ترجمة: أثير العطار
في هذا الاسبوع تم اضافة مصطلح “انترنت الاشياء” الى صفحات قاموس اكسفورد المبجلة، بالاضافة الى مفردة Bitcoin (عملة افتراضية)، Selfie (صورة شخصية)، twerk (حركة رقص جديدة)، fauxhawk (تقليعة شعر ماهاوك باستخدام الجل والمشط).
ولكن ما هو انترنت الاشياء بالتحديد، وكيف يمكن للتقنية المنبثقة ان تغير حياتنا؟
انترنت الاشياء هو مفهوم يهدف الى توسيع الاستفادة من الانترنت العادي – الاتصال الدائم، التحكم عن بعد، مشاركة البيانات وهكذا في العالم الحقيقي. الاطعمة، الالكترونيات، الاجهزة، المقتنيات: كلها سترتبط الى شبكة محلية وعالمية من خلال متحسسات مرفقة “وتعمل دائما”.
في بعض الاحيان يدعى “انترنت الاشياء” وهذا المصطلح تم صياغته في 1999 من قبل كيفن اشتون رائد تقنية بريطاني والذي ساعد في تطوير المفهوم. المتحمسون للفكرة يقولون انها فائدة كبيرة للمستهلك على الرغم من الانتقادات التي تصاعدت بخصوص الامان والخصوصية.
ولكي تتواصل الاشياء مع الانترنت الحالي يجب ان تمتلك وسائل الاتصال. وهذا تم تحقيقه بشكل كبير عن طريق شرائح تمييز التردد الراديوي RFID على الرغم من استعمال بعض الوسائل الاخرى مثل الباركود وكودات الاستجابة السريعة QR وانظمة الاتصال اللاسلكي مثل البلوتوث والواي فاي.
اشتون اسسس مركز التمييز الذاتي في معهد ماساشوتس للتكنلوجيا في 1999 والذي طور معايير عالمية لتقنية RFID. هذه التقنية تطورت من محاولات مبكرة اخترعت في سبعينيات وبداية الثمانينات.
في منتصف التسعينات، اشتون عمل لصالح بروكتر وكامبل حيث رأى ان شرائح RFID ممكن ان تساعد الشركة لتعقب منتوجاتها الكثيرة والمتنوعة. اليوم، تستعمل هذه الشرائح من قبل الكثير من الشركات لادارة الموجودات. كما انهم جعلوا جوازات السفر يمكن مسحها في دائرة الامن الوطني وكذلك تذاكر المترو كما ان المزارعين استعملوها لمعرفة وتعقب مواشيهم.
في 2011 انفق العالم 6.37 بليون دولار على شرائح RFID، ولكن هذا السوق متوقع له ان ينفجر الى اكثر من 20 بليونا ببداية 2014 وفقا لموقع RFID World Canada.
محاسن العالم المترابط او السلكي
المؤيدون مثل هيلين دوس، مديرة مركز Auto-ID في جامعة كامبردج تقول ان هذه التقنية ستوفر كفائة عظيمة عبر الكثير من الصناعات. المخازن لن تقلق بعد الان من نفاذ الكمية، لان نظام الجرد التلقائي سيعرف كم المتبقى من العلكة او حفاضات الاطفال في اي لحظة.
المستهلكون سيكون بامكانهم ان يظبطوا ثلاجاتهم لشراء بقالة عندما ينفذ البيض او تنتهي صلاحية الحليب. هل نسيت ان تطفيء المايكرويف؟ لا مشكلة بظغطة زر من هاتفك الذكي وانت في اي مكان من العالم. هل نسيت ان تطفيء الاضواء لا حاجة فغرفتك ستعرف اوقات مغادرتك ومجيئك حيث سيمكنهم من معرفة هاتفك الذي في جيبك عندما تقترب من الغرفة.
سيتمكن المستهلكون من توفير النقود، وانبعاثات الكربون، خلال فترات الذروة من خلال التحكم بدرجة حرارة التكييف في منازلهم عن بعد.
دوس كتبت موخرا، ” لدينا رؤيا واضحة – لانشاء عالم حيث كل شيء من الطائرات العملاقة الى ابر الخياطة سيكون مرتبطا بالانترنت”
وفي خطوة باتجاه تبني هذه التكنلوجيا، سوندغو في كوريا الجنوبية تهدف الى ان تكون المدينة الذكية المتصلة سلكيا الاولى في العالم. حيث ان كل شي متصل بالانترنت. المخططين يأملوا ان يجمعوا كمية كافية وسريعة من البيانات حول كل شيء ويستعملوها لزيادة الكفاءات.
شؤون امنية؟
من الواضح ان وكالات الجيش ستحتاج ان تتاكد ان الصواريخ والانظمة الاخرى لن يتم اختراقها. ولكن ما خطورة ان يقوم جارك بتشغيل محمصة الخبز التي لديك؟
مكتب المخابرات الوطنية الامريكي اصدر تقريرا في 2008 حذر فيه من انه سيكون من الصعب منع الوصول الى شبكات المتحسسات والاشياء المتحكم بها عن بعد من قبل اعداء الولايات المتحدة، المجرمين، والمخربين. التقرير ايضا بين انه ليس من الواضح لحد الان كمية البيانات من انترنت الاشياء التي يمكن ان تستخدم في فرض القانون مقابل كم من البيانات ستعبتر شخصية وخاصة.
تحذر لوري لوانسون الكاتبة في ITBusinessEdge ان انترنت الاشياء سيوفر تحديات كبيرة لمبرمجي الكومبيوتر، الذين سيكون لديهم قريبا شبكة من ملايين الاجهزة المشبكة للتعامل معها. التحديثات والحزم الاصلاحية ستكون تحديا بالاضافة الى التقاط الاشارات في الضوضاء. لواسون اقترحت ان الحلول يجب ان تأتي من خلال تطبيق ذكي ومستقر ولايحتاج الى الكثير من المعالجة. ” بالمختصر فان انترنت الاشياء IoT قد يسبب الكثير من الصداع، ولكنه قد يثبت كونه نقطة تحولية للموسسات.