التنويم المغناطيسي وتأثير العلاج الوهمي يعتمدان بشكل كبير على تأثير الايحاء والايمان، مما يجعل من الصعب تخيل كيف يمكن عمل دراسة مقارنة باستخدام البلاسيبو لدراسة التنويم المغناطيسي” باركر رسل.
التنويم المغناطيسي هو عملية تشمل، المنوم المغناطيسي، وشخص يوافق ان يُنوم مغناطيسيا. وهو يتميز بما يلي، (أ) التركيز، (ب) الاسترخاء، (ج) الايحاء (د) التوقع.
استخدامات التنويم المغناطيسي متنوعة. فهو يختلف باختلاف الوسط الاجتماعي ان كان في صالة عرض او عيادة او مركز شرطة.
عادة ما يتواجد منومي صالات العروض في البارات، النوادي، والمهرجانات الشعبية. والاشخاص الذين يتعاملون معهم هم عادة لديهم نوع من الخبرة مع التنويم المغناطيسي، ربما لم يخضعوا له سابقا، لكن لديهم فكرة جيدة عما سيحدث. مثلا، انهم يعرفون ان المنوم المغناطيسي سيجعل احد المشاركين يُقيق مثل الدجاج او ان يعود لمقعده ليقف لاحقا ويصرخ بشيء ما. وفي بعض الاحيان قد يضعون بين الجمهور “عميلا” ليعطوا مصداقية اكبر لقواهم. ومن خُدعهم المفضلة هي ان يجعلوا احد الاشخاص يأخذ وضع اللوح، مسنودا بكعبي قدميه ومؤخرة رأسه فقط،- اي شخص يمتلك قدر معقول من اللياقة يستطيع فعل هذا. *وتبعا للكوابح النفسية وكمية الكحول التي قد شربها المشاركون، تستطيع هذه العروض توليد تصرفات عند المشاركين قد يصفوها “بالخارجة عن السيطرة” او “خارجة عن طباعهم”. ويناقش بعض الاخصائيين النفسيين ان التنويم المغناطيسي في غرف العروض هو نوع من السلوكيات الاجتماعية المكتسبة. فمثلا، يناقش روبرت بيكر (1990) ان المنوم المغناطيسي والشخص الخاضع له، يعلمان ان هناك انواع معينة من الامور المتوقع ان يقوما بها في محيط غرفة العروض. هما يعرفان ان لديهما ادوار ليمارساها، ويعضدان بعضهما الاخر بأدائهما. يوفر المنوم الايحاء ليستجيب له الشخص، بينما تكون بقية التصرفات – كتكرار الاصوات والايحاءات، الصوت الناعم المهدئ، طقطقة الاصابع، العد العكسي من 10 الى 1 و الغشوة (حالة الاسترخاء الشبيهة بالنوم) جزء من دراما العرض التي تجعل التنويم المغناطيسي يبدوا غامضا.
يوفر التنويم المغناطيسي فرصة اجتماعية حيث يمكن السماح بتصرفات عادة ما تعتبر غير طبيعية. وأذا ما تداخل الكحول بالموضوع سيوفر عذر اضافي لدخول تصرفات اخرى غير مناسبة، وبهذا ممكن ان ننظر للتنويم المغناطيسي في غرف العروض على انه نوع من التحرر، بطريقة مقبولة مجتمعيا.
هناك ممارسة غريبة من نوعها تدعى بالاتا (latah) في دول ماليزيا وإندونيسيا، تذكرنا لحد ما في ما يحدث في عروض التنويم المغناطيسي.
قد تستجيب بعض النساء الخجولات في العادة، واللطيفات بشكل مبالغ فيه، بعد اجفالهن، بكلمات نابية بذيئة، وتلميحات جنسية صارخة. وفي بعض الحالات قد يصبن ب ” الاذعان التام” بان يفعلن كل ما يقال لهن، ثم يدعين بعد ذلك النسيان، مما يجنبهن تحمل مسؤولية افعالهن. ((Bartholomew and Radford 2003: 93)
يبدوا ان اللاتا (Latah) تتضمن اتفاق اجتماعيا مسبقا، للتصرف كما لو ان الشخص فقد السيطرة على نفسه. مما يدعوا للانتباه ان الفائدة التي يرتجيها الشخص من تنويم العروض نفسها تلك في اللاتا.
وعلى اي حال، تنويم العروض يبدوا انه يقام لاغراض الترفيه، وهو يختلف اختلاف كبير عن الاهداف الاخرى الاكثر جدية للذين يعملون في نطاق العيادات: معالجي التنويم المغناطيسي. لكن حتى بين هذه المجموعة هناك قدر كبير من الاختلاف.
عادة ما يكون الذين يخضعون للتنويم السريري اناس يعانون من مشاكل، سمعوا ان العلاج بالتنويم المغناطيسي ممكن ان يعالجها، كالتخلص من الالام او الادمان او الخوف. بينما يستعمله اخرون لاسترجاع ذكريات مكبوتة لانتهاكات ذات طبيعة جنسية او ذكريات عن حيوات سابقة او ذكريات خفية عن جرائم كان الشخص شاهداً عليها او ضحية لها. ويستعمل ايضا لاكتشاف الحقائق المزعومة الخفية في اللاوعي. كل من الحالات السابقة يجب ان تُناقش بصورة منفصلة: المعالج بالتنويم المغناطيسي، معالجي الذاكرة المكبوتة، معالجي الحيوات السابقة، ومعالجي العصر الجديد. وسوف نناقشهم بالترتيب العكسي.
معالجو العصر الجديد
تعتقد هذه المجموعة بان التنويم المغناطيسي بوابة لمعرفة خفايا النفس والحقائق الغامضة عن الكون. فهم يرون التنويم المغناطيسي كطريق للعقل اللاواعي حيث تكمن هذه الحقائق والرؤى. ينقص الدليل العلمي لهذه الفكرة، عدد قليل من مختصي علم النفس يأخذها بصورة جدية.
معالجو الحياة السابقة
ويستخدم هؤلاء التنويم المغناطيسي لاعادة تكوين الحياة السابقة. وهذا الاستخدام للتنويم المغناطيسي يبدوا ملائما جدا لفكرة ان التنويم المغناطيسي هو تصرف متَعلم نابع من وعي البيئة الاجتماعية للفرد. وهي نظرة وضعها عالم النفس نيكولاس سباوس (Nicholas Spanos). ومثل روبرت بيكر، جادل سبانوس في ان عملية التنويم المغناطيسي تؤثر على الفرد بصورة غير مباشرة بتغيير في حوافز الفرد واماله و تأويلاته. وبالرغم من اداء الافراد المتولد في جلسات الحياة السابقة، فان سلوكهم ليس له علاقة في حالة الغشوة، او الولوج للاوعي او الدخول للحيوات السابقة. يمثل الفرد تبعا للتوقعات التي يبنيها عن حالة التنويم المغناطيسي ويتصرف كما لو انه يعرف ما المطلوب منه ان يتصرف استجابة لايحائات المنوم المغناطيسي. فيمكن للشخص المساير ان يتخيل احداث عن حيوات مستقبلية اذا قادهم المعالج بهذا الدرب. فلذلك تبعا لرغبات وتوقعات الثنائي: المنوم والشخص الخاضع للتنويم، يمكن للاشخاص تخيل انهم في الكولوسيوم الروماني قبل الفي عام او انهم يعيشون في كوكب اخر بعد الاف السنين في المستقبل.
و يقارن سبانوس بين شعبية التنويم المغناطيسي وظاهرة في القرن التاسع عشر، نطلق عليها الان المسمرية (نسبة الى مسمر احد المشاهير في هذه الطريقة)، فهو يشير الى التشابه بين الايمان بالتنويم المغناطيسي والايمان بالتعاويذ وتملك الشياطين. فكلاهما يمكن تفسيره حسب وعي البيئة الاجتماعية. فان ادراك ادوار المشاركين في هذه المعتقدات وتصرفاتهم مكتسبة ومعززة من بيئتهم الاجتماعية. فهي تعتمد على البيئة وعلى استعداد المشاركين للعب ادوارهم المثبتة مسبقا. فيمكن لاي فكرة او تصرف اذا توفر لها دعم من عدد كافي من الناس في بيئة مجتمعية، ان تصبح عقيدة، ويدافع عنها بشراسة من قبل الجماعات العلمية والدينية والشعبية لذلك المجتمع.
وتوسع عالمة نفس اخر وهي ثورنتون (E. M. Thornton”1976) . التشابه بين التنويم المغناطيسي والمسمرية والايمان بالرقى. في ان الاشخاص المنومين مغناطيسيا يطلب منهم بشكل اساسي اداء ما يعتبر محاكاة ساخرة لاعراض الصرع. فإذا ما تبين ان احد الاشخاص المنومين مغناطيسيا او المسمرين يبدوا كما لو تملكته الشياطين فذلك لان التملك من الشياطين يشمل الاتفاق والوئام في الاداء في بيئة الوعي المجتمعي لذلك الشخص. فالاختلاف بين هذه الظواهر يكمن في الاعتقاد المركزي، والفكرة الرئيسية في تغيير حالة الوعي او تلبس الشياطين او تقليد الحيوانات تعطي لكل منها خصائصه المميزة. لكن في العمق فان كلا من التنويم المغناطيسي والمسمرية والهيستيريا وتلبس الشياطين يتشاركون المبدأ العام في كونهم تكوينات مجتمعية صممت من قبل معالجين متحمسين ومخرجي عروض وكهنة من جانب، ومن جانب اخر اشخاص سهل التأثير عليهم بالايحاء، و ذوو خيال واسع ولديهم استعداد للاستجابة، ميالين للخيال وذوو حاجات عاطفية عميقة.
ان اولئك الذين يدعون ان التنويم المغناطيسي هو حالة من الغشوة، عادة ما يقتبسون من دراسات تُظهر ان خلال التنويم المغناطيسي هناك: (1) تغير في الحالة الكهربائية الدماغ. (2) ان الموجات الدماغية تختلف عن من هم في حالة اليقظة. بينما يشير المنتقدون ان هذه الحقائق بدون قيمة لإثبات ان التنويم المغناطيسي هو حالة وعي مختلفة، في هذه الحالة يمكن لأي شخص ان يصف احلام اليقظة والتركيز وتخيل اللون الاحمر بهذا، لان كل منها ستُظهر تغييرات في كهربائية الدماغ وموجات الدماغ عن حالة الوعي الاعتيادية.
وعلى اي حال تدعم التحقيقات في الحالات المزعومة عن الرجوع لحياة سابقة وجهة النظر القائلة ان ما يُجلب خلال جلسة التنويم المغناطيسي هو ذكريات من هذه الحياة بالإضافة لاحاديث مصطنعة. مثلا ابحث عن فيديوهات برايدي مورفي وبلوكسهام (Bridey Murphy and the Bloxham tapes) . اقرأ ايضاً عن الزينوغلوسيا.
معالجو الذاكرة المكبوتة
اساءت هذه المجموعة كليا لكل من المعالجة والتحقيق الجنائي، وذلك باستخدام التنويم المغناطيسي وطرق ايحائية اخرى لاستدعاء ذكريات تتعلق باعتداءات جنسية من قبل اقرباء او حتى فضائيين في سفينة فضائية. وفي بعض هذه الحالات تم استخدام التنويم المغناطيسي لتشجيع المريض على التصديق بحوادث لم تحصل ابدا (ذكريات كاذبة). واذا لم تكن هذه “الذكريات” مرهبة او مؤلمة فلن تثير القلق، لكن بتغذيتها بأوهام المعاناة من الشر. يسبب المعالجون اضرار لا يمكن اصلاحها لكل من يضع ثقته بهم. يفعلون هذا باسم الشفاء والرعاية، كما كان يفعل الكهنة في غابر العصور حينما كانوا يصطادون الساحرات ويطردون الشياطين. واسوأ من هذا انهم يقومون بهذه الافعال بينما يندر وجود اي دليل على ان كبت التجارب المؤلمة هو امر شائع كما يصورون.*
ان بعض من يخضع للتنويم المغناطيسي هم اشخاص كانوا ضحايا او شهود على جريمة ما. وفي بعض الاحيان تشجع الشرطة هؤلاء الاشخاص للخضوع للتنويم المغناطيسي لمساعدتهم على تذكر تفاصيل من تجاربهم. اذا لم تجرى هذه العملية بشكل حذر جدا، قد تزرع هذه الجلسات ذكريات كاذبة بدلا من المساعدة على استذكار الذكريات الصحيحة. ان التنويم المغناطيسي خطر عند تطبيقه في نطاق عمل الشرطة، لوجود نسبة كبيرة من ضباط الشرطة ممن يصدقون بمصل الحقيقة وكاشف الكذب وطرق سحرية اخرى للحصول على الاعترافات.
علمنا معالجو الذاكرة المكبوتة اهمية عدم التقليل من قوة الايحاء من خلال الكلمة و الايماء و نغمة الصوت و الغفلة و امور اخرى. ويبدوا ان امال اولئك الذين يتمنون تنقية التنويم المغناطيسي، بتجريده من قوة الايحاء ستذهب عبثا. فعندما نزيل الايحاء من التنويم المغناطيسي، فان اي شيء يبقى لن يكون تنويما مغناطيسيا. وعندما تستخدم التنويم المغناطيسي لتحفيز الذاكرة، فان ما ستحصل عليه لن يكون اكثر دقة فيما لو لم تستخدم التنويم المغناطيسي*.
وعلى نحو مخالف لاعتقاد كثيرين، فان التنويم المغناطيسي لا يساعد كثيرا في استعادة الذكريات الصحيحة، لان الاشخاص الخاضعون له من السهل التأثير عليهم بالإيحاء. وفي بعض الولايات الامريكية لا تعتبر الشهادة المقدمة تحت تأثير التنويم المغناطيسي كدليل في المحاكم (Loftus 1979). وكان حكم المحكمة العليا في ولاية مينيسوتا الامريكية الاول من نوعه ليقرر عدم قبول الذكريات المستدعية خلال التنويم المغناطيسي كدليل في المحكمة. وتوافق الجمعية الامريكية الطبية (AMA) على هذا الطرح، حيث قدمت لجنه منها تقريرا عن عدم وجود اي دليل يشير للزيادة في الذاكرة الصحيحة فقط اثناء التنويم المغناطيسي. لكن المدافعون عن التنويم المغناطيسي يذكرون حالات، مثل تمكن سائق باص من تذكر ارقام لوحة شاحنه صغيرة كان قد شاهدها، حيث ساعد بحل قضية عملية الخطف في شوشيلا (chowchilla) (في 15/7/1976، تم خطف باص يحمل اطفال مدرسة وسائقهم في طريق عودتهم من رحلة الى مسبح.) لكن المناوئين للتنويم المغناطيسي يشيرون لحقيقة ان الاشخاص تحت التنويم المغناطيسي قد تتكون عندهم ذكريات حية مفصلة لكنها قد تكون خاطئة، لكون تأثير الايحاء عليهم كبير جدا، لذلك هناك مخاطرة كبيرة في انهم قد يلجؤون لمليء الفجوات في ذاكرتهم بذكريات خاطئة. وحتى لو ان بعض الذكريات المتولدة تحت التنويم المغناطيسي كانت صحيحة، ليس هناك احتمالية كبيرة في كون ذاكرة ما اكثر اهمية، فقط بسبب انها تولدت تحت تأثير التنويم المغناطيسي. (Carrol 2005: 10)
ولمزيد من الادلة حول عدم مصداقية الذاكرة المتولدة خلال التنويم المغناطيسي، راجع مقالة مجلة ال Skeptical Inquirer، الجزء الثاني عشر، العدد الثاني، لشتاء 1987-88 بعنوان “قوة تأثير الايحاء على الذاكرة” لروبرت بيكر “The power of Suggestion on Memory” by Robert A. Baker و “التخيل اثناء التنويم المغناطيسي: ادلة تطبيقية” لبيتر ريفين “Fantasizing Under Hypnosis: Some Experimental Evidence” by Peter J. Reveen. حيث يذكر فيه مثالا عن ثلاثة اشخاص كانوا شهودا على تمثيلية سطو مسلح وتم تنويمهم مغناطيسيا من قبل ريفين، حيث اعطوا جميعهم روايات مفصلة عن الحادثة، لكن لم يتفق اي منهم على رواية الاخر، ولم يقترب اي منهم لحقيقة الحدث.
المعالجون بواسطة التنويم المغناطيسي
صحيح ان بعض المعالجين باستخدام التنويم المغناطيسي يمكنهم المساعدة في انقاص الوزن، الاقلاع عن التدخين، او التغلب على الخوف من الطيران. فصحيح ايضا ان العلاج السلوكي المعرف يمكنه فعل نفس الشيئ، وبدون الطقوس الغريبة والمحيرة كحالة الغشية وموجات الدماغ. وتوجد هناك العديد من الدراسات العلمية حول فعالية العلاج السلوكي المعرفي وبضمنها دراسات عن فقدان الوزن. لكن الحصول على دليل علمي ذو قيمة عالية على التنويم المغناطيسي يعتبر نوع من التحدي. وكما يقول باركر رسل: التنويم المغناطيسي وتاثير العلاج بالغفلة يعتمدان بشكل كبير على تأثير الايحاء والايمان، مما يجعل من الصعب تخيل كيف يمكن عمل دراسة مقارنة للتنويم المغناطيسي مع تأثير العلاج الوهمي (2007:268). وحتى لو استطعت اختراع طريقة لدراسة التنويم المغناطيسي بدون تأثير الايحاء والايمان، كيف ستعمل تنويم مغناطيسي زائف!! .
يقال ان العلاج بالتنويم المغناطيسي فعال لامور مثل مساعدة الاشخاص على فقدان الوزن، الاقلاع عن التدخين او التغلب على الشعور بالرهاب. معظم الادلة على فعالية التنويم المغناطيسي، هي غير موضوعية، بالرغم من ادعاءات الجمعية الامريكية للتنويم المغناطيسي السريري (ASCH) . ومما لا يثير الدهشة، ان كل تجاربهم كانت ايجابية، فلا احد يجمع امثلة عن الفشل، او يخبر العالم عن “نجاحهم الناقص”. واذا ما تمت المقارنة بين تأثير العلاج والوهمي والتنويم المغناطيسي، فمن الصعب التمييز بينهما. فكلاهما يعملان لان المشاركين يعتقدون انهما سينجحان وبالفعل قد ينجحان، عندما يكون الزبون متحمسا جدا للعلاج، وفي نفس الوقت يمتلك المزود كل التجهيزات اللازمة لفن العلاج. حيث يحتل الايحاء قلب وروح كلاهما. قد يزيد التنويم المغناطيسي بانه يطلب من المشارك الاسترخاء (الضروري لعمل الايحاء) او التركيز على شيء ما (قد يكون هذا الطلب زائدا وبدون فائدة).
يستخدم بعض معالجي التنويم المغناطيسي العلاج السلوكي المعرفي في عملهم، ويمكن ان يكون هذا بالإضافة لتأثير البلاسيبو هو سبب نجاح بعض عمليات التنويم المغناطيسي هنا او هناك، وخاصة مع وجود زبائن متحمسين. وتقول روندا غراف، وهي احدى ممارسات التنويم المغناطيسي، ان معظم الاشخاص يستجيبون للإيحاءات المرئية والصورية. فهي تقود المدخنين ليروا انفسهم غير مدخنين، وكذا الحال بالنسبة للذين يعانون من السمنة ليروا انفسهم نحافا.. الخ. وتعلمهم كيف يمكنهم عمل مرتكزات لتعزيز تخيلاتهم، مثلا هي تعلم زبائنها ليقولو لأنفسهم، ” الغي هذه الفكرة الغي هذه الفكرة الغي هذه الفكرة، انا مسيطر الان” عندما تراودهم الرغبة في التدخين او ليأكلوا فطيرة جبن. لا نعلم بالتحديد اذا ما كان الزبون سيفقد الوزن او يقلع عن التدخين بدون التنويم المغناطيسي لان كل ما نعرفه هو انه حاول سابقا وفشل، لكن مع العلاج بالتنويم المغناطيسي، نجح بفقدان الوزن او الاقلاع عن التدخين. ونظرا لأننا لا نستطيع مقارنة التنويم المغناطيسي باي شيء اخر، لا يمكننا ان نعلم كم كانت مساهمته لهذا التغيير، وكم كانت مساهمة حافز الشخص وحماسه لهذا التغيير، او مقدار ايمانهم بهذا النوع من العلاج.. الخ.
لكل من يقول، “ما الاختلاف في معرفة كيف يعمل شيء ما، مادام هو يعمل!” اجيب باحتمالية وجود شيء اخر ممكن ان يؤدي بشكل افضل، وربما يكون ارخص واكثر فعالية. على الرغم من وجود عدد من المنومين الذين يمكن الاعتماد عليهم، اولئك الذين يساعدون زبائنهم ببعض مشاكل حياتهم الصغيرة، وعادة ما يستبعدون الحالات التي تتجاوز خبراتهم. هناك مجموعة اخرى، قد يكونون دجالين. اعتمادا على المكان الذي يمارسون فيه مهنتهم، تعليمهم، وتدريبهم قد يكونون خطرين. يلجأ بعض الاشخاص المصابين بامراض بدنية خطرة، او مشاكل نفسية الى هؤلاء الدجالين، لاستشارتهم بخصوص اعتلالات خطرة يمكن ان تعالج بواسطة العلاج الطبي العلمي. بالإضافة لهذا قد يصبح المرضى معتمدين على ممارسين غير علميين، يستخدمون علاجات وهمية (البلاسيبو) ويقودونهم للتصديق بان هبوط السكر عندهم هو تخيلي (تفاعلي)، او ان الحساسية المصابين بها او عدواهم الفطرية غير موجود، او انهم يعانون من تسمم بسبب حشوة اسنانهم الملغمية، او انهم تحت سيطرة كائنات فضائية او قوة تشي. The Mysterious Placebo by John E. Dodes، Skeptical Inquirer، Jan/Feb 1997
وبكلمات اخرى، العلاجات الوهمية ممكن ان تكون بابا مفتوحا للدجالين.
العلم و التنويم المغناطيسي
وجدت احدى الدراسات المنهجية، حول فعالية التنويم المغناطيسي لعلاج متلازمة القولون العصبي، بانها غير مؤكدة. ووجدت مراجعة علمية حول دور التنويم المغناطيسي في مساعدة مرضى السرطان، لستة دراسات عشوائية بهذا المجال، وكانت حول فعالية التنويم المغناطيسي بعلاج الغثيان والتقيؤ اللذين يسببهما العلاج الكيمياوي. وفي خمسة من هذه الدراسات كان المشاركون اطفالا، وجميعهم ذوو استعداد عالي للتنويم المغناطيسي، حيث كشفت التحليلات اللاحقة تأثير كبير لعلاج التنويم المغناطيسي مقارنة بالعلاج الاعتيادي، وهذا التأثير كان مقارنا لحجم التأثير بالعلاج السلوكي المعرفي.” وهذا ما سيتوقعه الدارس، فيما لو كان التنويم المغناطيسي مترافقا مع عناصر من العلاج السلوكي المعرفي، او كون كلاهما لا يتعديان فعالية البلاسيبو.
ووجدت تجربة صغيرة اجريت على 40 مشارك في عام 1991 احتمالية وجود فائدة من التنويم المغناطيسي لإزالة اعراض الام العضلات التليفي المقاوم للعلاج.* حيث قارنت هذه التجربة العلاج بالتنويم المغناطيسي مع العلاج الطبيعي لكن بدون دراسة موازية (مما لا يثير الدهشة!) مع تأثير العلاج الوهمي..
توجد ملاحظة مثيرة للاهتمام على موقع الجمعية الامريكية للتنويم المغناطيسي السريري (ASCH): بسبب استخدام بعض المعالجين لأسلوب الاستثارة الثنائية لحركة العين (EMDR)، شعر بعض الاشخاص انها قد يكون لها علاقة بالتنويم المغناطيسي، وبعضهم اقترح انها قد تكون اكثر فعالية من تقنيات العلاج بالتنويم المغناطيسي.* وربما يلاحظ البعض ان الاستثارة الثنائية لحركة العين (EMDR)، تستخدم اساليب العلاج السلوكي الواعي (CBT)، بالإضافة لاستغلالها تأثير البلاسيبو، كما يفعل بعض المنومين المغناطيسيين.
وجدت الدراسات العلمية بعض الامور حول التنويم المغناطيسي. فنحن نعرف ان هناك علاقة بين كون الشخص قابلا للغوص في فعل خيالي، وبين الاستجابة للتنويم المغناطيسي*. نحن نعرف ان من يميلون للخيال ممكن ان يكونوا افردا مناسبين للتنويم المغناطيسي. نعرف ان الخيال الجانح، يزيد من تأثير الايحاء. نعرف ان من يعتقد بان التنويم المغناطيسي هراء لا يمكن تنويمهم. نعرف ان من يتم تنويمهم مغناطيسيا لا يتحولون الى زومبي، وان تصرفاتهم ليست بتحكم من المنوم المغناطيسي. نعرف ان التنويم المغناطيسي لا يحسن من دقة الذاكرة بأي صورة خاصة. نعرف ان الشخص تحت التنويم المغناطيسي متأثرين لحد كبير بالإيحاء وان ذاكرتهم من السهل ملؤها بالتخيلات، او بإيحاء من المنوم المغناطيسي. نعرف ان اختراع الاحاديث شائع جدا تحت التنويم المغناطيسي وان عدد كبير من الولايات الامريكية لا تسمح بشهادة متولدة بواسطة التنويم المغناطيسي بسبب انها لا يمكن ان يعتمد عليها جوهريا. نعرف ان العامل الاساس للاستجابة للتنويم المغناطيسي هو اعتقاد الشخص بالتنويم المغناطيسي او عدمه.
ونعرف ايضا ان ميزات الشخصية المألوفة، والتي تم قياسها باستخدام المقاييس النموذجية لفحوص الشخصية، كمقياس ماير-بركز، او مقياس الانطواء والانفتاح لا تلازم بينها و مع الاستعداد للتنويم المغناطيسي.
في مقياس ستانفورد لقابلية الاستعداد للتنويم المغناطيسي (SHSS)، وهو يقيس كيف ممكن ان يبدي شخص ما تصرفا يوافق تصرف الشخص التقليدي المنوم مغناطيسيا. ووفقا لهذا المقياس هناك 5% من الناس لا يمكن تنويمهم مغناطيسيا، بينما يُظهر معظم الاشخاص معدلات متوسطة، و10%عندهم استعداد لتنويمهم مغناطيسيا و لأعمق درجة، ويظهرون تأثير الغشوة التقليدي كالسير وهم نائمون، او الهلوسات الصورية والصوتية، وامكانية بقائهم في حالة التنويم المغناطيسي وعيونهم مفتوحة
ولا يبدوا ان الاستعداد للتنويم المغناطيسي له علاقة باي من الانواع المعروفة لطباع او مميزات الشخصية ، وكذا كون المرء ساذجا . وحتى جنسه، او كون شخصيته منفتحة او منطوية، او اذا كانت عنده ميول ذهانية، جميعها ليست لها علاقة بالقابلية للتنويم المغناطيسي.
احد الاباء المؤسسين للتنويم المغناطيسي الحديث، كان الطبيب الفينيسي فرانس انتون ميسمر، حيث تعرف مصادفة على قوة اثر الايحاء من قبل شخص ذو شخصية كاريزمية على زبون مؤمن به، كان يستعمل المغناطيس وادوات ممكن مغنطتها لفعل ما يفعله منومو العروض والعيادات، وما يفعله المعالجون بالايمان في الخيم والكنائس. وبمساعدة من لويس السادس عشر وزوجته ماري انطوانيت، انشأ ميسمر مؤسسة للمغناطيس، حيث كان يجعل مرضاه يقومون بأمور كالجلوس وارجلهم مغمورة في نبع ذو مياه ممغنطة، ويحملون بأيديهم اسلاك معدنية متصلة بأشجار ممغنطة، لكنه سرعان ما لاحظ انه حصل على نفس النتيجة عند عدم استخدامه الادوات الممغنطة. لم يكن الملك لويس معجبا بميسمر كما كانت زوجته، حيث اصدر امرا بتشكيل لجنة علميه للتحقيق في ادعاءاته، كادعائه بامتلاكه القدرة على توجيه “المغناطيسية الحيوانية” (المصطلح الذي اطلقه على “الطاقة” التي كان يوجهها للعلاج) على اشياء كالأشجار التي يكسبها بعد ذلك قوة شفائية. وقد تم الاعلان عنه بوصفه محتالا بعد مدة من قبل المؤسسة الطبية الفرنسية و لجنة كانت تضم بين افرادها بينجامين فرانكلين، حيث قامت هذه اللجنة باختبار بسيط، لكنه فعال. تضمن الاختبار “شجرة ممغنطة” وصبي ذو 12عاما معصوب العينين، حيث كان تأثير قوة طاقة الشجرة عليه يزداد كلما ابتعد عنها اكثر*.
وشيء مشابهة ممكن ان يحصل بتقنيات مثل التنويم المغناطيسي، كلما ابتعد الشخص اكثر عن العلم كان تأثير هذا النوع من العلاج اقوى.