جامعات حاولت اثبات وجود الباراسايكولوجي . لكي نقول عن معرفة معينة انها علم لابد ان يكون هناك رأي للجامعات وأن يكون هناك نشاط فعلي لتلك المعرفة في الجامعات، وبالتأكيد يجب ان تكون هناك دوريات علمية (مجلات علمية خاصة بنشر المقالات) تصادق على دقة الانجاز العلمي ومصداقيته وصحة منهجية البحث. اما إذا ثبت عدم وجود الشئ او عدم صحة منهجية البحث الذي أقيم لأثبات وجوده قد تقرر الجامعات هل يعطى الفرصة ليتم اختبار وجوده مع بقاء الادعاءات مرة ثانية، هل يستحق ان يُدرس كأختصاص؟ هل يستحق ان يكون له طلبة واساتذة واي تطبيق في العالم؟ وهذا ما حدث مع الباراسايكولوجي الذي يشتكي كثير من مروجيه من صلابة وكلاسيكية المنهج العلمي بحيث انه لم يسمح لهم بفرصة لأثبات وجود الباراسايكولوجي، غير ان الواقع بخلاف ذلك اذ قامت جامعات عديدة بفتح وحدات دراسية لاختبار هل الباراسايكولوجي حقيقي ام لا وقد اغلقت تلك الوحدات في جميع تلك الجامعات التي فتحتها الا واحدة او اثنان مع تجميد العمل. أو ان جامعات اخرى درست عن الباراسايكولوجي لا فيه، أي انها قامت ببحث عن من يعتقد بهذه الامور او عن ما تدرسه الباراسايكولوجي ومن يدرسها كمستشرق يدرس الفقه الاسلامي، بالاضافة الى الجامعات التي كان العمل ضمنها ليس منهجيا وكان جزءا من اعمال فردية من بعض التدريسيين الذين يعتقدون بالباراسايكولوجي اعتقادا وإيمانا وليس قناعة نابعة من منهج علمي وقد اوقفت لاحقا تلك الاعمال الفردية في الجامعات التي قامت بها أيضا.
1- جامعة ستانفورد (1972 – الثمانينات)
في عام 1911، بدأ جون ايدكار كوفير (Edgar coveer) بجامعةستانفورد باجراء تجارب على الادراك خارج الحواس (وقد فشل البحث وكانت نسبة ادراك شئ خارج الحواس تساوي نسبة التخمين العشوائية). ايضا تم اختبار يوري جيلير (Uri Geller) في الجامعة اثر ادعاءات الشهرة التي قام بها بأنه قادر على ان يلوي الملعقة المعدنية ذهنيا وقد فندت دعاواه ببرامج تلفزيونية ومقالات موازية كان ينشرها جيمس راندي (James randy). لاحقا وفي السبعينات اقامت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (CIA) دراسة لمدة 5 اسابيع عن الرؤية عن بعد عبر برنامج بوابة النجوم (Stargate) الذي تم ايقافه في التسعينات لفشله وعدم تحقيقيه اي نتائج سوى ما بقي الناس يتداولونه في الشارع بأن البرنامج مستمر وأنه حقق نتائج خارقة تخفيها الحكومة.
إذا فقد تم اجراء ثلاثة ابحاث للخوارق في جامعة ستانفورد باء الاول بالفشل وفند الثاني بالعلن بعد ان نال الشهرة واعلن عن فشل الثالث من قبل الجهة التي اقامته.
ادكار كوفير يجد ان نسبة ايجاد الرقم المخفي من قبل مدعي الادراك خارج الحواس تساوي النسبة العشوائية
جيمس راندي يشرح خدعة الملعقة
2- جامعة ديوك: مختبر الباراسايكولوجي (1935-1965)
القى السير ارثر كونان دويل (Sir Arthur Conan Doyle) محاضرة عن التواصل على الاموات فشكل معه جي بي راين (J.B. Rhine) و ويليام مكدوغال (William McDougall) مختبرا باراسايكولوجيا وهما باحثان في الجامعة وكانت الدراسة حول الادراك خارج الحواس (ESP) والتحريك العقلي (psychokinesis) ولم تتضح اي نتائج مجدية من ذلك المختبر غير انه وفي عام 1965 لم يعد جزءا من الجامعة بعد ان كان يمثل انشطة الدكتور راين شخصيا وصار اسمه مركز ابحاث راين (Rhine Research Center) والمختبر اليوم يدعي انه يقيم بحوثا لصحة الجسد والعقل.
يمكن تلخيص ذلك بأنه نشاط مستقل داخل الجامعة لم يؤت بأي ثمار وانفصل عن الجامعة لاحقا.
3- جامعة برينستون: بحث هندسة الشذوذات (1979 – 2007)
في احد اقبية جامعة برينستون بناية الهندسة تم اجراء بحث (PEAR)(Princeton engineering anomalies research) الذي كان يهدف لايجاد اي اسس حقيقية للفرضيات بوجود تفاعل بين الذهن والمادة او الادراك خارج الحواس والتحريك الذهني (telekinesis) وبينما تم التعبير بشكل رسمي من قبل ادارة الجامعة بأن الامر مخجل فإن البرنامج ادعى النجاح بعد 28 سنة من سير المشروع
ادعى البرنامج فيها وجود تجارب عديدة عكست علاقة احصائية بين توقع الشخص وما يجري في الحقيقة. غير ان النسبة التي احتفى بها هؤلاء لم تكن سوى نسبة 0.1% من نسبة ما كان يتوقعه الاف المشاركين مقابل ما يعرضه جهاز ما من ارقام اصفار واوحاد. بالاضافة لمغالطات كثيرة في احتساب النسبة التي احتفى بها ذلك المركز الذي انفصل عن الجامعة في 2007 يمكن قراءتها في المقال.
4- جامعة هارفارد (التسعينات – 2008)
ليس كل من يحاول القيام ببحث لاثبات امر خارق فهو يسعى لأثباته، فما قام به فريق من علماء جامعة هارفارد هو بإثبات عدم وجود الادراك خارج الحواس وقدموا طريقة جديدة للبحث لايجاد ذلك.
5- جامعة فرجينيا: قسم الدراسات الادراكية (1967 – الان)
في خضون 6 سنوات من بحثه في مجال تناسخ الارواح (reincarnation) قام الدكتور ايان ستيفينسون في عام 1967 بانشاء مركز الدراسات الادراكية ضمن قسم الطب النفسي في جامعة فرجينيا. ويمكن الاطلاع على المقال حول ادعاءات ايان ستيفينسون والمقال الاخر الذان يتكلمان عن احدى اكبر واضعف حجج ايان ستيفينسون وهي الزينوغلوسيا. ورغم ان انشطة ايان ستيفينسون ومؤسسته ما زالت عاملة وما زالت ضمن الجامعة غير انها لا تمثل قسما دراسيا ولم تنتج ابحاثا او تصورات قائمة على العلوم الحقيقية فكلام الدكتور نفسه في المجال هو كلام في الروحانيات ومن خرافات الشعوب القديمة ولا يقدم اي تفسيرات علمية منطقية او رؤية علمية من الممكن ان تحدث تغييرا في الرؤية السائدة للعلوم الزائفة.
6- جامعة أريزونا: برنامجي بحث فيريتاس (2006 – 2008) وصوفيا (2008 – الان)
جامعة اريزونا ببرنامجيها فيريتاس (تم انهاؤه في 2008) وصوفيا الذي اقيم بعده وما زال قائما هي من الجامعات القليلة التي ما زالت تقيم وحدة لدراسة الظواهر الخارقة مثل وجود الشخصية بعد الموت والمرشدون الروحيون، الملائكة، التواصل مع الاموات ضمن برنامج صوفيا.
اصدرت الجامعة منشورات تنشر في مجلات غير علمية معنية بشؤون الخوارق وبعناوين مثل: التحليل الموضوعي لخبرات اوساط ابحاث التواصل المتجرد (التواصل مع الموتى) منشور في دورية معنية بالباراسايكولوجي. أو التقدم في طرق الدراسة المختبرية للوساطات (الوساطات الروحية) منشور في مؤسسة راين. وغيرها من الابحاث وكلها منشورة في رابط البرنامج على موقع الجامعة او في المؤسسات غير العلمية المشابهة مثل مؤسسة راين.
في مثل هذه الحالة لا يكتمل مسار البحث العلمي ولا يعتد بالنشاط البحثي رغم كونه تحت سقف جامعة فالابحاث لم تنجح في تحقيق اي صفة علمية حقيقية إذ لم تستطع ان تدخل ساحات البحث العلمي الحقيقية. فما قامت به الجامعة لم يشتمل على أي بحث من الممكن ان يقرب العلوم الزائفة من الحقيقة ولو بخيط من دليل.
7- جامعة كاليفورنيا، لوس انجلوس: (1968 – 1978)
لم تكن المجموعة التي درست الباراسايكولوجي في جامعة كاليفورنيا لوس انجلوس (UCLA) مجموعة رسمية معترف بها من الجامعة او ممولة من قبلها بل كانت عبارة عن استاذين وهما باري تاف (Barry Taff) وكيري كاينور (Kerry Gaynor) وهما استاذين في الجامعة قاما بدراسة الاستبصار، والتخاطر (التيليباثي)، البيوت المسكونة والتصوير الصوتي (Kirlian photography) وقد اجروا ايضا تحقيقا في الارواح الشريرة. لاحقا اخبر الاستاذان بعدم مزاولة هذه الانشطة داخل الجامعة وترفض الجامعة اي صلة لها بما قاما به حتى اليوم.
8- جامعة كورنيل (2002 – 2010)
قام الاستاذ داريل بيم (Daryl Bem) في جامعة كورنيل بإنهاء دراسة من ثمانية أعوام على موضوع الاستبصار، طلب فيه مشاركة 1000 طالب من الجامعة يقول ان نتائجها كانت ايجابية وغير مسبوقة حول قدرة الاشخاص على توقع الاحداث القادمة بغض النظر عن وعي الشخص بقرب حدوثه. يقول بيم انه قام بـ 9 تجارب اثبت فيها وجود الاستبصار.
غير ان الفجوات والاخطاء الفادحة في منهجية تجارب داريل بيم سرعان ما ظهرت عبر اعادة اجراء التجارب واعادة تقييم وممن قاموا بذلك الباحث James Alcock بالاضافة الى عدة جامعات ولم تقبل اي منها الورقة البحثية التي نشرها. قام مثلا جيف كاليك (Jeff Galek) من جامعة كارنيجي ميلون (Carnegie Mellon University) بإعادة سبع تجارب من تجارب داريل بيم كما قام كل من الاساتذة روبن ليبيوف (Robyn A. LeBoeuf) من جامعة فلوريدا (University of Florida) وليف نيلسون (Leif D. Nelson) من جامعة كاليفورنيا ببيركلي (University of California at Berkeley) وجوزيف سيمونس (Joseph P. Simmons) من جامعة بنسلفانيا (University of Pennsylvania) بالنشر في نفس المجلة التي قام بالنشر بها بعد سنتين ورقة بحثية توضح سقوط عمل داريل بيم بعنوان (تصحيح الماضي: الفشل في اعادة تجارب الاستبصار) (Correcting the Past: Failures to Replicate Psi) وقد نشرت مجلة سكيبتك انكويرير (Skeptic inquirer) عدة مقالات وابحاث توضح فيها ملابسات تلك التجارب التي حاولت اعادة ما قام به داريل وفشلت بذلك تماما.
9- جامعة ادنبره (1985 – الان)
انشأ مقعد الباراسايكولوجي في جامعة ادنبرة في عام 1985 حيث انشأت وحدة كويستلير للباراسايكولوجي (Koestler Parapsychology Unit) وهي تقدم نفسها على انها تحمل رؤية تخصصية للباراسايكولوجي وطبيعة وعواقب الايمان بالخوارق.
ما توضحه الوحدة في مدونتها المجانية (تجدر الاشارة الى ان الوحدة ليست موجودة ضمن موقع الجامعة) هو انها:
- تختبر امكانية وجود القدرات النفسية (psychic ability)
- التجارب الشاذة والاعتقاد بالخوارق.
- الخداع وخداع الذات.
- تاريخ ومفاهيم قضايا الباراسايكولوجي.
ومن تلك النقاط يمكننا ان نرى ان تلك الوحدة شبه الرسمية في الجامعة تدرس امورا “عن” الباراسايكولوجي ولا تدرس امورا “في” الباراسايكولوجي بأعتباره اختصاصا يعتد به. كما يمكن التصفح في المدونة بأجزاء اخرى ان الوحدة تغطي امور بخصوص ما يجري في الباراسايكولوجي، انه بمثابة مستشرق يدرس القرآن او الأدب العربي او الفقه الإسلامي ولا يعني انه سيكون فقيها او مفسرا او مفتيا او اديبا عربيا.
10-جامعة لندن، جولدسميث
حاولت وحدة سايكولوجيا الغرائب (Anomalistic Psychology Research Unit) في جامعة لندن، جولدسميث (Goldsmiths, University of London) ان تختبر امورا معينة مثل هل ان الاشخاص الذين يتصل بهم شخص ما بعدما كانوا يفكرون به هي صدفة ام تخاطر. او عندما ينظر الاشخاص لنفس الصورة في نفس الوقت.
ويُلاحظ في منشورات الوحدة امورا مقبولة علميا او امور تناقش الباراسايكولوجي كأمر يهتم به الناس وليس بصفته علما. تتكلم عنه لا فيه. او تحلل امورا اسهب فيها مروجوا العلوم الزائفة من منظور علمي مثل البحث (تجربة الاقتراب من الموت من منظور سيكولوجي علمي). الوحدة وضحت في صفحة لخلفية ما تدرسه بنقاط تتضمن دراسة الوحدة للهلوسة وللاسباب النفسية التي تدفع الانسان لادعاء او توهم مشاهدة امور غريبة وتأثيرات البلاسيبو والذكريات المغلوطة والاعتقاد بالخوارق وتأثير الدين والاعلام على ذلك
11-جامعة اديلايد: وحدة دراسة سايكولوجيا الغرائب (2003 – الان)
انشأت جامعة اديلايد (University of Adelaide) وحدة للدراسة العلمية والاكاديمية للادراك خارج الحواس. وقد اطلقت على الوحدة اسم وحدة دراسة سيكولوجيا الغرائب (Anomalistic Psychology Research Unit) وكانت من بنات افكار الدكتور لانس ستورم (Lance Storm) وزميله الدكتور مايكل ثالبو (Dr. Michael A. Thalbou) وكانت من الامور التي ارادوا اختبارها علميا هل ان الاعمى يعوض عن عجزه بقدرة طبيعية على الادراك خارج الحواس بحيث يفوق دقة ما يمتلكه الاشخاص الاخرون من قدرات طبيعية على التوقع ام لا. وقد اثبتت الدراسة عدم وجود ذلك وتوقعت وجود قدرات طبيعية للتوقع قائمة على الذكاء والعوامل الطبيعية لكي يستطيع الاعمى توقع الامور بشكل افضل.
12-جامعة لوند
لجامعة لوند في السويد (Lund University) برنامج طويل الامد لايجاد ربط بين الايحاء التنويمي وامكانية حدوث ادراك خارج الحواس اثناء التجربة. ويشمل ذلك التجارب السابقة التي وجدت اشخاص يُقترح انهم اختبروا نوعا من التجارب الغريبة مثل التخاطر او الادراك خارج الحواس.
وبحث الجامعة هو لاثبات وجود هذه الظواهر او رصد اي شئ حقيقي بخصوصها.
13-جامعة اوتريخت
جامعة اوتريخت في هولندا هي الجامعة الوحيدة في العالم والتي استضافت لاول مرة والمرة الوحيدة في محفل علمي مؤتمرا للباراسايكولوجي في عام 1953 وقد اجرت مناقشات حول الباراسايكولوجي اثناء المؤتمر. غير انها وفي المرة الثانية التي اقامت فيها هذا المؤتمر في 2008 كانت الحوارات تدور حول التعاريف الاساسية للادراك خارج الحواس والاستبصار في الاحلام وغيرها من المجالات وحول هل ان هذه الاشياء موجودة ام لا؟
14-جامعة امستردام (1990 – الآن)
اثناء التسعينات قامت جامعة امستردام بمشروع لاختبار وجود الظواهر الخارقة للطبيعة كالتخاطر والاستبصار والادراك خارج الحواس تحت وحدة انشأت لذلك الغرض ولم تناد الوحدة او الجامعة بأي نتائج او ادعاءات باكتشاف شئ منذ ذلك الوقت.