الأحلام الجميلة تصنع من هذه الأشياء . في ليلة السابع من حزيران عام 1525 رأى فنان من عصر النهضة في ألمانيا يُدعى (ألبرت دورر  Albrecht Dürer) في منامه نهاية العالم… فُتِن بخيال الحلم وخطط لرسمه في لوحة مائية، ثم  ذهب مسرعا إلى الأصباغ بعد أن استيقظ.

وكتب أسفل اللوحة هذا المشهد الكابوسي المرعب:

“في 1525، ليلة بين الأربعاء والخميس بعد أسبوع العنصرة (سابع أحد بعد عيد الفصح)، جائتني هذه الرؤيا أثناء نومي ورأيت كم هو عظيم نزول المياه من الجنة، اهتزت الأرض لأول مرة حوالي أربعة أميال بعيدا عني بقوة رهيبة جدا وضوضاء هائلة وانهمر الماء وأغرق كامل الأرياف. وصُدِمت بشكل فظيع حينها واستيقظت قبل العاصفة وتلى ذلك سقوط أمطار بشكل كبير، بعض الماء ملأ بعض المناطق البعيدة وبعض المناطق القربية وقد جاءت من المرتفع والتي تبدو أنها تسقط بوتيرة واحدة بشكل بطيء ومتساوٍ. لكن أول ماء لمس الأرض سقط وانخفض بشكل مفاجئ وبسرعة كبيرة وكان مصحوبا برياح وطوفان بشكل مرعب ذلك عندما استيقظت ارتعش جسدي ولم أستطع أن أتعافى لفترة طويلة. عندما نهضت في الصباح رسمت هذه الأحداث كما رأيتها، وقد يغير ربي الأشياء للأحسن”.

اليوم “رؤية دورر” تعرف على بأنها واحدة من الأوائل والأكثر مصداقية كرسوم تصويرية من صور تذكارية للحلم (مقارنتا بالرسوم المنطقية للصور المثالية التي يرسمها الفنانون على طول الوقت). جوهر تجربة دورر فريد إلى حد بعيد، لذلك معظمنا يستطيع استعادة بعض التفاصيل و قليل من الرؤى المدهشة التي تأتينا أثناء الهجوع والقيلولة.

لم تزل كيفية ارتباط الصور بتجربتنا البصرية أثناء الاستيقاظ أقل وضوحا بسبب الصعوبات التقنية المعطاة للتواصل مع أحدهم في أثناء الحلم.

دراسة نُشرت نهاية آب في  Nature Communications زدوتنا بقطعة مهمة لحل اللغز بواسطة قياس آثار حركات العين السريعة (REMs)  في استجابتها للخلايا العصبية المفردة في الجسم أثناء النوم. وهناك دراسات سابقة وجدت أن (REMs) تشبه إلى حد كبير رمشات العين اثناء الاستيقاظ (حركات العين التي نستخدمها لتوجيه أنظارنا لنقاط متتالية ومثيرة للاهتمام في حقل البصريات ).

وهناك بحث سابق آخر حدد ارتباط (REMs)  بالأحلام. وفي الواقع، غالبا ما يُشار إلى مرحلة الحلم بمرحلة (REMs) . لكن من غير المعروف فيما إذا كانت (REMs)  تدل على أو بدلا من ذلك تشير إلى إوقات معينة تحدث فيها المعالجات البصرية (كما تفعل رمشات العين اثناء الاستيقاظ) . وبعبارة أخرى هل نستخدم (REMs) لفحص الصور من أحلامنا؟

توماس أندريلون وزملاؤه اختبروا العلاقة بين (REMs) والنشاط العصبي وقياسها بواسطة التصوير الكهربي الرأسي (EEG) والخلايا العصبية الوحيدة تسجل من أقطاب كهربائية موضوعة في مرضى مصابين بالصرع (لأسباب طبية غير مرتبطة بالهدف من الدراسة). وجدوا ارتباطا قويا بين حدوث REM والنشاط العصبي عبر الفص الصدغي الوسطي والقشرة الحديثة (جزء من القشرة المخية) والتي تكون حافلة بالذكريات والاستجابات العصبية لذكريات بصرية شوهدت خلال اليقظة.

ومع أن سيناريوهات الأحلام لم تُجمَع، وأن وضع الأقطاب الكهربائية كانت تمليه حاجات المرضى، إلا أن البيانات أشارت إلى أن REMS)) تتصرف مثل حركات العين السريعة (كأنك تنظر إلى شيء ما وتحرك عينيك بسرعة)، وأنها تتحكم بنشاط الخلايا العصبية بطريقة تتفق مع الاستكشاف البصري لسيناريوهات أحلامنا.
المصدر: http://blogs.scientificamerican.com/illusion-chasers/sweet-dreams-are-made-of-this-everybody-s-looking-for-something/