أسماك السيلكانث تطورت وهي ليست أحفوريات حية. يعتقد البعض أنها قد انقرضت لكنها مازالت موجودة تبيض مع زعانفها المدورة والسميكة وحراشفها القوية كالعظام وذيلها الذي لايشبه ذيول الاسماك الحية. وصرح جيمس سميث (James Smith) الامين العام لمتحف شرق لندن لمارجوري كورتيناي – اتيمر( Marjorie Courtenay-Latimer) ” أن هذا الاكتشاف سوف يكون محور حديث كل عالم حول العالم” وكان لدى سميث اسباب جيدة ليتكلم على أدعاءه الكبيرعلى حول أسماك السيلكانث.
تعرف علماء الطبيعة على السيلكانث منذ زمن بعيد لكن فقط كحفريات وقد كان لويس اكازيز (Louis Agassiz) أول من وصف المجموعة في 1939. وجد علماء الحفريات منذ ذلك الوقت عشرات الأنواع المختلفة من السيلكانث لكن دائما ماكانوا يجدوها في صخور عمرها أكثر من 70 مليون سنة .قاد النقص في حفريات السيلكانث في الطبقات الحديثة لأستنتاج أن السيلكانث قد أنقرضت منذ فترة طويلة وأن السمكة التي وضعت البيض الآن موجودة قبل أكتشاف سميث للحفريات. تم أصطياد هذه المخلوقات قبل عدة اسابيع بالصيد العرضي او بواسطة قوراب صيد قبالة ساحل جنوب افريقيا.
كانت سنة 1939 هي سنة الاكتشاف لآول سيلكانث حية و كانت آنذاك محور حديث جميع العلماء حول العالم. عنونت الصحافة هذه السمكة بأسماء مثل الرابط مفقود و سمكة ماقبل التاريخ و المتحجرات الحية. وقد وصف العلماء السيلكانث بأنها كاسماك قديمة عاودت للظهور مرة أخرى منذ سنوات. مازالت تحاك نفس الحكايات عن السيلكانث حتى يومنا هذا. في معظم التقارير، صورت السيلكانث كناجي منسي تًرك عند جانب طريق التطور.و في الأساطير المعاصرة ،تصور السيلكانث بأنها قد حٌبست داخل فقاعة خاصة لملايين السنين حتى عادت للظهور في القرن العشرين .
لكن الحقيقة أن التطور لم يترك خلفه سمكة، تأثرت السيلكانث بالتطور كما تاثرت العصافير والسراخس والليمور الطائر وهم لديهم تاريخهم التطوري كالبقية وما نحتاجه فقط هو البحث عنه. وذلك كما فعل باحثوا السيلكانث اليابانيين والافارقة بوقت ليس ببعيد عندما اخذوا خزين من التنوع الوراثي من السيلكانث في المحيط الهندي. وقد كشفوا خلال بحثهم هذا عن جزء صغير من التغير في تاريخ السيلكانث .
برزت السيلكانث في عدة مواقع من المحيط الهندي على مدى سنوات لكن الغالبية منها وجدت في ارخبيل جزر القمر (Comoros archipelago). صور هانس فرايك (Hans Fricke) في نهاية الثمانينات فيلما عن كيفية أستطيان السيلكانث في الشقوق الصخرية والكهوف حول جزر القمر. حيث رأئها في ليلة ما تنجرف أعلى وأسفل التيارات المتدفقة مستخدمه زعانفها كمثبتات للتسلل على الأسماك الساكنة وبضربة قصيرة من ذيلها الشبيه بالمروحة وعضة قوية ومفاجئة تذهب بفريستها.
عٌثر على السيلكانث الآخرى في ساحل مدغشقر جنوب افريقيا وموزمبيق وكينيا لكن هذه الاسماك كانت منبوذة ومتفرقة. وعزى علماء الاحياء ذلك الى أن السيلكانث لا تستطيع العيش في قعر البحر الرملي والمسطح قرب موزمبيق وجنوب افريقيا وقد أفترضوا أن تيارات المحيط القوية جرفت المخلوقات بعيدا عن جزر القمر وأتجهت هذه الاسماك نحو نهايتها بالموت.
لكن هنالك أدلة على أن الناجون يمثلون تجمعات سيلكانث مميزة. حدد الجيولوجيون عددا من الاخاديد البحرية قرب جنوب افريقيا وموزمبيق والتي من الممكن أن تعيش فيها السيلكانث. يعثر على العشرات من السيلكانث قرب تنزانيا في كل سنة منذ 2003 و من غير المحتمل أن تكون جميعها شوارد. في الواقع عندما ترك علماء الاحياء البحرية غواصات موجهة عن بُعد تنحدر في مياه تنزانيا استطاعوا تصوير مقطع فيديوي ل9 اسماك سيلكانث حية. هل من الممكن أن يكون هذا هو الموطن الثاني للسيلكانث في المحيط الهندي؟
في البحث الذي نُشر منذ عدة اشهر، قارن الباحثون الحمض النووي من السيلكانث التنزاني ووسليكانت جزر القمر، وجد أن بعض أسماك تنزانيا تحمل متغيرات جينية فريدة. لم تكن هذه المتغيرات موجودة في أي سمكة من أسماك جزر القمر أو في مكان اخر. وهذا ينطبق بشكل خاص على السيلكانث التي وجدت في شمال تنزانيا. يعتقد الفريق أن نتائج البحث تشير الى أن سيلكانث شمال تنزانيا هي من مجموعة معزولة عن سيلكانث جنوب افريقيا وجزر القمر. وتلك المجموعتان الاخيرتان قريبتان جدا من بعضهما جينياً.
يعتقد الباحثون أن الاسلاف الشائعة الأخيرة من السيلكانث التنزاني وسيلكانث جزر القمر عاشوا (200,000) سنة على الاقل وهو تقريبا نفس الوقت الذي وطأت به اقدام أول أنسان على الارض. وصل الباحثون لهذا التخمين باستخدام تقنية بسيطة عُرفت بالساعة الجزيئية والتي تنص على (كلما زاد الاختلاف الجيني بين سلالتين كلما عنى هذا أنهما انفصلا جينيا بزمن أقدم). لكن تعبير الساعة ممكن أن يكون معقد وذلك لاستخدام نقطة تقويم مختلفة. حيث قدر الباحثون تاريخ الأنقسام بين السلالتين لملايين السنين.
على اية حال فالحقيقة هي أن المحيط الهندي يؤي مجاميع سكانية مميزة من السيلكانث. وأن كان ارخبيل جزر القمر هو الموطن الاصلي لأسلاف السيلكانث فذلك يعني أن بعض الاسماك ذهبت الى مكان اخر. اعطاء وقت كافي لتلك التجمعات قد يجعلها تطور الى نوع مميز. أننا نعلم ان ذلك قد حدث في الماضي لذلك هنالك نوعين من السيلكانث الحية اليوم وبجانب السيلكانث من غرب المحيط الهندي يعيش نوع آخر من السيلكانث والذي اٌكتشف في سوق السمك المحلي منذ عقدين من الزمن قرب اندونيسيا. بدأ العلماء بجمع و متابعة الحمض النووي للسيلكانث. وحٌللت كمية من الحمض النووي من أجل دراسات جينية، لكنها كانت قليلة الى حدما بعيد. حيث أن التسلسلات الجينية سوف توفر أدلة أكثر عن التطور المتواصل للسيلكانث الذي سيرى النور يوما ما.
ترجمة : Ahmed a. Aoda
المصدر:
http://blogs.scientificamerican.com/thoughtomics/coelacanths-evolve-indian-ocean-is-home-to-distinct-populations/