الابراج كيف نسحقها علميا وكيف نتركها . عنوان سيساعدك في فهم عدم جدوى الابراج والفلك والتنجيم الابراج التي كثيراً ما يحاول اشخاص يؤمنون بها ان يوضحوا الربط بينها وبين العلم وهذا ما يجعلها تتسم بملامح العلم الزائف ولولا ذلك لأعتبرناها خرافة غير جديرة بالذكر وغير جديرة بتخصيص الوقت لها لاجراء تجربة او اي نوع من التحليل. فالتنجيم ليس سوى خرافة قديمة خالية من أي سببية أو منطق لتؤثر على حياة ناس يعيشون في كوكب من بين 700 ترليون مليون كوكب آخر في هذا الكون[1] الملئ بالظواهر وحيث لا توجد أي إمكانية للربط بين مصير شخص وبين كواكب ونجوم تدور في سماءه سوى في عقل ذلك الإنسان الذي عاش قبل آلاف السنين ولم يعرف شكل كوكبه ولا موقعه من الكون ولا موقعه هو شخصياً من الكون ومن كوكبه فصار يرى انه هو وقبيلته او شعبه محور لهذا الكون، حتى جاءت الاكتشافات الجغرافية الكبيرة وعرف البشر تنوع الشعوب على الأرض في بدايات عصر النهضة ثم جاءت اكتشافات كوبرنيكوس وعرف البشر ان كوكبهم ما هو الا كوكب صغير في مجموعة شمسية اكبر وهو يدور حول الشمس ومن ثم توالت الاكتشافات حتى عرفنا ان كوكبنا العظيم هذا والذي تطحن الخلافات شعوبه ليس سوى نقطة بالغة الصغر وسط عوالم اضخم.

الابراج كيف نسحقها علميا وكيف نتركها

الابراج كيف نسحقها علميا وكيف نتركها

لدحض أعتقاد الابراج بأفضل شكل وبأبسط شكل غالباً ما يتم إثارة موضوع التوائم حيث ان للتوائم مصائر مختلفة وانماط حياة مختلفة رغم انهم متطابقون جينياً وقد ولدوا في نفس اليوم. التوائم يعكسون احياناً دور التنشئة الهائل في حياة الإنسان حيث هناك ملايين التوائم في العالم الذين يعيشون انماطاً مختلفة من العيش ويشهدون درجات مختلفة من النجاح والانجازات التي يفسرها الناس على أنها تمثل (الحظ) يُمكن متابعة تلك الحالات في دراسة التوائم الضخمة التي تقيمها جامعة كينغس في المملكة المتحدة [2] دراسة أخرى في جامعة مينيسوتا في الاعوام 1979 و 2007، اوجدت الاولى منها تشابهات في الوظائف والاهتمامات والميول الاجتماعية وفي معدل الذكاء ايضاً وكان الغالب في معدل الذكاء هو الاسباب الجينية بنسبة 70% [3] وتعد تلك الدراسة اكثر اثارة للاهتمام لاسيما وانها تدرس فقط التوائم الذين انفصلوا منذ الولادة مما يُلغي دور التنشئة في نشوء هؤلاء الاشخاص.

من تلك الدراسات صار من الممكن الملاحظة بدقة لدور الجينات او التنشئة في كل شئ فهي تدرس توائم عاشوا في نفس العائلة او توائم عاشوا منفصلين ولكون عامل الجينات محسوم فسيظهر بالضبط ما الذي يرتبط بالجينات وما الذي يرتبط بالتنشئة وبين هاذين الاثنين ستسحق اي محاولة لإضافة تأثيرات خرافية على مصير الإنسان.

دراسة في اختلافات الشخصية التي تم توقعها للتوائم عبر التنجيم

في عام 1995 قام باحثان المانيان من جامعة جورج اوكست (Georg-August Universitat) باعداد بحث[4] رداً على ادعاء مناصري التنجيم في تشابه مصائر التوائم ادعت فيها اثر احصائية لـ 234 توأم وجود تشابه بنسبة 68% في شخصيات التوائم بحسب توقعات الابراج وكان هؤلاء قد اعتبروها انجازاً مقارنة بالنسبة التي سنحصل عليها اذا ما توقعنا بشكل عشوائي وبالصدفة حيث ستكون النتيجة 50%. اعاد الباحثان التجربة التي قام بها مروجوا الابراج عبر اعادة تحليل البيانات واعادة تقييم النتائج التي كانت قائمة على صور نمطية وكان فيها تناقض أيضاً بين البيانات المذكورة في الاحصائية وبين البيانات الاصلية بالاضافة الى ان النتيجة الكلية لنسبة التوقعات المطابقة لم تكن تختلف عن الصدفة.

في استنتاج دراستهما يقول الباحثان: “الدراسة تظهر بان الابراج قادرة على توقع اختلافات الشخصية بين التوائم.  ولكننا وجدنا عوامل تعقيد عدة،  احدها هو الدليل على الانحياز للصور النمطية، تناقضات بين اوصاف الابراج المذكورة و تلك المبنية على قوانينها، تناقضات بين اوصاف الابراج المذكورة و تلك المكتوبة على القوائم التي ارسلت لأهالي التوائم،  و تناقضات بين تسلسل التوائم المذكور (المولود الثاني كان الاول دائماً)  و تسلسلهم الحقيقي”.

ويقولان أيضاً “عندما قمنا باعادة تحليل البيانات الاصلية،  لم نجد انحراف واضح عن الاحتمالية المبينة على الصدفة،  مشيراً الى امكانية هذه التعقيدات على شرح نتائج الدراسة التي انتجها المنجمون”.  وكانت النتيجة هي فشل توقعات الابراج في تخطي نسبة الصدفة في توقع شئ ما لشخص ما.

لماذا الأبراج؟ وكيف نتخلص من الاعتقاد منها؟

لماذا ما زال هناك من يؤمن بالابراج؟ يخاف الناس من المجهول، يتمنون ان يعرفوا شيئاً عن المستقبل وأن لا يبقى هناك مجهول في حياتهم بالاحرى فهم لا يمتلكون رؤية علمية كافية حول العالم تجعل العالم الحالي مُفسراً بالشكل الحالي فكيف بالمستقبل! إنه أمر مرعب بالفعل قد لا يقل عن رعب افراد قبائل الصيد والجمع من نظرتهم تجاه العالم. دراسات المخاوف ترينا اننا نخاف ممن لا نعرفهم ونخاف من العزلة ونخاف من المجهول[5]، نخاف مما لا نفهم[6]  هناك ايضاً جزء في دماغنا مسؤول عن ذلك الخوف من المجهول [7].

كيف نتوقف عن الاعتقاد بالابراج؟ الحل لذلك ان تفهم ما تحتاج أن تفهمه من العالم، اقرأ الكتب العلمية التي تشرح الإنفجار الكبير، وتشرح ظواهر الكون، اقرأ عن التطور وعن علم النفس الاجتماعي والادراكي والتطوري، افهم الناس حولك اقرأ عن جسم الانسان والاحياء، اقرأ عن ظواهر الفيزياء والارض اطلع على هذه القائمة من الكتب لتكون اقوى تجاه ما تجهل في هذا العالم وبالتالي تكون اقدر على التنبؤ لما سيحدث على المستوى الشخصي والجماعي والأهم من هذا اقرأ اخبار العلم، إعرف ما يجري يومياً عبر متابعة المواقع العلمية العربية والاجنبية الموثوقة ومصادر انتاج الابحاث.

لماذا نركز على محاربة العلوم الزائفة عامةً والابراج خاصة؟ إن هؤلاء الذين يجهلون العالم ويخافونه ويعتمدون على تفسيرات شاملة وسهلة للعالم يكونون قوة اسناد ودفع لمروجي تلك الفلسفات التي تشرح كل العالم ببساطة وبالتالي يوفرون لهم سنداً مالياً واجتماعياً وقوة للدفاع عنهم وعن فلسفاتهم بطرق جاهلة في كل جلسة. قوة وممانعة تلك الفلسفات لا تطرحها كفلسفات قائمة بوجود المنهج العلمي ولكنها إذا ما حلت في ذهن شخص ما فإنها لا يمكن ان تجتمع مع أي طرح علمي. ليس من السهل ان يتخلى هؤلاء عن الفلسفات التي تشرح العالم بشكل شامل بل وتعطي صورة للمستقبل وان كانت كاذبة وخاطئة مقابل ذلك الجهد الذي سيحتاجونه مقابل فهم العالم.

استنتاج وخلاصة: الابراج كيف نسحقها علميا وكيف نتركها

  1. من أفضل الطرق لسحق ادعاءات الابراج هي دراسات التوائم.
  2. دراسات التوائم تظهر لنا دور كل من الوراثة والتنشئة في صياغة الصفات الشخصية والفسلجية ولا تترك المجال لأي تفسيرات خرافية للعالم.
  3. تأثير الابراج والتنجيم والفلك في التوقع مساوي لتأثير الصدفة في توقع ما سيحدث.
  4. فهم العالم عبر العلم هو الحل للتخلص من الاعتقاد بالابراج.

 

[1]  احصاء عدد الكواكب في الكون

[2] دراسة التوائم لجامعة كينغس

[3]  دراسة جامعة مينيسوتا1979

[4]  دراسة الجامعة الالمانية

[5]  اشياء نخافها اكثر مما نخاف الموت

[6]  لماذا نخاف مما لا نفهم

[7]  جزء في دماغنا للخوف من المجهول