بقلم : ماثيو ريسز
ترجمة: حسن مازن
المقال منشور بتاريخ 7/11/2013
أحد أبرز الفيزيائيين النظريين في المملكة البريطانية المتحدة، يحث دول العالم العربي لوضع حد “للخمول تجاه العلم وحرية التفكّر” وهو المزاج الذي يعده الخليلي منتشراً جداً في المنطقة.
جيم الخليلي, وهو استاذ الفيزياء النظرية في جامعة ساري والمهتم بتبسيط العلوم للجمهور، من المقرر أن يلقي في السابع من تشرين الثاني نوفمبر محاضرة الأفتتاح في ملتقى العلوم والحضارة السنوي الذي تقيمه (كارا – CARA) بنسخته الـ80 الذي يهدف لمساعدة الاكاديميين اللاجئين. وستكون محاضرته بعنوان ” العلوم، العقلانية، والحرية الأكاديمية في العالم العربي من وجهة نظر شخصية وتاريخية”.
جيم الخليلي المولود في بغداد من أب عراقي وأم بريطانية، تلقّى تعليمه في العراق حتى عام 1979حيث أجبرت عائلته على الرحيل بعد وصول صدام حسين للسلطة فغادر العراق وهو بعمر 16 عام. يعتبر الأن كاتب رفيع المستوى ومقدم برامج علمية على قناة بي بي سي الرابعة وله سلسلة وثائقية من ثلاث حلقات قدم بها للإسهامات العربية في العلوم ثم نشر محتوها في 2010 بكتاب يحمل اسم “الرواد: العصر الذهبي للعلوم العربية” وقد تُرجم مؤخراً للعربية.
في القرون الوسطى والتي تعتبر عصر ذهبي للعلوم العربية (بين القرن ال11 وال 13) كان العلماء العرب بحسب البروفسور الخليلي: يقومون بالبحث والتشكيك في العالم من حولهم، في ذلك الوقت كان ايمانهم يملي عليهم ضرورة البحث والتقصّي بدل الركون للكسل وقبول المكتوب من المعرفة بدون تشكيك وتحقيق.
إن فهم هذا التراث العلمي برآي الخليلي يمكن أن يساعد على تبديد الفكرة القائلة بإن العلم هو فكرة غربية يصدرها الغرب إلى العالم الإسلامي حيث إن العرب لهم نشاطهم الاكاديمي منذ ألف سنة، فلعل الإحتفاء بالحرية الأكاديمية العربية أن يساعد العالم العربي بمعاناته التي يمر بها بهذه الأيام.
يدعم الخليلي تحليله التاريخي برأي شخصي عن نظام التعليم في العراق الذي رغم الوحشية التي كان يمارسها حزب البعث إلا انه كان علماني ولا يدعم أي توجه أيديلوجي تجاه التعليم، حتى إن النقاش بنظرية التطور الداروني كان أمراً شائعاً. مع ذلك يرى البروفسور الخليلي ان هناك خمول ولا مبالاة في العالم العربي تجاه العلم وحرية التفكير, وهو يعتزم استكشاف المناخ الكفيل بتوفير الحرية الأكاديمية.
الأثر الجلي للتخلّف العلمي في العالم العربي بحسب الخليلي يأتي من نوعية الأبحاث التي تقدّم للنشر فهو يرى فرقاً واضحاً بين الأوراق البحثية التي تأتي من أوربا وأمريكا وبين تلك التي تأتي من العالم العربي بسبب سوء البنية التحتية العلمية، فهل يجب السماح لهذا المستوى المتدني من الابحاث بالنشر تشجيعاً للحركة العلمية العربية؟ لايمكن طبعا فهناك عتبة يجب ان تصلها الأبحاث ليمكن نشرها في النشريات العلمية المرموقة. لكن ما يدعو للايجابية بحسب الخليلي هو إن هنالك اعتراف بإن هناك شيء مفقود وإن العلم هو أكثر من محرّك لعجلة الإقتصاد وتطوير الدفاعات.
وبإشارة إلى مثل هذه التطورات التي يتحدث عنها الخليلي تأتي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنلوجيا، تلك الجامعة التي بنيت في الصحراء بالقرب من مدينة جدة في المملكة العربية السعودية لتستقطب العلماء الغربيين ومع ذلك يضيف لخليلي “ليس جيداً وجود هكذا فقاعات معزولة بوسط مجتمع محافظ لابعد الحدود، حيث يجب أن يكون تأثيرها على المجتمع بشكل عام وليس على قلة منتقاة”.
وبما يتعلق بتنمية الثقافة العلمية فإن الخليلي يضع ثقته في مهرجانات العلوم وما يشابهها من أشكال المشاركات الجماهيرية. والتي تمارس وتتطور بصورة رائعة في المملكة المتحدة بينما على العكس تماماً في العالم العربي فمهرجانات مثل مهرجان “شلتنام” للاقمار الصناعية في الدوحة لايعدو أكثر من قش في مهب الريح.
يذكر إن “كارا” مؤسسة خيرية أنشئت في 1933 بإسم مجلس المساعدة الأكاديمي لمساعدة العلماء الذين يواجهون التمييز والعنف في عهد النازيين. وهي اليوم مستمرة بدعم الاكاديميين اللاجئين في جميع انحاء العالم بما في ذلك أولئك المهاجرين هرباً من العنف في العراق وسوريا كما تساعد ببناء القدرات الاكاديمية في البلدان التي تعاني من الاضطهاد وهجرة الأدمغة.
رابط المقال الأصلي :http://