الجندر “الجنس” يشير إلى الاختلافات المادية والفسيولوجية بين الذكور والإناث، وكذلك ثنائي الجنس “الجنس الثالث كما يسميهم البعض”. كما يشير إلى الفوارق الاجتماعية أو الثقافية المرتبطة بجنس معين. فعندما يولد الأطفال، يتم تعين جنسهم من خلال الصفات الجنسية البيولوجية، فالأطفال الذين يحملون صفات الذكورة يتم اعتبارهم أولاد، والأطفال الذين يحملون صفات أنوثة يتم معاملتهم كبنات، أما ثنائي الجنس فيتم تحويلهم إلى احد الجنسين. فالعلماء عادة ما ينظرون إلى الجنس باعتباره كيان اجتماعي وليس كالمفهوم الذي تم إنشاؤه بواسطة قواعد ثقافية واجتماعية.
ادوار الجنسين
ويشير مصطلح “ادوار الجنسين” إلى كيف يتوقع المجتمع من الرجال والنساء إن يتصرفوا. فنحن ننمو ونأخذ الدروس عن كيفية التصرف ممن هم حولنا، وهذا يسمى بالتنشئة الاجتماعية، ويتم خلالها تعليم الأطفال طرق التصرف حسب جنسهم البيولوجي. حيث تستند إلى معايير وضعت من قبل المجتمع، والتي عادة ما تربط الذكورة مع القوة والعنف والهيمنة والعدوان، في حين ارتبطن الأنوثة مع ادوار تبعية والتغذية.
فروق في التنشئة الاجتماعية بين الجنسين
التنشئة الاجتماعية هي تعليم الأطفال الأدوار المراد منهم تنفيذها منذ الولادة، فاليوم عادة ما تكون المجتمعات سريعة التجهيز الأطفال بالألوان الرمزية للجنس، فالذكور عادة ما يعطون اللون الأزرق، والوردي “الزهري” للإناث. والمثير للاهتمام إن الوردي أو الزهري كان في بداية القرن العشرين مرتبط بالذكور أكثر، والأزرق مرتبط بالإناث، وهذا ما يوضح الاختلافات بين العصور والتي تتبع عدة عوامل.
حيث تحدث التنشئة الاجتماعية بين الجنسين من خلال أربع عوامل رئيسية، وهذه العوامل هي: الأسرة، التعليم، الأصدقاء، والإعلام. وكل عامل من هذه العوامل يحافظ على التوقعات المعيارية لسلوك كلا الجنسين، وهنالك عوامل ثانوية يتعرض لها الأطفال خلال التنشئة الاجتماعية وهي: الدين، والعمل. فالتعرض الدائم للعوامل الرئيسية والثانوية ومع مرور الوقت يؤدي بالناس إلى الشعور الزائف أنهم يتصرفون بشكل طبيعي على أساس الجنس، بدلاً من إتباع دورهم الطبيعي. ويتعلم الأطفال بسن مبكرة إن هنالك تصرفات متوقعة منهم على أساس جنسهم. كما تكشف الدراسات عبر الثقافات أن الأطفال يدركون الأدوار المتوقعة منهم بين عمر السنتان والأربع سنوات، وترسخ الأدوار في كلا الجنسين (كين،1996). حيث يقوم الآباء في الكثير من الأحيان بإعطاء الذكور شاحنات ولعب بنادق وشخصيات الخارقة في الرسوم المتحركة، والتي تعزز اللعب المعزز بالنشاط والحركة، والعدوان، واللعب الانفرادي. في حين غالبا ما تعطى الفتيات دمى واللعاب تتطلب إلباس الملابس وإطعام الطعام والتي تعزز الرعاية، والعلاقات الاجتماعية. وقد أظهرت الدراسات أن الأطفال يختارون الدمى المناسبة لجنسهم حتى عند توفر نوعين من الدمى، وكذلك يختارون اللعب مع “الجنس المناسب” عندما يتاح اللعب مع الجنسين؛ وذلك لان الآباء والأمهات أعطوا ردود فعل ايجابية حول الاختيارات “في شكل ثناء، والمشاركة، والتقارب الجسدي” (كالديرا، هيوستن، واوبراين، 1998).
فالدافع الحقيقي على الانضمام إلى الأدوار الذكورية والأنثوية بين الجنسين لا تظهر إلى في وقت لاحق من حياة الإنسان. حيث يميل الذكور إلى ممارسة مهن معينة مثل المهن القانونية والعسكرية والسياسية. بينما تميل الإناث إلى مهن ذات علاقة برعاية الأطفال والرعاية الصحية والعمل الاجتماعية. وهذه المهن والاختيارات لا تستمد عادة من الجينات وعلم الوراثة ولكن من تقاليدنا الثقافية، حيث تحقق هذه الأدوار التوقعات الاجتماعية وليس بالضرورة التفضيل الشخصي (دايموند، 2002)
التمييز على أساس الدور الجنسي التطبيقي
عادة ما تظهر تقييم التوقعات حول دور الجنسين في المجتمعات على شكل صور نمطية في المعتقدات التي تقدر الذكورة على الأنوثة، ولكن ليس هنالك اختلافات متأصلة أو طبيعية بين الجنسين. وتظهر أشكال شائعة من التوقعات المقترنة بالجنس في العصر الحديث من خلال رؤية المرأة وهي تقوم برعاية الأسرة، ومن المتوقع إن تكون ودية في تصرفاتها، وان تصرفت بشكل غير ودي وعدواني فإنها تكون غير مرغوبة، أو ينظر لها كعدوانية انتهكت دور الجنسين (رودمان، 1998). وفي المقابل عل الرجل إن يتصرف بطريقة عدوانية وأكثر حزماً حتى يكسب الاحترام.
والتمييز الجنسي موجود على المستوى الاجتماعي مثل التوظيف وفرص العمل، ففي الولايات المتحدة، عادة ما تكون النساء اقل عرضة للتوظيف أو الترقية في المهن التي يسيطر عليها الرجال مثل الهندسة، والطيران، والبناء (بلاو، فيربير، وينكلر، 2010، سيسل، ويليامز، 2011). وفي مناطق كثيرة من العالم لا تحصل النساء على نفس فرص الرجال من التغذية والرعاية الصحية والتعليم.
الصورة النمطية بين الجنسين
في كل مرة نرى شخص ما يركب دراجة نارية، سوف نتوقع انه ذكر. فنحن منخرطون في قوالب نمطية تفترض إن المرأة عادة خجولة ولا ترغب في ركوب الدراجة النارية. والأدوار الجنسية لا تفرض على الجنسين كيف عليهم إن يتصرفوا فقط، ولكن أيضا قد تفرض عليهم عقوبات. فمثلا إن ارتدى احد الرجال ملابس نسائية لا تتفق مع المعايير الذكورية “مثل ارتداء التنانير، ما عدا اسكتلندا بالتأكيد” قد يتعرض للتحرش والعنف، كذلك المرأة إن خلعت ملابسها “وهو تصرف ذكوري اعتيادي”. وهذا العقاب هو تهديد لكل من يحاول إن يخطوا خارج القواعد الاجتماعية الموضوعة للجنسين. كما يحدث للمتحولين جنسيا، حيث تعرضون للاضطهاد والعنف لعدم التزامهم بالأدوار الموضوعة لهم اجتماعياً، والناس عادة ما يطلقون عليهم “شواذ، مرضى، مثلي الجنس، ثنائي الجنس” لتميزهم ونبذهم.