ترجمة: أحمد الوائلي
طور باحثون في المملكة المتحدة وفرنسا طريقة جديدة وحساسة للغاية لتصوير البصمات التي تركت على الأسطح المعدنية مثل البنادق والسكاكين والطلقات الفارغة. هذه التقنية تستخدم أفلام الفلورسنت, ويقول الفريق أنهُ يمكن أستخدام هذه الطريقة الجديدة لتكملة عمليات الطب الشرعي المتوقفة.
إن فرصة ان يكون شخصين لهما بصمات متطابقة حوالي 64 مليار إلى 1، ولهذا السبب تعتمد الوكالات المكلفة بتنفيذ القانون على أدلة بصمات الأصابع. على الرغم من التقدم في مجال الكشف منذ القرن 19، حوالي 10٪ فقط من صور بصمات الأصابع في مسرح الجريمة هي ذات جودة كافية لتؤدي إلى تحديد الفرد بما يكفي لتلبية رغبة محكمة.
بصمات الأصابع سببها ترسّب العرق والزيوت الطبيعية. تقنيات التصوير التقليدية تعمل على أستخدام مسحوق كيميائي ملون (الكواشف) أو الكواشف البيولوجية التي تتمسك أو تتفاعل مع البقايا ويُطبع النقيض البصري إلى السطح السفلي. أوجه القصور الرئيسية لهذه التقنية هي أن هذه الودائع يمكن أن تتحلل مع الوقت أو عند التعرض للماء أو غيره من المواد.
المعدن المكشوف:
بدلا من التركيز على الرواسب نفسها، روبرت هيلمان وزملاؤه في جامعة ليستر، معهد لاوانجيفين ومختبر رذرفورد أبليتون, عملوا على السطوح المكشوفة بين الارتفاعات الموجودة في البصمة. ويوضح هيلمان: “فكرنا في أستغلال السطوح الموجودة بين المرتفعات بدلاً من المرتفعات نفسها”.
مؤخرا، قام الفريق بعملية تجريبية بواسطة الكهرباء على البلويمرات التي يتغير لونها عند أستخدام الجهد الكهربائي. ويوضح هيلمان: “نستخدم الكيمياء الكهربائية لترسيب البوليمر من محلول المونمر وبعد ذلك نستبدل محلول ترسب المونومر مع محلول الخلية الكهربائية”. ان البقايا الغير مرئية المترسبة من إصبع الإنسان اليسار لا توصل الكهرباء. عندما يترسب البوليمر على بصمات الأصابع ويتم تسليط الجهد, يتم توجيه الفيلم إلى “الانخفاضات” الواقعة ما بين “الالمرتفعات”. الجهد يغير لون الفيلم، وبتحسين النقيض البصري يتم خلق أساس للصورة السلبية جاهزة للطباعة.
الآن، فقد انتقلت هذهِ التقنية خطوة أبعد من خلال إضافة جزيئات الفلورسنت (fluorophores)، والتي تتسبب في انبعاث لون معين عندما تتعرض لضوء الأشعة فوق البنفسجية. ويسمح أيضا لمزيد من السيطرة من حيث الضبط والتلوين للحصول على النقيض على أفضل وجه ممكن من سطح المعدن الأساسي.
أنعكاسية النيوترون:
لجعل هذه التقنية تعمل، يجب أن تتخلل جزيئات الفلورسنت الفيلم تماما دون أن تصل إلى سطح المعدن الأساسي. للتأكد من أن هذا يحدث، استخدم الباحثون تقنية تسمى أنعكاسية النيوترونات. وهذا ينطوي على اطلاق شعاع النيوترون على الفيلم وقياس النيوترونات المنعكسة. النيوترونات المتشتتة يمكن أن تكون حساسة لنظائر معينة موجودة في العينة. للاستفادة من هذا، تم استخدام الديوتيريوم (أحد نظائر الهيدروجين) لتحديد الظروف المثالية لإدخال جزيئات الفلورسنت.
ويقول الباحثون أن طريقة أخذ البصمات حساسة للغاية ومطلوب فقط كميات ضئيلة من بقايا لكي يتم العمل بصورة صحيحة – أقل بكثير مما هو الحال بالنسبة للمناهج التقليدية. كما أنها مناسبة تماما للاستخدام في تركيبة مع المناهج القائمة، التي غالبا ما تنطوي على استخدام سلسلة من الكواشف في محاولة لتكشف عن وجود البصمة المطبوعة. إذا لم تنجح الكواشف التقليدية في الكشف عن نمط، وينبغي لمناطق السطح العارية ان تكون لا تزال خالية من البوليمرات المترسبة.
على الرغم من كل المزايا، ألا ان التقنية الجديدة محدودة لأنها تعمل فقط على العينات المعدنية.
المصدر:
http://physicsworld.com/cws/article/news/2013/jul/16/sensitive-fingerprint-technique-developed-with-the-help-of-neutrons