مؤخرا فاجأتنا صحيفة الديلي ميل بعنوانها العريض (أظهرت دراسة أن الرجال الملتحين يحملون في لحاهم بكتيريا قاتلة أكثر مما تحمل الكلاب في فرائها) (1). بعد قراءة المقال والدراسة الأصلية (2) وجدت أن أهداف ونتائج الدراسة مختلفة تماما عما أورده مقال الديلي ميل الذي هول الموضوع واستغل الفرصة لأدلجة النتائج.
ذكرت الدراسة ما يلي:
Furthermore, human-pathogenic microorganisms were more frequently found in human beards (7/18) than in dog fur (4/30).
بمعنى أن “الميكروبات المضرة بالبشر كانت أكثر في لحى المشاركين من البشر من فراء المشاركين من الكلاب.” بعيدا عن الدراسة وأهدافها، لماذا يعد هذا خبرا جديرا بالنشر؟ هذه ميكروبات مضرة بالبشر وموجودة في لحى البشر، فهل سيكون مدهشا أن نكتشف أن الميكروبات المضرة بالكلاب أكثر في فراء الكلاب من “فراء” البشر؟ لكن بعيدا عن الافتراض دعونا نتابع القراءة…
although this difference did not reach statistical significance (p = 0.074).
“مع أن هذا الفرق لم يصل للدلالة الإحصائية الكافية.”
لتبسيط النتيجة إحصائيا، يرمز الحرف p إلى معدل الاحتمال (probability) الذي يستخدم لقياس الفرق الإحصائي بين وحدات العينة. ثمة فلسفات واختلافات كثيرة في الأوساط العلمية حول القيمة الأدق إحصائيا لمعدل الاحتمال ويستعمل الباحثون قيما اعتباطية مثل 0.05 و 0.01 كحد أدنى لدلالة الفرق فإن كان الفرق أدنى منها عنى ذلك أنه دال إحصائيا وبعيدا عن أن يكون مجرد فرق بالصدفة (3). فمثلا، لو وجدنا أن الفرق بين وحدتين من عينة الدراسة يساوي 0.02 فإن احتمال أن يتكرر هذا الفرق بالصدفة في دراستين متشابهتين هو 2%. ومن هنا كلما قلت قيمة p زادت قوة الفرق الإحصائي ودلالته في الدراسة، كان الفرق في عدد الميكروبات المضرة بالبشر بين لحى البشر وفراء الكلاب 0.047 أي أنه فرق غير دال إحصائيا ولا يُعتد به إذ نسبة تكراره بمحض الصدفة تصل إلى 7 من كل 100 أو 74 من كل 1000 دراسة مشابهة. لذا، فليطمئن أصحاب اللحى فلحاهم ليست أوسخ من فراء الكلاب كما أنها ليست بالمضادات الحيوية الخارقة.
أخيرا هدف الدراسة أصلا كان لبحث ما إذا كان آمنا أن يُسمح بدخول الكلاب إلى أجهزة المسح الرنيني المغناطيسي وهو هدف بحثي سخيف منشور بواسطة مؤسسة Springer المرموقة والمحترمة!
المصادر:
شكراً الك