الإنسان هو الحيوان الوحيد بأثداء دائمية. في أنواع الثدييات الباقية، تنمو الاثداء مع الحمل وتعود لتتقلص متراجعة بعد الرضاعة. إضافة إلى كونها مسرة للناظرين، فإن مهمة الثدي عند النساء هو منح مصانع حمالات الصدر وظيفة. تضع التقديرات نسبة النساء اللواتي يرتدين حمالات الصدر أكثر من 90 % اعتمادًا على البلد والعمر وطرق الاستطلاع. فهل يعرضن النساء اللواتي لا يرتدين الحمالات انفسهن لخطر الاثداء المترهلة؟
على نحو مفاجئ فإن هذا الموضوع لم يُدرس كما كنت أتصور. ربما أن السبب هو إشارة معظم مصادر الإنترنت بهذا الخصوص إلى دراسة بدت حاسمة مدتها (15) عامًا على (320) امرأة أجراها خبير العلوم الرياضية جان دينيس رويلون في جامعة بيزانسون في فرنسا. يدّعي رويلون أنه قد درس مئات النساء على مدى عقدٍ ونصف العقد، مسجلًا عاداتهن في ارتداء الحمالات واستخدم الفرجار والمسطرة لقياس التغييرات في مظهر صدورهن. في مقابلة اذاعية مع راديو فرنسا والتي ذكرها الجميع ابتداءً من مجلة ميديكال نيوز تودي MidicalNewsToday إلى رويترز إلى النيويورك تايمز، ذكر رويلون أن “النساء اللواتي لم يرتدين حمالة على الاطلاق امتلكن حلمات أعلى بسبعة مليمترات نسبة إلى أكتافهن سنويًا من اللواتي يرتدينها بشكلٍ منتظم”.
المشكلة الوحيدة أن بحث رويلون لم يُنشر ابدًا، ولا تستطيع وكالات الأنباء التي نقلته أن تتفق حتى حول أي الجامعات التي أجرى فيها بحثه. ودون الاطلاع على أساليبه وحساباته ومعلوماته السكانية وكيفية سعيه لتفادي الانحياز فإننا لا نستطيع حقًا استنتاج أي شي من هذه الادعاءات.
وجدت الدراسات المنشورة أن الحجم والعمر هما العاملان الأساسيان اللذان يعرّضان الثدي للتدلي (المصطلح الطبي للترهل). وجدت دراسة لإحدى عشرة امرأة يافعة نُشرت عام 1990 أنه وبعد ارتدائهن لحمالات ملائمة لمدة ثلاثة أشهر، فان صدورهن نزلت اكثر.
من المؤسف أننا وللإجابة على هذا السؤال بصورة نهائية فنحن نحتاج إلى أبحاث أكثر. ولذلك الحين، فأنني اشجعكن لوضع حمالاتكن في وضع الراحة بنظر الاعتبار، كما يبدو أن الكثير من النساء قد فعلن ذلك من خلال ترك الحمالات أثناء الجائحة.
يمكننا أن نؤكد امرًا واحدًا هو أن الحمالات لا تتسبب بسرطان الثدي بالرغم من الادعاءات التي تشيع الخوف من ذلك.