فرويد لم يكن عالما . لماذا؟ ربما لاتوجد شخصية في مجال علم النفس أكثر تمحيصاً من شخصية سيغموند فرويد.  أشتهرعالم الاعصاب النمساوي  بتحليله النفسي ووصف  بأنه “ثوري” وأٌنتقد  بأنه “نصاب او محتال”. لكن شيء واحد مؤكد كما اشار  جورج ديفورسكي بأن أفكار فرويد “قد تجاوزت العلم” وغزت الثقافه الحديثة.

نادراّ ما يمر يوم دون ان نجد انفسنا  نستخدم  مصطلح مستنبط من أعماله: مثل  قضايا الام والاب وأمنيات الموت وزلات فرويد وعلامات القضيب والأستبقاء الشرجي وآليات الدفاع والتنفيس ,وغيرها.

ولكن السبب الرئيسي في كون افكاره في كل مكان هو انها لم تسبق العلم، وانما تجاوزته..حيث أن مفهوم الهوية والأنا والأنا العليا  لو  كانوا قد تعرضوا لمراجعة الأقران (المراجعة المحكمة للمجلات العلمية Peer review) بصورة صارمة، فأن هذه الأفكار  بلا شك ما كانت لتصبح   معروفة على نطاق واسع كما هي اليوم .الشيء نفسه اليوم ينطبق على تحليل الأحلام، عقدة أوديب (هي فكرة ان المراهق له شهوه أتجاه والدته) وحسد امتلاك القضيب (وهي مرحلة افتراضيه في النمو حيث ان الفتيات يمرنَ بحاله من القلق لادراك افتقارهن لأمتلاك قضيب) ونحن نعرف  أن كل هذه الافكارهي خاطئة  وبصراحة فهو فتى مجنون.

في عام 1996 كتبَ  فريق فريدريك كروز في مجلة العلوم النفسية في جامعة كاليفورنيا، بيركلي،  مستنتجاً  “بدأت دراسات مستقلة تقترب  نحو الحكم بأن لاشيء يمكن الاستفاده منه من نظام فرويد كاملأ او اي من المبادىء المكونه له حرفيا وعلمياً وعلاجياً.”

وهذا الاستنتاج قد يكون صبيانيا ومبالغ فيه حيث  ان العلاجات النفسية تقوم على ابسط المبادئ التي يصفها التحليل النفسي، المبادىء الهشة التي وضعها فرويد في التحليل النفسي بدت مؤثره في علاج الاضطرابات الذهنية من ضمنها الاكتئاب. على أي حال فأن التحليل النفسي هو نفسه هشَ ولايملك قاعده علمية.

في عام 1991، استعرض مؤرخ العلوم الدكتور فرانك سولواي ستة من دراسات مبادئ  فرويد في التحليل النفسي ووجد أنها “منتشرة على نحو مفرط دون رقابة الطب النفسي ومشتتة ومشكوك فيها للغاية وأدعاءتها  مبالغ فيها” وعلى الرغم من تحريفات فرويد العديدة، لكنه لم يستطع أن يحجب حقيقة أن نصف دراساته  انتهت بالفشل التام ولايمكنها ان تخفف من حالة المريض على الأطلاق.

تفيض هارييت هال بمزيد من التفصيل في مجلة (Science based in medicine) “كان أسلوب فرويد غير علمي و لم يختبر أفكاره مع التجارب التي قد تكون منافية لمعتقداته وتجاهل الحقائق التي تتناقض مع معتقداته”.

وهذه ليست تصرفات عالم حقيقي. حيث بدلا من استخدامه البيانات لبناء نظرية ذات مغزى,كان يضع رأيه بشكل نظرية أولا ثم يحاول أن ينتج بيانات تتناسب ورأيه. جوهريا كان فرويد لايزيد قليلا عن أهمية مسند الكرسي في علم النفس ولايمكن أنكار  انه شخص  متعلم وكذلك مؤثر.

طبقاً لرأي  سولواي  فأن فرويد قيد تقدم علم النفس  “حيث ان أساليب التدريب لفرويد  تمثل خطوة إلى الوراء نحو هذا النوع من التعلم القائم على السلطة والسرية التي اتسمت به المدرسية والكيمياء قبل الثورة العلمية”.

يوافق عالم النفس هانز آيزنك على أن فرويد عبقري ولكن “عبقري في الترويج والأعلان والأقناع والفن الأدبي وليس في العلم والأثبات القوي وانشاء التجارب”.

يقول جون كليستورم مؤيداً وهو احد علماء النفس:”في أحسن الأحوال، فرويد هو شخصية ذات أهمية تاريخية فقط  لعلماء النفس”.

وأضاف كذلك

“ان دراسته ككاتب في أقسام اللغة والأدب أفضل من دراسته عالم  في أقسام علم النفس”.

http://www.realclearscience.com/blog/2015/04/freud_was_mostly_a_fraud.html