذكرت سابقا ان النسبة 3:2 من الضحايا الاناث الى الضحايا الذكور لحالات التحرش بالاطفال, واوضح ان 54% من جميع حالات التحرش المذكورة في الدراسة تمت من قبل مثليين او ثنائيي الجنس, وان ايا من الرجال الـ 22 الثنائيي الجنس قد انجذب الى الذكور اكثر من الاناث. احصائية الـ 54% التي ذكرها كاميروان تبدو غير موجودة في اي مكان بدراسة كروث وبيرنباوم 1978, كما لم يشرح كاميرون كيف استنتجها.
كما انه جدير بالملاحظة ان كاميرون افترض ان المتحرشين من صنف ذكر-ذكر كانوا جميعهم مثليون, وقد افترض انه ليس جميع اعتداءات الذكر-انثى تمت من قبل مغايري الجنس, فقد ادرج ربطا مع ثنائيي الجنس ضمن تلاعباته بالبيانات لزيادة تقديره بان الخطر على الاطفال يكون اكبر من قبل المثليين وثنائيي الجنس.
وفي الجزء الاخير من الورقة البحثية, اعتبر كاميرون ان المعلمين المثليين لديهم تفاعل جنسي اكثر مع الطلبة. وذلك بالاستناد الى 30 حالة تفاعل جنسي بين استاذ وتلميذ ذكرت في مصادر مختلفة نشرت بين سنة 1920 و 1982. واستنتج كاميرون ان التلميذ قد يبدو اكثر بـ 90 مرة عرضة للاعتداء من قبل المدرس المثلي والنسبة ارتفعت الى 100 حينما اضاف كاميرون ثنائيي الجنس.
النسبة عديمة المعنى بسبب عدم وجود بيانات تم الحصول عليها بخصوص الميل الجنسي للاساتذة, وكالسابق افترض كاميرون ان التفاعل الجنسي لذكر – ذكر كان يتم من قبل المثليين. كما ان منطق كاميرون لاختيار مصادره تبدو اعتباطية كليا. فقد وصف عدم وجود طريقة نظامية لتقييم كتاباته, كما انه لم يطلع على البحوث الضخمة في تطور الطفل والبالغين. وخياره الاخير من المصادر كان ما حسب وصفه بانه “الغياب النسبي للبحوث العلمية حول ما يجري بين التدريسيين المغايري الجنس والطلبة مقابل ما يجري بين التدريسيين المثليين مع الطلبة”.
ورقة اخرى بين كاميرون واخرين في عام 1986 وصفت البيانات المجموعة في استبيان يطوف على الدور في سبع مدن وبلدات, وويكرر الاستنتاجات التي وصل اليها كاميرون عام 1985. حتى كاميرون نفسه اعترف انه في هذه الدراسة استند الى اعداد صغيرة من نقاط البيانات. وكالسابق, اشار الى الاعتداءات ذكر-ذكر على انها اعتداءات للمثليين ولم يوضح الميول الجنسية للمعتدين. الدراسة تعاني ايضا من مشاكل في طريقة الاعتداد. وقد فصلت في هذا الموقع.
كاميرون ما زال يصدر التقارير المغلوطة وغير الدقيقة. وربما ذلك هو احد المؤشرات لزوال شعبيته في البيئة التي يعمل بها حتى انه لم يتم الاستعانة به في تقرير مجلس بحوث الاسرة عام 2004 الذي نوقش اعلاه.
خلاصة
البحوث التجريبية لم تظهر ان المثليين اكثر ميلا من االمغايرين للاعتداء على الاطفال. وهذا ليس لاثبات ان المثليين وثنائيي الجنس لم يعتدوا على الاطفال مطلقا من قبل. ولكن ليس هناك دليل علمي لاثبات ان المثليين وثنائيي الجنس اكثر ميلا للقيام بذلك. و, كما موضح اعلاه العديد من المعتدين على الاطفال لا يمكن ان يتمثلوا بميلهم الجنسي باي شكل من الاشكال؛ انهم مختصون بالاعتداء على الاطفال فقط.
ملاحظات
- The survey was conducted under the auspices of the Kinsey Institute (Klassen, Williams, & Levitt, 1989). (return to text)
- Sexual abuse by women occursbut has not been well documented. Perhaps it is not surprising, therefore, that the child molester stereotype is applied more often to gay men than to lesbians. (return to text)
المصدر
http://psychology.ucdavis.edu/faculty_sites/rainbow/html/facts_molestation.html