يشمل البحث هذا تبايناً واسعاً في المصطلحات والمعايير لوصف (اضطراب التناسق النمائي). هذا التباين جعل دراسة أسباب (اضطراب التناسق النمائي) وتطوير أساليب علاجية للطفل المصاب به صعبة.

في تحليلهم لبيانات التجارب السريرية  ( Macnab) واخرون حددوا  5 انواع  فرعية مختلفة من الاضطرابات . يتضمن النوع الفرعي الأول  أطفالاً بقدرة حركية أفضل من المهارات الحركية الدقيقة، على الرغم من ان كلاً منهما ما زال اقل من المعدل الطبيعي بينما كان التوازن والمهارات الإدراكية والبصرية لديهم داخل النطاقات الاعتيادية.

مقارنة مع الأطفال من نفس العمر مصابون بالاضطراب ، فقد سجل الأطفال في النوع الفرعي الثاني نسباً عالية على مقاييس سرعة أطرافهم العلوية والبراعة، وتكامل المهارات البصرية، ومهارات الادراك البصري، لكنهم أظهروا ضعفاً في الأداء على مقاييس القدرة الحركية (الدقة في تمييز حركة ومواقع  الأطراف العلوية) والتوازن.

أظهر الأطفال في النوع الفرعي الثالث أعظم تعقيد في القدرة الحركية العامة وكانت السلالة الوحيدة التي لديها صعوبة في  كلا المهارات الحركية والمرئية. مقارنة مع أقرانهم من المصابين بالاضطراب،

الأطفال في النوع الفرعي الرابع أدّوا  بشكل جيد على صعيد المهام الحركية ولكن أظهروا ضعفاً في  الأداء على صعيد المهام التي تتطلب المهارات البصرية والبراعة.

أظهر الأطفال في النوع الفرعي الخامس ضعفاً في الأداء على قياسات سرعة  الجري وخفة الحركة مقارنة مع أقرانهم من مصابي اضطراب التناسق النمائي ؛ ومع ذلك، فإن أداءهم كان  جيدا مقارنة مع أقرانهم في المهام التي تنطوي على المهارات البصرية والخيال .

ان التطور في انظمة التصنيف المختلفة لاضطراب التناسق النمائي قد يكوت متأثراً بالتصميم الخاص باختبارات القدرة الحركية،على سبيل المثال  قد بتأثر احد بنود اختبار المهارات الحركية ببند آخر ذي صلة ، (مهارات رمي الكرة لا يمكن فصلها عن المهارات الحركية المرئية. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الاختبار منطوياً على اكثر من  تمثيل  لمهارة واحدة مما يؤثر بصورة غير ملائمة على أداء الطفل في الاختبار.

على سبيل المثال، وجود عدد أكبر من وحدات اختبار القدرة  الحركية بدلا من المهارات الحركية الدقيقة يمكن ان يؤثر إما سلبا أو إيجابا على نتيجة الطفل وتقييمه، اعتمادا على نقاط القوة ونقاط الضعف المحددة للطفل.

صعوبة أخرى في تفسير النظرية على الاضطراب هي عدم وجود معايير شاملة. اعاد (  Geuze )وآخرون اعادوا النظر في 164 من  المنشورات الخاصة بدراسة الاضطراب، ووجدوا أن ( 60٪ ) فقط من الدراسات كانت تتضمن معايير شاملة موضوعية  وتفي بالغرض.وبسبب هذا النقص في المعايير، أوصىGeuze)  ) واقرانه أن الطفل الذي يسجل نقاطاً تحت الخمسة عشر مئوية في الاختبارات الموحدة للمهارات الحركية وتكون درجة الذكاء لديه تفوق التاسعة والستين سيكون مؤهلا للحصول على تشخيص اضطراب التناسق النمائي.

إن التناقض بين اختبارات القدرة الحركية الموحدة التي  تستخدم لتحديد الأطفال الذين يعانون من اضطراب التناسق النمائي يعد  مشكلة أخرى. في دراسة واحدة، في  اختباراتBruininks-Oseretsky) ) الخاصة بكفاءة القدرة الحركية وبطارية التقييم الحركي للأطفال (M-ABC) 157 من  الأطفال الذين تم اختبارهم فكان 155 منهم سليمين من الاضطراب.

في دراسة أجريت على  202 طفلاً فإن 101 منهم مصابين بالاضطراب و101 اخرين خلوا منه .وقد وافقت اختبارات Bruininks-Oseretsky )) الخاصة بكفاءة القدرة الحركية وبطارية التقييم الحركي للأطفال لـ ( 67 ٪ ) فقط من الوقت، والذي كان يعتبر مستوىً معتدلاً من التوافق.لأن هذين الاختباران هما الأكثر شيوعاً لتحديد اضطراب التناسق النمائي، وهناك احتمالية مقلقة لعدم توافق هذه الاختبارات في تحديد الأطفال الذين يعانون الاضطراب.

قد يفسر اثنين من العوامل الأساسية الفرق في النتائج بين اختبارات  Bruininks-Oseretsky )) الخاصة بكفاءة القدرة الحركية وبطارية التقييم الحركي للاطفال( (BOTMP و(M-ABC) عند استخدامها لتحديد الأطفال الذين يعانون من الاضطراب ،اولاَ اختبار كفاءة القدرة الحركية (BOTMP) يسمح للفاحص بمعالجة الطفل شفهياً بصورة فورية أثناء إجراء الاختبار، والسماح للطفل الذي يعتمد على المزيد من الضوابط الخارجية  ان يؤدي بشكل أفضل في اختبار كفاءة القدرة الحركية ( (BOTMP. و اختبار كفاءة القدرة الحركية (BOTMP) يميل إلى تحديد الأطفال الذين يعانون من اضطراب التناسق النمائي ,ثانيا، يتطلب اختبار بطارية التقييم الحركي للاطفال ( M-ABC) تعليمات أكثر دقة من جانب الفاحص ويتيح المزيد من الفرص للممتحن بالتدريب، ولكن لا تسمح لأي علاج شفهي أو جسدي من قبل الفاحص. والأطفال الذين يعانون من مشاكل الانتباه قد يواجهون صعوبة اكثر مع التعليمات الدقيقه لل(M-(ABC.

صعوبة أخرى في تصنيف الأطفال الذين يعانون من اضطراب التناسق النمائي هو التداخل مع غيرها من الاضطرابات. حيث ان حوالي 41٪ من الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه (ADHD) و 56٪ من الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم لديهم أيضاً اضطراب التناسق النمائي، مما يسبب  مزيداً من الارباك في نظام التصنيف هو مصطلح “اضطراب التناسق النمائي”، حيث لا يوجد له لحد الان تحديداً معيناً لتلفٍ عضوي في الدماغ، و”تعذر الأداء،” والذي كان سببه تلف في الدماغ امكن تحديده، قد استخدمت للتعريف عن الاضطراب بالتبادل.

خصائص الاطفال الذين يعانون من اضطراب التناسق النمائي

الأطفال الذين يعانون من اضطراب التناسق النمائي قد يشتملون على مجموعة واسعة من الاختلالات. ويمكن تصنيف هذه الاختلالات في 3  مجالات هي: الحركية، الحركية الدقيقة، والنفسية والاجتماعية.

القدرة الحركية الاجمالية

ان العديد من الأطفال الذين يعانون من اضطراب التناسق النمائي لديهم علامات ليونة عصبية مثل نقص التوتر، استمرار ردود الفعل البدائية، وردود الفعل غير ناضجة التوازن التي تتداخل مع التطورالإجمالي للقدرة الحركية,هؤلاء الأطفال أيضا قد يعبرون عن عواطفهم  بأنماط محرجة بشكل متتالٍ، فيتعرضون للسقوط، وتدني التفكير ، ويجدون صعوبة في محاكاة أوضاع الجسم ويتبعون 3 – 2 خطوات لاداء الايعازات الحركية.و بسبب المشاكل الحركية، يؤدي الأطفال الذين يعانون من اضطراب التناسق النمائي أيضا أداءا ضعيفا في الالعاب الرياضية، وربما يعود ذلك، في جزء منه، إلى رد فعل بطيئة وعدد مرات الحركة ,وانخفاض مشاركتهم في الألعاب الرياضية قد يؤدي إلى انخفاض قوة العضلات

القدرة الحركية الدقيقة

الصعوبة في الكتابة اليدوية أو الرسم في كثير من الأحيان هو أول علامة للتعرف على وجود مشكلة في القدرة الحركية الدقيقة وهي المشكلة الأكثر شيوعاً من مشاكل القدرة الحركية التي يعاني منها الاطفال المصابون باضطراب التناسق النمائي ,فالأطفال الذين يعانون من اضطراب التناسق النمائي كثيرا ما يجدون صعوبة في تخطيط وتنفيذ  المهارات الحركية الدقيقة مثل  الامساك  و ارتداء الملابس.

النفسية والاجتماعية

للأسف، والأطفال ذوي اضطراب التناسق النمائي قد يواجهون مشكلات لا تقتصر على القدرة الحركية الدقيقة أو الإجمالية. هؤلاء الأطفال أيضا قد يواجهون مشكلات نفسية واجتماعية في المدرسة. فالأطفال الذين يعانون من اضطراب التناسق النمائي قد يواجهون  صعوبات في التعلم أو مشاكل في القراءة ، وربما يكونون في خطر متزايد لانخفاض الذكاء،  ويمكنهم ان يتفاعلوا في الصف أكثر من غيرهم من الأطفال، وقد يكون احدهم مهرج الصف، وقد يتعرضون للرفض اجتماعياً او يكونوا غير ملحوظين وغير مقبولين من قبل الاصدقاء ,فالمراهقين المصابين باضطراب التناسق النمائي لديهم عدداً اقل من الاصدقاء كما يمكن لوحظ، وكان لديهم شعور بانخفاض تقدير الذات والقلق أكثر من أقرانهم الغير مصابين بالاضطراب والأطفال الأصغر سناً المصابين بالاضطراب.

المصدر