السّبب الاكثر أهميّة لقدرتنا على القراءة هو امتلاكنا لأسس منظومة القراءة قبل ان نتعلّم القراءة بل وحتى قبل ان نخترع الحرف.
وهو سبب سهولة تعلّم الأطفال للقراءة، حيث أنّ الطّفل يتعلّم القراءة قبل أن يتمكّن من ربط شريط حذائه
من أجل معرفة طريقة استخدامنا لدماغنا الثقافي قبل نشوء الكتابة قام الباحثون بدراسة منظومة القرود البصرّية.
المنطقة الدماغيّة التي تستخدم في دماغ الانسان كصندوق لحفظ الاحرف نجد انها لدى قرود المكاكا (على سبيل المثال) لها وظيفة اشعار وتحفيز بصري.
لقد ظهر ان القرود تستخدم الف باء ذات اشكال مضلعة تشبه لغتنا المكتوبة، حيث ظهر أنّ خلايا عصبيّة خاصّة تقوم بالتعرّف على الاحرف على شكل T, L, Y, S, I, O, V وبقية الاشكال.
هدف القدرة على التعرف وتمييز هذه الاشكال نمت وتطورت في معرض الحاجة الى الالمام بالبيئة والقدرة على قراءة بياناتها.
كل شئ حوالينا يمكن تبسيطه الى شكل بدائي ، مثلا الشجرة او الحية او الحجر. يمكن للدماغ قرائته بسرعة واعطاء جواب حيوي عليه عند الخطر او من اجل السير بدون التعثر. هذه الاحرف القديمة، او مشروع الاحرف، موجودة حتى عند الانسان.
الاشكال الاساسية تقدم اساس بصري غير مرتبط بالشئ في ذاته وانما يركز على الهيكل الثابت، الذي يمكن فيما بعد ربطه بشئ خاص. هذا الامر مفيد بشكل خاص للذاكرة التي لاتملك القدرة على التقاط وتخزين كل شئ تراه اعيننا وانما تقوم بتحقيق هيكل عام يصبح مرجع قياسي. وهذا التكنيك يقوم على التركيز على الزوايا والاضلاع.
وجود خلايا عصبية متخصصة في ردّ الفعل على اشكال مثل ت او آ لربّما تبدو غريبة، الا انه توجد امثلة اكثر غرابة.
إحدى فرق البحث الانكليزيّة تمكّنت من العثور ، عند شخص مصاب بمرض الصّرع، على خليّة عصبيّة ردّ فعلها مقصور فقط على إسم الممثّلة جينيفر أنيستون أو صورتها. بمعنى أنّ خليّة تخصّصت بإسم الممثّلة السّينمائية تماما كما توجد خلية متخصصة برموز أسد خطير.