الزينوغلوسيا اللسان المتبدل احتيال ام معجزة في حالة بريدي مورفي؟
في عام 1952 ببلدة بويبلو في كولورادو، تم تنويم فرجينيا تيغ مغناطيسيا، بواسطة رجل الاعمال المحلي موري بيرنشتاين Morey Bernstein، فرجينيا تحدثت بلكنة ايرلندية قوية، وادعت انها كانت برايدي مورفي “Bridey Murphy”، إمرأة من القرن التاسع عشر من بلدة كورك في ايرلندا.
بيرنشتاين Bernstein يقول بان موري قد عادت لحياتها السابقة وقد حفزها هو على ذلك ، لقد قام بتنويم تيغ عدة مرات، وبينما كانت تحت تأثير التنويم المغناطيسي قامت بغناء عدة اغاني وقص عدة قصص ايرلندية ، ودائما كانت تفعلها بشخصية برايدي مورفي ، وقد صرحت بأن تأريخ ولادتها يعود لـ 1798، وتحدثت عن طفولتها في عائلة بروتستانتية في مدينة كورك، وكذلك زواجها من شون براين جوزيف مكارثي Sean Brian Joseph McCarthy وعن دفنها في بلفاست عام 1864.
اصبح كتاب برنشتاين “البحث عن برايدي مورفي The Search for Bridey Murphy” عام 1956 من اكثر الكتب مبيعا (قام بتبديل اسم تيغو في كتابه الى روث سيمنز Ruth Simmons) الذي سجل فيه تفاصيل جلسات التنويم المغناطيسي الذي قام به، وقد ترجم هذا الكتاب الى اكثر من اثنتا عشرة لغة، وبيعت التسجيلات بشكل جيد، وبدأ موضوع تناسخ الارواح في المنشورات الامريكية بالانتشار.
قامت الصحف بارسال مراسليها الى ايرلندا للتأكد من صحة الادعاءات من وجود امرأة حمراء الرأس تعرف ببرايدي مورفي عاشت في ايرلندا في القرن التاسع عشر، لكنهم لم يحصلوا على اي تسجيلات او ادلة تتطابق مع ادعاءات تيغ حول ولادة ونشأة وزواج وموت برايدي ( احدى الادلة الداعمة للقصة هي من قبل بيل باركر Bill Barker الذي وجد في سجل لموظف اسمه جوهان مكارثي عمل في بلفاست مابين 1862 – 1858).
ومع ذلك وجدت صحيفة شيكاغو الامريكية برايدي مورفي كوركل بولاية ويسكونسن في القرن العشرين، لقد عاشت في منزل قريب من المنطقة التي نشأت فيها فيرجينيا تيغ، مما قد يشير الى ان ما افادت به فيرجينيا عندما كانت تحت تأثير التنويم المغناطيسي لم تكن ذكريات عن حياتها السابقة وانما ذكريات عن طفولتها المبكرة، ايا كان ما تعنيه حالة التنويم المغناطيسي، فهي الحالة التي يقوم فيها الشخص بعرض اوهامه بنشاط وحيوية، العديد من الاشخاص تأثروا بتفاصيل ذكريات التنويم المغناطيسي لتيغ، لكن التفاصيل لم تكن دليلا على حياة سابقة، لقد كانت دليلا اما على مخيلة واسعة او ذاكرة مشوشة او حيلة او مزيج من الثلاثة.
انه مؤشر لانخفاض نموذجي لمعايير التفكير النقدي فيما يتعلق بالخوارق الطبيعية، والتي لايجد فيها المدافعون عن القصص الخارقة والسخيفة الصعوبة لتأكيد صحتها، على سبيل المثال، تحدثت تيغ عن الحجر البلاريني (حجر في احدى القلاع في ايرلندا يتفائل الناس بتقبيله) وعرفت بأن تقبيله يحتاج لمساعدة شخص ما عندما تتكىء الى الوراء لتواجه وتقبل الحجر، هذه معلومات عامة والصور لهذه القصة موجودة من مئات المصادر، حتى الآن يُستشهد بهذه الحقيقة كدليل قوي بأن تيغ حقا قبل الحجر في تجسيده السابق، مع ذلك انصار الغموض والتنجيم لاياخذون بنظر الاعتبار بان ذلك النوع من التقمص او التجسيد الذي يتطلعون اليه يناقض مع كل شيء نعرفه وندركه عن الانسان والعقل، وخاصة حول طريقة عمل الذاكرة.
توجد الذكريات في الوصلات العصبية في الدماغ، الصدمات والامراض كـ الزهايمر تكشف بأن هذه الوصلات العصبية اذا ما دمرت، فإن الذكريات قد تتدمر كذلك، ليس هنالك سبب منطقي للابقاء على ان هناك كيان متواز (روحيا اوعقليا) موجود بشكل مستقل عن الدماغ و يحافظ على الذكريات والذي سيكون متاحا لنا فقط بعد مماتنا او بعد دخول هذا الكيان الموازي الى جسد آخر.
كما يقول مارتن جاردنر Martin Gardner:
“تقريبا كل منوم قادر على الخوض في نشوة وثرثرة عميقة حول التجسيد السابق اذا طَلِب ذلك من المنوم مغناطيسيا، سيقوم بالثرثرة بحرية عن تجسيده في المستقبل … في كل حالة من هذه الحالات حيث لم يكن هنالك تدقيق كاف حول ماضي المواضيع، لقد وجد بان الموضوع كان ينسج معه الكثير من الامور واجزاء من معلومات منسية اكتسبت خلال السنوات الاولى. (كاردنر Gardner 1957).
وأخيرا عندما تسمع صوت حوافر الحيوانات فكر اولا بالحصان، ليس بالقنطور.
انتهى.
شاديار علي
16 – Oct – 2015
http://www.skepdic.com/bridey.html