من المقابلة مع سبنسر كيلي في بودكاست العلوم الحقيقية سننشر جميع الاسئلة والاجوبة بشكل مقالات منفصلة
مرحبا بكم في الحلقة الأولى من بودكاست العلوم الحقيقية باللغة الإنجليزية، والتي ستكون عبر لقاء مع الدكتور سبينسر كيلي، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في قسم علوم الدماغ والسيكولوجيا في جامعة كولغيت، مرحباً بكم د. كيلي، وأنا مسرور جداً للقائكم حيث أن الأمر كان بمثابة حلم بالنسبة لي، خصوصاً وأنني قد استشهدت بالكثير من الحقائق التي ذكرتموها في كتابكم أو المحاضرات اللغة والدماغ وكذلك الكثير من المقالات والدراسات التي شاركتموها، وهي بالفعل تجربة جيدة أن التقيكم وأن أكون قادراً على طرح الأسئلة عليكم في هذا المجال. وسؤالي الأول سيكون عن الأطفال ما دون السنة.
نعتقد بأن الأطفال لا يمتلكون أي معرفة أو أي قدرة على معالجة اللغة في هذا السن، لكنك تذكر أن الاستماع إلى اللغة بهذا العمر يمكن أن يُحسن إلتقاط منظور الشخص (perspective taking) وإدراكه المجموعاتي (categorical perception) وقضايا أخرى، فكيف يمكن للوالدين استغلال تلك الخصائص؟
الأمر الأول المثير للاهتمام لي هنا مما تذكر، هو أننا لو نظرنا إلى الأطفال، قد نظن أنهم ينامون، يبكون، ويأكلون، لكن في الحقيقة إن لديهم بعض المهارات المذهلة. مما تذكر هنا، القدرة على فهم اللغة أو القدرة على فهم لغتين؛ يمكن للأطفال التمييز بين الأصوات منذ الولادة، وحتى من اليوم الأول. ثم يمكنهم تمييز الأصوات التي يسمعونها إلى مجاميع ليست بلغتهم الأم فقط بل في كل لغة توجد حولهم. لذا، فبغض النظر عن محل ولادتهم، يمكن أن تكون لديهم القدرة على الإستماع للأصوات وتمييزها بلغتهم الأم. ما يحدث في السنة الأولى من العمر هو أنك إذا ما كنت معرضاً للغة واحدة فقط فستضيق قدرتك الطبيعية للتمييز بين الأصوات اللغوية إلى تلك اللغة فحسب، وستخسر القدرة على تمييز أصوات أخرى من لغات أخرى.
لذا، فإذا كنت مولوداً لوالدين يتحدثان بالانجليزية، فستكون قادراً على الإستماع لجميع تلك الأصوات، ثم ستتخصص بالأصوات الإنجليزية وفصل الأصوات الإنجليزية حتى تفقد تلك القدرة على تفصيل الأصوات إلى مجاميع مختلفة.
إن جمالية التعرض لعدة لغات يكمن فيما ندعوه متعددي اللغات في المهد، وهم الأطفال الذين تعرضوا للغتين على الأقل وهم في المهد، حيث يمكنهم التعامل مع هاتين اللغتين ويمكنهم الإحتفاظ بهما وفصلهما عن بعضهما، ويمكنني أن أتكلم عن كيفية قيامهم بهذا. لكنهم لا يقومون بشيء سوى أنهم يبقون القدرات اللغوية منفتحة بالفطرة، في حين أن بقية البشر يغلقون القدرات اللغوية لأنهم ليسوا قادرين على الإستماع لها.
لذا فإن ما يمكنني أن أنصح به الوالدين الذين يريدان من الأطفال أن يكونوا ثنائيي اللغة هو أن يتكلموا بعدة لغات لأطفالهم حتى لو لم يبد الأمر وكأنه عملية تعليمية أو عملية يعطون فيها اهتماماً خاصاً لذلك. نصيحتي هي: من الأفضل أن يتكلم أحد الوالدين بلغة فيما يتكلم الآخر بلغة أخرى وأن يبقون ذلك بشكل منتظم ليس بالضرورة بشكل صارم. من الأسهل تعلم اللغة لو اقترنت إحدى اللغتين بأحد الوالدين ولغة أخرى بالآخر، يمكن مثلاً أن تتخصص الأم بالانجليزية أو الأب بالعربية أو العكس.