البكاء والتنهد والنحيب أشياء قد اختبرناها منذ صغرنا، وكذلك نرى العديد من الحيوانات المحيطة بنا تذرف الدموع بين الحين والأخر. لكن أن تكلمنا عن الدموع العاطفية فإن الإنسان هو الوحيد الذي يعرفها، أما عند الحيوانات فهي دموع ذات وظيفة ضرورية مثل ترطيب العين وحمايتها من العدوى. هنا بعض المعلومات عن الدموع قد لا تعرفها.
الدموع بصورة عامة، سواء كانت دموع فرح أم دموع حزن، توضح الكثير عنا، إي تساعد على تسليط الضوء على ما هو مهم بالنسبة لنا، وعلى الرغم من أهميتها فهنالك من لا يعرف شيء عن الدموع، لذلك يجب أن نذكر لكم بعض الحقائق قليلة الانتشار عن الدموع.
هنالك أكثر من نوع واحد من الدموع:
هنالك أكثر من نوع واحد من الدموع عند الإنسان. فالدموع القاعدية هي الدموع التي توجد في أعيننا على طول الوقت، ولها وظائف ترطيب وحماية وتغذية العينين. وهنالك نوع ثاني من الدموع يدعى الدموع اللاإرادية، وتكون وظيفتها حماية العين عند تعرضها للمهيجات، مثل البصل والأتربة والرياح القوية. وهذين النوعين من الدموع يختلفان عن بعضهما في التركيب الكيميائي.
أما النوع الثالث فهو النوع الذي يعرفه جميعنا، والذي يتكون عند الشجار مع الحبيب أو مشاهدة مشهد مؤثر من فلم ما، وتدعى الدموع العاطفية. فقد وجد دراسة واحد أجريت عام 1980 أن الدموع العاطفية تحتوي على نسبة أعلى من البروتين مقارنة بالأنواع الأخرى من الدموع، لكن لا نستطيع التأكد من هذه المعلومة بشكل قطعي.
الباحثون لا يعرفون لماذا نبكي:
فهنالك الكثير من النظريات حول أسباب البكاء. وأقربها هو التفسير التطوري، حيث يعتقد علماء التطور أن الإنسان يبكي للإشارة إلى طلب المساعدة؛ لكن بدون إصدار صوت مثل العواء، والبكاء جاء بسبب ضغوط تطورية أدت إلى تطوير نظام الإشارة لدينا بحيث نتواصل بدون أن تسمح للحيوانات المفترسة التعرض لنا.
ومع تطور السلوك البشري، أصبح للدموع أكثر من غرض واحد. فهنالك العديد من الأسباب التي تجعل الإنسان يبكي، منها الإشارة إلى وجود مشكلة ما، أو طلب المساعدة من الذين حولنا، والأطفال يبكون للحصول على اهتمام أبائهم، أو قد نبكي للحصول على تعاطف احد الأصدقاء أو الأقارب، أو لكي نحل صراع بشكل سريع، وكذلك عند الشعور بالذنب. وحسب جيسي بيرينغ من معهد الثقافة والإدراك في جامعة بلفاست ” من الصعب معاقبة شخص ما وهو يبكي، أو مجادلته. أن الدموع مثل الزناد الذي يخبرنا أن علينا التوقف”.
كيميائياً فان تركيب الدموع يشبه تركيب اللعاب:
فكلاهما يتكونان من بروتين وأملاح وهرمونات، بالإضافة إلى بعض المواد الأخرى.
النساء يبكين أكثر من الرجال:
أن النساء تذرف الدموع أكثر من الرجال فعلا، فحسب احد التقديرات وجد أن النساء تسيل الدموع 5.3 مرة في الشهر، بينما يبكي الرجال 1.4 مرة في الشهر. بينما يشير تقدير أخر أن النساء يبكين 5-2 مرة في الشهر مقارنة مع الرجال الذين يبكون 0.5-1 في الشهر. وفق لبحث ألماني نشر في في صحيفة تلغراف، أن متوسط مدة البكاء عند المرأة يستمر 6 دقائق عند النساء، وعند الرجال 2-4 دقائق، كما وجد في نفس البحث أن بكاء النساء يتحول إلى نحيب في 65%، بينما لا يتحول إلى نحيب عند الرجال إلا في 6% من حالات البكاء.
تأثير الثقافات في الاختلاف بين الجنسين:
فان الاختلاف بين الجنسين من ناحية البكاء يختلف حسب الثقافات، وحسب السمات الخاصة بكل بلد. ومن المثير للدهشة أن المرأة تبكي في الثقافات الغربية التي تحترم حرية المرأة وحقوقها أكثر مما في الثقافات التقليدية. في حين أن الفرق بين بكاء الرجل في الثقافات الغربية والثقافات التقليدية ليس كبير. وهذا يتعارض مع فكرة أن البكاء رد فعل لا أرداي ناتج عن بعض المشاعر.
الاختلاف البيولوجي بين الجنسين:
كذلك الجانب البيولوجي له تأثير في اختلاف حالات البكاء بين الجنسين. فالنساء بيولوجيا تذرف الدموع أكثر من الرجال، فان وضعت خلايا الغدد المسيلة للدموع الخاصة بالنساء تحت المجهر، سوف تجدها مختلفة عن خلايا الغدد المسيلة للدموع عند الذكور. كما أن الأنابيب الناقلة للدموع عند الذكور اكبر مما عند الإناث، فعندما يبكي الرجل والمرأة في نفس الوقت تسيل دموع المرأة على خديها بشكل أسرع.
الدموع تأتي من الغدد الدمعية:
وهذه الغدد موجودة في الجانب العلوي والخارجي من العين. فعندما تقوم هذه الغدة بإنتاج فائض من الدموع تصرف عن طريق تجويف الأنف، أما أذا كان هنالك كميات كبيرة من الدموع الزائدة عن الحاجة فإنها تخرج من العينين
السبب التشريحي وراء سيلان الأنف عند البكاء:
كما ذكرنا في النقطة السابقة أن بعض كميات الدموع تصرف عبر الأنف، فعند البكاء تتراكم كميات كبيرة من الدموع في الأنف فتسبب في سيلان الأنف.
أما الصداع الذي يأتينا بعد النحيب، فلا يوجد له تفسير دقيق إلى الآن، فبعض التقارير تقول انه له علاقة بفقد كميات من المياه عند البكاء، ورأي أخر يقول انه بسبب العضلات، التي تشد عند الحزن.
السبب وراء البكاء عند تقطيع البصل هو Syn-propanethial-S-oxide:
وهذه المادة تعتبر مهيج كيميائي يحفز الغدد الدمعية، ما يجعل الدموع تخرج.
الدموع ترسل إشارات كيميائية إلى الآخرين:
وذلك وفقا لأحد الدراسات التي نشرت سنة 2011 ونشرت في مجلة العلوم ، حيث أظهرت هذه الدراسة أن هرمون التستوستيرون والشهوة الجنسية سوف تقل عند الرجال بعد أن يشم رائحة دموع المرأة. وقال عالم الأعصاب في معهد وايزمان للعلوم في إسرائيل نعوم سويل أن هنالك إشارة كيميائية في بكاء الإنسان، واحد الأشياء التي تفعلها هذه الإشارة الكيميائية هو تقليل الشهوة الجنسية.
ما تعرفه عن دموع التماسيح حقيقي:
المعروف أن التمساح لا يبكي بسبب الحزن، وهذا ما قام بتأكيده كينت فليت، باحث في جامعة فلوريدا، من خلال بحث أقيم سنة 2007. وتبين أن التماسيح لا تبكي بسبب الحزن. كما أن هنالك سبع حيوانات أخرى ترتبط بالتماسيح ارتباط وثيق من ناحية سبب البكاء. فالتماسيح تبكي حتى حين تأكل، ويعتقد أنها تقوم بذلك لترطيب العين، حيث أن وجود الجفن الثالث في عين التمساح يجعل ذرف الدموع لأجل ترطيب العين أمر ضروري، في تقريبا تبكي في كل وقت.
الجوانب الجيدة في البكاء:
هنالك عدد من البحوث التي ركزت حول الناحية العلاجية في البكاء، وكيف يشعر بعضنا بالراحة النفسية بعد أن يبكون. فذرف الدموع بجانب الأشخاص الداعمين لنا، وفي بيئة مريحة تجعل البكاء أكثر قابلية لتحسين المزاج، بينما هذا لا يحدث أن جاء البكاء في بيئة غير مريحة أو عندما نشعر بالحرج.
وقام احد الباحثين بتحليل 300 تقرير حول مجاميع حلقات البكاء، واظهر التحليل أن غالبية المشاركين تحسن مزاجهم بعد البكاء. وهنالك عينة أظهرت تفاوت كبير في تأثير البكاء على تحسين المزاج، وهنالك فئة ثالثة أبلغت عن ازدياد الشعور بالسوء بعد البكاء. فتغير العوامل الاجتماعية يؤثر على تحسين المزاج بعد البكاء، فالأشخاص الذين لم يتلقوا الدعم وكذلك الذين لا تزال أوضاعهم على حالها أو لم تحل مشاكلهم بعد، اقل عرضة لتحسن المزاج بعد البكاء.
واقترح بعض الباحثين أن الدموع العاطفية تختلف عن الدموع القاعدية والدموع اللاإرادية، فهي تحتوي على هرمون يسبب التوتر، إي أن الدموع العاطفية تخلص الجسم من هرمون التوتر. وهنالك نظرية أخرى، تقول أن البكاء يحفز الجسم على إفراز هرمون الاندورفين، والذي يفرز كذلك عند ممارسة الجنس وعند الضحك، فيساعد على تحسن المزاج.
دموع الفرح لا تختلف كليا عن دموع الحزن:
هذا ما أوضحه الدكتور مارك فينسكي، الذي يعمل كأستاذ مساعد في جامعة جيلف، حيث قال أن هنالك قواسم مشتركة كثيرة بين دموع الفرح ودموع الحزن، ومن هذه القواسم هي مناطق الإثارة العاطفية الشديدة، حيث أن هذه المناطق هي منطقة تحت المهاد والعقد القاعدية في الدماغ، كما ترتبط بجزء من الدماغ يسمى النواة الدمعية والتي تحفز خروج الدموع.
كما أن البكاء يقوم بدور إعادة الجسم إلى حالة التوازن، بعد أن يثار أكثر من اللازم، سواء سلبا أو إيجابا.
بعض الأشخاص أكثر عرضة للبكاء من غيرهم:
كما مر علينا سابقا أن النساء أكثر بكاء من الرجال، وكذلك هنالك أشخاص أكثر عرضة للبكاء من الآخرين. فبكاء الأشخاص يتعلق بالاختلافات الشخصية الفردية. ومن هؤلاء الأشخاص هم ممن يعانون من صدمات نفسية، الأشخاص القلقين، والأشخاص العطوفين بعض الشيء. كما أن هنالك بعض الأمور تقلل من البكاء، مثل المستوى العالي من الإجهاد والتعب، التقلبات الهرمونية، الصحة العقلية والنفسية.
المصدر: http://www.huffingtonpost.com/2014/01/10/tear-facts_n_4570879.html
رووووعة ماشاء الله شكرا جزيلا لك