يناديه البعض بالطب الشعبي، ويعترف البعض الآخر أنه محض خرافات لكن الكثيرين يعتقدون بفعاليته بكل ما يحمله من انعدام للمنطق ومن أضرار كبيرة تستهدف الأطفال بالدرجة الأولى وتسبب مخاطر بالغة قد تصل إلى الموت. لا توجد أرقام محددة أو مؤشرات واضحة عن مدى انتشار خرافات الطب الشعبي في العراق، كما لا توجد ارقام واضحة عن أصناف تلك الخرافات وعن الفئات المستهدفة منها بشكل أساسي. في هذا المقال حاولنا أن نحصي عدداً من الخرافات المتداولة بكثرة في فيسبوك، وهذا دليل على عدم اقتصارها على الفئات البعيدة عن المراكز الحضرية وعن التكنلوجيا، بل أن الفيسبوك نفسه أصبح وسيلة لتداولها في مجاميع وصفحات خاصة.
سنناقش في البداية ثلاثة مصطلحات تقليدية ذات صلة بالخرافات، وهي التابعة، ومصطلح سيد أو سادة ومصطلح الكبسة (الچبسة). ثم سنتناول أبعاد الخرافة العراقية والتي تضم كل من تقمص التأثيرات، العلاج بالقذارة (العلاج المثلي)، البركات واللعنات، العلم الزائف، التعذيب والأذى المباشر، الطقوس السحرية، وأخيراً السموم. ثم سنذكر بعض الأرقام حول الخرافات التي تمت مناقشتها في هذا المقال وأخيراً سنذكر مقترحات لمواجهة الخرافات الشعبية الطبية في العراق.
من الجدير بالذكر أن الخرافات التي نناقشها في هذا المقال ورغم انتشارها إلا أنها تمثل عينة متطرفة في طبيعتها من الخرافات المتواجدة، لذا فإننا نركز على تحليل أسبابها بشكل رئيسي متخذينها عينة من مجموعة أكبر من الخرافات، لكن لا يمكن تعميم الاستنتاجات على كافة الخرافات العراقية.
الچبسة (العقم)
إحدى الحالات المرعبة للنساء العراقيات الناشئات في اوساط الخرافة هي الچبسة، وتعني كلمة چبسة (كبسة) (يلفظ الحرف چ باللهجة العراقية كما تلفظ ch بالانجليزية) ختم الشيء أو ضغطه أي أنه محكم الإغلاق نتيجة سبب قام بالكبس أو الضغط وهي تعني عدم الانجاب باختصار. السؤال عن الحمل يعد أمراً هاماً جداً والاجابة بالنفي تعد أمراً مخجلاً لكثير من النساء العراقيات، لكن الكبسة تختلف عن العقم التقليدي (الذي تقر بتأثيره كافة النساء مثل بلوغ سن اليأس) في أنها نابعة من أسباب سحرية.
التابعة
التابعة هي انثى لصنف من الكائنات الاسطورية (الجن)، وحيث لا يمكن رؤية تلك الكائنات او الشعور بها فهي وصفة جيدة لأي نوع من الخرافات كما أنها تضفي طابعاً مخيفاً للخرافة فهي مرادف للشبح الذي يصدق به الأطفال ولكن هذه المرة فإن للخرافة مصداقية دينية عالية رغم أن الدين الإسلامي لا يسهب بتفاصيل مثل (التابعة) ولم يذكرها مطلقاً. التابعة قد تسبب الكبسة للمرأة أو قد تمنعها من الزواج أو تتسبب بموت أطفالها، ووسائل ابعاد التابعة المزعومة هذه كثيرة ومنها ايقاد الشموع ثم دفنها، او اللجوء إلى السادة. كما يمكن ان تتسبب أشياء معينة بالتابعة مثل الاقتراب من القطط، بحسب الخرافات الشعبية العراقية.
السادة شفاء لكل شيء
السادة في العراق وبعض دول الخليج وإيران هم الأشخاص الذين يعود نسبهم إلى النبي محمد، ولدى المذهب الشيعي خاصة والمسلمين عامة، ينال هؤلاء أهمية كبيرة بل وقدسية أيضاً في بعض الأحيان. كما يستخدم نفس المصطلح لرجال الدين الشيعة الذين ينتهي نسبهم الى النبي محمد.
يتولى بعض السادة أنواعاً مختلفة من العلاجات القائمة على الخرافة والعلم الزائف فيقومون بتطبيقها أو ببيع المواد الخاصة بتلك الخرافات مستغلين دورهم المبارك الإضافي كأفضلية في تسويق الخرافات. من الأمثلة لما يقوم به السادة ضرب الوجه بنعل بلاستيكي لمعالجة شلل العصب الوجهي، ادعاء معالجة الأمراض المزمنة عبر الأعشاب والسحر والطلاسم، ومعالجة الكبسة والتابعة وما يتصل باللعنات بشكل عام. بالإضافة إلى ما يقوم به السادة من قراءة النصوص الدينية على المرضى بغرض شفاءهم وهذا لا يختص بالعراق وما حوله فقط، بل يعم في العالم الإسلامي بشكل أوسع تحت عنوان الرقية.
تقمص التأثيرات أو سحر الاتصال
يستند جزء كبير من الخرافات الشعبية العلاجية في العراق إلى مبدأ غريب في تقمص تأثير معين من شيء، الأمر ليس عشوائياً ويتنوع بين الحيوانات، البشر والاشياء. لو فكرت بشيء ما مثل المفتاح فكيف ستصفه؟ قد يكون حديدياً او فضياً، وقد يحمل احجام واشكال مختلفة، لكن وظيفته الأساسية هي فتح أشياء معينة كالابواب او الخزائن. في الخرافة العراقية نرى امرأة تنصح أخرى تأخر طفلها بالكلام بتدوير المفتاح داخل فمه. لا تستند هذه الفكرة لأي أساس منطقي على الإطلاق، بل هي فقط صورة تخيلية لعسر النطق بصفته باباً مغلقة تحتاج للفتح. سينتقل تأثير المفتاح وفق الخرافة ليساعد الطفل على النطق.
يصنف جيمس جورج فريزر صاحب كتاب (الغصن الذهبي – دراسة في السحر والدين) في الفصل الثالث مبادئ السحر إلى مبدأين أولهما قانون التشابه أو المحاكاة والذي ينص على أن فعل شيء على ما يحاكي الشخص المستهدف سيحققه، والثاني هو قانون الانتشار أو الاتصال، ونركز هنا على سحر الاتصال الذي قد ينطبق على أكثر من مبدأ من مبادئ الخرافات السائدة هنا. يعتبر فريزر سحر الاتصال نوعاً من سحر العدوى، وتكون العدوى هذه بين البشر، البشر والحيوانات، البشر والاشياء وهكذا. ويعرف فريزر السحر بأنه نظام زائف لقوانين الطبيعة لذا فهو بالنسبة لهؤلاء يمثل فناً للتعامل مع القوانين التي يتصورون أن العالم يسير وفقها.
في إحدى الخرافات نجد شرب ماء شرب منه البلبل كوسيلة لفك عقدة لسان الطفل الذي تأخر بالكلام. البلبل يستخدم في الأمثلة العراقية للإشارة إلى طلاقة الكلام فيقال (يحچي انجليزي بلبل) (يتكلم الإنجليزية كالبلبل). وهنا تدعو الخرافة لتقمص صفة البلبل هذه التي ستنتقل عبر الماء الذي شرب منه إلى الطفل في مفهوم سحري بدائي ينطبق عليه مفهوم سحر الاتصال.
يمكن وفق الخرافات هذه ان يتقمص الطفل صفات الأشياء ايضاً وفق الخرافات بسبب ما تأكله أمه فمثلاً يمكن ان تصبح عيون الطفل خضراء اذا ما اكلت أمه النبق، ويمكن أن يصبح لونه اسود لان امه اكلت الباذنجان ويمكن ان تحمل المرأة بتؤام اذا ما اكلت خيارتين متلاصقتين، وكذلك من الممكن ان تحمل اذا ما اكلت خصى الحيوانات (دلالة على الخصوبة)، والأكثر اثارة للقرف ان تأكل النساء قطعة اللحم المقطوعة اثناء عملية الختان لكي تصبح حاملاً. يمكن للطفل وفق الخرافات هذه أيضاً ان يصبح أصماً اذا ما ثقبت امه اذنها اثناء الحمل، وكأن العالم يدور بكتاب لتفسير الأحلام، كما يمكن ان يختم ببقعة سوداء على جبينه اذا خرجت امه خارج البيت اثناء كسوف الشمس.
تأثيرات تقمص الصفات وفق الخرافات هذه قد لا تكون مباشرة، فمثلاً تدعو احداهن لتعليق ملابس الطفل المصاب بجدري الماء في الحمام، على ان تكون من ملابسه المتسخة، وبذلك سيشفى الطفل. قد يرتبط هذا بالبخار والماء في الحمام فتنظف الملابس لينال الطفل ما نالته الملابس فيشفى. التأثير الغريب الآخر وغير المباشر هو ما تقوله احدى الخرافات لمعالجة نوبات الاختلاج الحروري التي تصيب الأطفال بوضع عباءة سوداء عليه اثناء النوبة، فهل سيتقمص الطفل شيئاً من صاحبة العباءة ليشفى؟
ولمواجهة اللعنة التي تصيب المرأة (الكبسة)، فإنها تنصح وفق الخرافة بإجراء معقد يتضمن سكب البول او التبول على موضع اعداد الطعام للمرأة التي سببت لها اللعنة، فهل هو نوع من الانتقام ام انه نوع من التأثير على تلك المرأة بلعنة مضادة للشفاء من لعنتها؟ وكذلك هناك خرافة أخرى تنصح بوضع حفاظات الدورة الشهرية للمرأة العقيم امام بيت امرأة تحمل بين كل عدة سنوات وفي ذلك إشارة لأخذ شيء من هذه المرأة ولكن ليس مباشرة عبر المرأة العقيم بل عبر حفاظات الدورة الشهرية! وهذا أيضاً قد يعد صنفاً من سحر الاتصال.
وأيضاً مع الكبسة (تقييد الحمل)، فإن المرأة يمكن ان (تكبس) اذا ما جالست عاقراً او حائض، او اذا وردت عليها امرأة شاركت في غسل ميت، وكذلك اذا ورد عليها شخص قادم من سفر طويل، او حتى اذا جالست عائلة طفل ميت.
الطفل يمكن ان يتقمص صفة الحيوان الذي يطلق عليه او الشيء الذي يطلق عليه، فمثلا تسميته وفق احدى الخرافات بـ (بزون) أي قط، تعني انه سينال 7 أرواح ولن يموت، وذلك للنساء اللواتي يتوفى اولادهن بعد الولادة. أو أن يسمى بتسمية مهينة مثل (زبالة) لينال تلك الصفة ويصبح غير مؤهل للحسد وينجو من حسد الناس وبالتالي ينجو ولا يموت.
ولا ندري ان كانت العلاجات القائمة على الطعم مستمدة من هذا المبدأ ام لا، لكن من الغريب ان عدة علاجات خرافية للسكري تستند على تناول شيء شديد المرارة مثل الزيتون النيء او الجعدة (خليط تقليدي مر جداً من الاعشاب)، فهل لأن المريض مصاب بالسكري (السكر حلو الطعم) فإنه يعالج بالمر؟
من الواضح أنه لا توجد أي آلية منطقية لانتقال الصفات او الامراض والحالات بالطريقة هذه، لكن لبعضها قد يكون هناك فائدة كانت ترجى في العصور القديمة ولكن الأمر يربط بشكل آخر. مثلاً الخوف من المسافر العائد من سفر طويل ويغلب عليه التعب، السفر من هذا النوع سواء في الماضي أو في يومنا هذا يؤدي بالشخص إلى الضعف وإلى مخالطة اقوام اخرين مما يزيد من احتمالية اصابته بالأمراض، وكما يرد في كتاب علم النفس التطوري لديفيد باس حيث يذكر أن الحذر من الغرباء قد يكون تكيف لتجنب ما يحملون من أمراض في الماضي، وهكذا قد يكون الأمر مع من غسل الأموات او شارك بغسلهم. لكن ماذا سنقول للطقوس التي تدعو لفتح عين الميت؟ الا يعرض ذلك المرأة لخطر الإصابة ببعض الامراض اذا كان الميت هذا متوفياً منذ عدة أيام مثلا وبدأت جثته بالتفسخ؟ أما الخوف من القطط، الحائض، العقيم، اغضاب الجن او غيرها من الخرافات فلا يبدو أن لها أي منطق سوى الفكر السحري، هي فقط ناتجة من فهم مغلوط كلياً لكيفية عمل العالم ولكيفية عمل جسم الانسان او كما وصفها صاحب الغصن الذهبي بالقوانين الزائفة لعمل العالم.
كغيرها من الخرافات العلاجية فإن هذا النوع من التأثيرات لا يخلو من ضرر وإن كان في بعض الأحيان يستند على التأثير غير المباشر، لكن شرب الطفل لماء متروك في الخارج تشرب من الحيوانات هو خطر كبير عليه للجراثيم التي قد تنقلها الحيوانات. الطقوس التي تتعلق بالمواد القذرة كالبول أيضاً خطيرة للغاية.
العلاج القذارة ومخلفات الحيوانات بين العلاج المثلي والتأثيرات الأخرى
أحد مبادئ العلاج المثلي (علم زائف) تنص على معالجة الشيء بالمسبب نفسه، فاذا كان هناك شيء قذر تسبب بمرض جلدي معين فإن نفس الشيء سيشفيه. تقترح خرافات شعبية كثيرة العلاج بالقذارة كنوع من المعالجة بنفس جنس المسبب. ظناً من هؤلاء أن الاوساخ هي سبب لأمراض معينة وأنها ستشفى اذا ما تعرضت لمثل تلك الاوساخ، ولكن في بعض الأحيان لا يبدو الامر متعلقاً بالأوساخ بل يبدو وكأن مفهوم القذارة والاوساخ في تلك الخرافات مختلف عما نراه اليوم.
من الأساليب المباشرة التي تقترح العلاج بالقذارة هي ما يتعلق بالأمراض الجلدية، والتي ينصح مروجو الخرافات الشعبية بمعالجتها بالبول، مياه المراحيض، مكانس وفرش تنظيف المراحيض، براز الحيوانات سواء الطيور أو الحيوانات الداجنة، الملابس الداخلية المتسخة، بول الحيوانات، يد متسخة، قطع متسخة من احشاء الحيوانات وغير ذلك.
براز العصافير مثلاً ينظر له في الثقافة العراقية على أنه غير نجس، وهنا تقترحه احدى الخرافات كعلاج لإحدى الحالات الجلدية.
البصاق هو الآخر له آثار كثيرة في التراث لدوره العلاجي. دينياً هو لا يعتبر نجساً وهناك نصوص دينية تتضمن وجود تأثيرات شفائية للبصاق من شخصيات ذات قدسية، فهل يمكن ان يعتبر طاهراً ويحمل بركات معينة للعلاج؟ تقترح احدى الخرافات البصاق على البطن في وقت الفجر لشفاءها مثلاً. يذكر محمد علي عطبوش في كتابه (الفكر السحري في الإسلام) (ص89) ممارسات سحرية كثيرة تتعلق بالبصق قبل وبعد الإسلام ولأغراض علاجية.
وأيضاً، يبدو أن ليد الأب وهو عائد من العمل بركة وتأثير ربما مبارك وربما يعود ذلك لبركة العمل، مما يجعل احدى الخرافات تقترحه كعلاج وشرط دون غسلها. وهكذا مع عطسة الحصان التي قد تراها الخرافات مباركة لانها قادمة من حيوان مفيد كالحصان، والتساؤل هنا كم ستطول متابعة تلك الراغبة بالزواج لاحد الحصن حتى يعطس عليها! يمكن تصنيف هاتين الخرافتين تحت فئة البركة وليس تحت فئة العلاج المثلي.
بول الطفل في احدى الخرافات لم يعامل على أنه مادة نجسة، بل وصف كعلاج يخلط مع النفثالين للتخلص من تقشر الجلد، وفي حالة أخرى تم نصح احدى النساء بأخذ بول الشخص الذي تعتقد انه تسبب بكبسها وبغسل ظهرها به هي وزوجها سوية لكي يتخلصوا من (الكبسة).
قد تبدو القذارات في فلسفة الخرافة العراقية كنوع من البصمة التي تمثل وجود الشخص ذاته أو بعد معين منه، فلماذا تقترح احدى الخرافات رمي حفاظات الدورة الشهرية لامرأة عقيم امام بيت امرأة أخرى ليست بالعقيم لكي تكتسب منها هذه الصفة؟ أو لماذا تقترح خرافة أخرى غسل الظهر ببول الشخص الذي سبب الكبسة؟
أما لحمة الختان وتناولها أو تناول خصى الحيوانات فهو ورغم كونه اجراء شديد القذارة لكنه قد لا يندرج تحت فئة العلاج المثلي، بل تحت فئة تقمص التأثيرات السابقة الذكر، حيث أن القطع من الجهاز التناسلي الذكري قد توحي بأنها ذات صلة بعملية الحمل والخصوبة ضمن الاساطير التي تفسر الوجود في تلك الخرافات.
أيضاً تقترح خرافة أخرى تناول كبد خروف يمشي عليه النمل وذلك لمعالجة الكبسة، فهل للكبد ذاته قدسية ومكانة هامة؟ أم للنمل؟ في الحالتين فإن الطريقة هذه شديدة الخطورة لاسيما وأن الكبد معرض للتلف بشدة فما بالنا اذا كان مرمياً حتى اجتمع عليه النمل؟ يمكن أن يعزى ذلك أيضاً للعلاج المثلي، ظناً أن عدم حمل المرأة يرتبط بأسباب تتعلق بالاتساخ.
نضيف لتلك الحالات البعد الديني في الترويج لتلك الخرافة، لاسيما تناول بول البعير بصفته علاج في بعض النصوص القديمة في الدين الإسلامي (أي أنه ليس بدعة او إضافة متأخرة)، وفي هذه الحالة يكون الموضوع أكبر خطورة وأكثر ضرراً وهو يقترح تناول بول البعير وليس سكبه او مسح الشيء به. كما يشير هذا الى قدم هذه الممارسات.
ويدخل البول تحديداً في عملية الاستدلال غير المنطقي التي تروج لها هذه الخرافات، حيث يُروج إلى أن الرغوة الناتجة من غلي بول المرأة تدل على جنس الجنين. لكن يصنف هذا الاجراء ضمن العلم الزائف.
من المستبعد أن يكون هناك أي بعد منطقي للعلاجات المعتمدة على القذارة والاوساخ، ففيها ضرر محض لما تحتويه من مواد سامة ومن جراثيم. كما أن من المستبعد أن يربط البدائيون بين طبيعة المعقمات مثلاً وبين شيء كالبول. توضح بعض الخرافات على لسان مروجيها ولمعالجة الحالات الجلدية أن سبب تلك الحالات هو الاتساخ والقذارة لذا فإن معالجتها يجب أن تتم بالوسيلة ذاتها. ويرجع هذا المبدأ لطب ابقراط الذي كان الطب الوحيد السائد والمنتشر في الشرق الأوسط والبلاد الإسلامية عموما حتى قبل 200 سنة، وبالتأكيد فإن لذلك تركة ثقيلة على معرفة الناس، فالمعرفة التقليدية هنا والحكمة التقليدية لا تتمثل إلا بهذه الخرافات.
بركة الحيوانات والأغذية وتأثيرها
من الاطلاع على الخرافات العلاجية التي راجعناها وجدنا أن عدداً كبيراً منها يفتقر لأي منطق لشرح الفائدة العلاجية من الشيء والروابط بين تلك الوسائل سوى بكونها تحتوي على بركة معينة ستساعد في شفاء المرض وهذه فرضية نفترضها بالنظر لتعلق الخرافات بأصناف معينة من الغذاء والحيوانات التي يستخدمها الناس عادة وتمثل صلب مصادر تغذيتهم. نذكر من تلك الحالات ذات الصلة ببركة الحيوانات:
خلط براز الخراف مع الثوم لمعالجة قرحة الفم.
فرك براز العصافير بالبثور الجلدية لمعالجتها.
السمن الحيواني: لمعالجة الفتق في الخصيتين، وقد يكون هناك بعد آخر لهذا العلاج يتعلق بكونه علماً زائفاً فحسب.
مرارة الخروف: لتحسين جودة الشعر.
الحليب: حليب المرأة لمعالجة التهاب العين، وبالإضافة الى ضرر هذا الاجراء فهو يوحي بتأثير البركة أو القدسية لحليب الأم. وكذلك حليب الماعز لمعالجة الفطريات.
كبد الخروف: اقترحت احدى الخرافات تناول كبد الخروف الذي يمشي عليه النمل لمعالجة (الكبسة).
الخنفساء: لمعالجة الامراض الجلدية تقترح احدى الخرافات مسح الخنفساء بالمكان المصاب.
دم الاضاحي: مقترح آخر من احدى الخرافات لمعالجة الصدفية.
جوف الحيوان: تقترح اكثر من خرافة معالجة أمراض الأطفال كارتفاع درجة الحرارة والاسهال عن طريق وضع الطفل في جوف الذبيحة، إدخاله واخراجه منها عدة مرات. ويعطي ذلك فكرة واضحة عن قدسية الذبيحة وتأثيرها المبارك على الطفل لشفاءه، وكذلك الحال مع دماء الاضاحي الموصوفة في النقطة السابقة.
الضب واحشاءه: تقترح احدى الخرافات تناول لسان الضب المنقوع بالماء لمدة ثلاثة أيام لمعالجة مرض السكري.
أما الخرافات المتعلقة ببركة الغذاء:
ما يتعلق بالتمر ومنه: نقع التمر أو نقع نوى التمر (بعدد معين) بالماء لمعالجة الامراض، كما أن وجود عدد للتمرات يعطي نظرة لبعد سحري في الموضوع، كما أن هناك بعد ديني في النص الديني الإسلامي الذي يقترح أكل سبع تمرات صباح كل يوم للنجاة من السحر.
الرز: منقوع الرز لتعجيل زواج الفتاة، وهذا تحديداً يخلو من أي تأثير منطقي ويرجح أثر البركة فحسب لا لأي تأثير كيميائي او بيولوجي كما أن منقوع الرز نفسه يستخدم بحسب احدى الخرافات في معالجة الحالات الجلدية.
حبوب القمح المسلوقة (الهريسة): لمعالجة الولادة المبكرة. من الواضح أن هذه الخرافة تسعى لاستمداد نوع من البركة من حبوب القمح، وهي تختلف عن حالات معالجة الأمراض الجلدية مثلاً والتي قد يتخيل مؤسسو الخرافة أنها تؤثر على الجلد بطريقة ما.
الثوم: من الصعب تحديد موضع الثوم في الخرافات الشعبية، هل هو علم زائف متداول أم أنه خرافة قائمة على بركات أغذية معينة ومواد معينة، ولكن بالنظر للانتشار الإقليمي والعالمي الكبير للثوم ودوره الزائف في علاج الحالات المختلفة فإننا نقترح ربطه بالعلم الزائف لا بالخرافات ذات الصلة ببركة الغذاء وقدسيته.
الفرضية الأولى التي نتبناها لتفسير هذه المعتقدات الشعبية هي فرضية القدسية والبركة، أي أن هذه المواد تعد مباركة في الثقافة الشعبية ولذا فإن لها تأثير شفائي أيضاً. نعرف جيداً من ثقافات عديدة تقديس الخبز مثلاً أو القمح، وهكذا يمكن إيجاد ادلة ثقافية كثيرة حول تقديس التمر مثلاً في بعض الثقافات العربية ومن ذلك ادلة دينية واضحة، هناك نص ديني مثلاً يدعو لطقوس مشابهة وتتضمن أكل 7 تمرات صباحاً تجنباً للسحر، إذا فالأمر له بعد واضح وصريح في الصلة بالقداسة والبركة والحماية من اللعنات. كذلك ينطبق الأمر على الحيوانات، فلماذا يكون وضع الطفل داخل احشاء الذبيحة أمراً داعياً للشفاء؟ أو المسح بدماء الاضاحي؟ يذكرنا هذا بطقوس الشعوب البدائية.
غير أن أكثر ما يعزز الرابط مع الحيوانات المنتجة للحم والحليب هو احدى الخرافات الداعية لمعالجة الطفل الذي يبكي كثيراً، حيث يتضمن الطقس وضع ثوب من أثواب الطفل على الخروف، ثم وضع الطفل على الخروف وهو يمشي. وعلاج آخر يقترح وضع الطفل داخل احشاء الحيوان المذبوح عدة مرات لشفاءه من حالات مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الاسهال.
أيضاً التأثير الغريب الآخر هو تأثير امتصاص الأمراض واللعنات من قبل بعض الحيوانات، مثل الخرافة التي تقترح ربط طائر اسود حي على بطن الشخص المصاب بالتهاب الكبد الفيروسي حتى يموت الطائر، فإذا مات الطائر شفي المرض وقد فوجئت بسماعي بتنوع آخر لهذه الخرافة في مصر وبطائر آخر، لكن الغرض هو التحقق من شفاء المرض. أو وضع طائر اصطادته افعى على بطن الفتاة المكبوسة فتذهب الكبسة منها. أو علاج آخر يتضمن قتل الكائن البحري السرطان وتعليقه باتجاه القبلة عدة أيام ليشفى المريض. أو قتل الخنفساء ووضعها في كيس قماش يربط بالطفل ليشفى من مرضه.
الفرضية الثانية حول تأثير تلك المواد أو على الأقل بعضها، هو أن الأشخاص الذين أوجدوا تلك الخرافات قاموا بإيجاد روابط غير صحيحة سلفاً بين أمراض معينة وبين تناول تلك المواد، وأن تلك المواد هي المواد الوحيدة الموجودة في قائمة الطعام والكائنات المحيطة بهم (لا نحصر الأمر بالمواد أعلاه فهي أمثلة فقط)، لذا فإن بعضاً منها قد يسند الى علاجات معينة. هذا النوع من الاشتقاق واستنباط العلاقات الخاطئة ما زال موجوداً حتى يومنا هذا في خرافات تنتشر بشكل مناطقي محدود وقد تختفي، قال لي أحد الأشخاص يوماً أن تناول الدجاج المشوي مع سلطة الشواء (تعرف عراقياً باسم الصاص) يعزز من القدرة الجنسية، كانت تلك الخرافة رائجة في نطاق ضيق من الأشخاص وصادرة من شخص واحد، فما المانع أن يكتب لغيرها النجاح وتمضي في ظل الجهل العام والمطبق في كيفية عمل الجسم وفي ظل التركة الثقيلة من الممارسات الشعبية الطبية الخاطئة.
اللعنات
مثلما أن هناك حيوانات داجنة ومواد تساعد على الشفاء عبر بركتها، فإن هناك ما يحدث العكس أي أنه يسبب لعنة، وللصدفة فإن تلك الحيوانات ليست بحيوانات منتجة بحسب الحالات القليلة التي نعرفها، وتدور تحديداً حول القط (المذموم في الخرافات العراقية). فالاقتراب من القطط بحسب احدى الخرافات يسبب الاقتران بالتابعة.
لكن العالم أكثر ظلاماً ورعباً لمن يعيشون بين تلك الخرافات والاساطير. ولا يتعلق الامر بالحيوانات بصورة رئيسية بل بأصناف معينة من البشر. المرأة حديثة الولادة (النفسة) مثلاً تعد مصدر خطر كبير بالنسبة للكثير من النساء لإصابتهم بخرافة الكبسة، وقد أسلفنا حول تأثير كل من العاقر، الحائض، المرأة التي غسلت ميتاً، المسافر، الطلاسم والسحر والفودو، أهل الطفل الميت وغير ذلك مما يسبب كبس المرأة أي حجب قدرتها على الحمل. وكذلك يمكن ان تسبب الأغذية بعض اللعنات كالباذنجان مثلاً عندما تنص الخرافة على أنه قد يجعل لون الطفل اسوداً.
العلم الزائف
يحتل العلم الزائف مكانة معينة في الخرافات العلاجية العراقية، ويمتاز عن بقية الخرافات بكونه يحمل طابعاً مختلفاً ويحمل دلالات زائفة على وجود فعالية مثبتة علمياً. يستشهد المروجون له بآراء طبية أو أفكار مغلوطة عن الجسم لكنهم لا يستندون الى جوانب روحانية بالضرورة ولا يستندون إلى أمور تخلو من الربط المنطقي مع كيفية عمل العالم، كما يمتاز بمواجهة حالات جديدة في بعض الأحيان حيث لم يسبق ان تناولتها وصفات العجائز او الموروث الطبي القديم لعدم معرفة تلك الحالات قديماً.
من الأمثلة على العلم الزائف في الخرافات هذه، تناول سمك الجري لمعالجة اضطرابات الغدة الدرقية، وقد يكون مصدر هذا الادعاء نابعاً من تأثيرات السمك المفيدة للجسم، والادعاء هذا يناقش حالة حديثة بالنسبة للخرافات التقليدية ولم تكن معروفة في وقتها.
من الممكن كذلك ادراج الكثير مما يتعلق بالثوم ضمن إطار العلم الزائف، حيث أن هناك فوائد فعلية للثوم ومثبتة علمياً، لكن ما يجري هو أن يتم توسيع هذه الفوائد والاضافة عليها. اما علاجات السكري فهي تفتقر لأي دليل منطقي لكنها تحاول معالجة حالة حديثة الاكتشاف وعبر مبدأ قائم على الجهل التام بعمل الجسم، حيث يقترح أكثر من علاج مواجهة السكري بمواد مرة، وكأن مبتكري تلك الخرافات فكروا بالطعم الحلو والسكر فاقترحوا معالجته بالمر.
اما علاج ضرب المصاب بشلل العصب الوجهي بالنعل البلاستيكي، فهو وإن كان لا يخلو من تأثيرات بركة السادة، غير أنه يحمل فكرة ذات صلة بوجود خلل في عصب وأن ذلك العصب يحتاج لصدمة معينة.
أيضاً خرافة معالجة الحروق بالحناء والبيض، قد تكون مستمدة من الترويج لمنتجات العناية بالبشرة والتي تتطرق لمختلف أنواع المواد الطبيعية ومنها البيض. والمنتجات هذه بذاتها لا تخلو من الخداع والتزييف، فما المانع أمام الجهلة من الترويج لعلاجات زائفة على نفس النهج؟ لكن الثمن هنا أكبر خطورة.
التعذيب والايذاء المباشر
تتضمن الكثير من الخرافات الشعبية العلاجية في العراق ايذاءاً مباشراً وتتنوع تلك الوسائل بين الحديث والقديم التقليدي. احدى تلك الوسائل هي الكي بالحرارة، ومن المؤسف أنها تطبق على الأطفال أيضاً. فضلاً عن الصعق بالكهرباء، الضرب، واحداث الجروح النازفة.
تتنوع أسباب هذه الخرافات فمثلاً يعرف الكي بالنار كعلاج تقليدي قديم في المنطقة العربية وهو مدون في الأشعار العربية القديمة (كما في معلقة النابغة الذبياني التي يذكر فيها كي الإبل). وكذلك يتواجد العلاج بالكي في الطب الصيني التقليدي. وتقترح الخرافات التي وجدناها الكي علاجاً لحالات متباينة ومتباعدة جداً مثل الشقيقة وارتفاع درجة الحرارة.
أما الكهرباء فهي حديثة نسبياً من الأساس لذا يصنف كعلم زائف حيث تقترح احدى الخرافات معالجة الربو (الذي هو حالة حديثة أيضاً بالنسبة للخرافات) بصعق الطفل بشكل مفاجئ دون أن يتحسب لذلك.
ونضيف لتلك الوسائل العض لمعالجة الشقيقة، واحداث الجروح النازفة وهو هنا يختلف عن الحجامة، رغم الاتفاق على المبدأ، حيث تحدث الجروح النازفة في الاذن مثلاً او في ظاهر الكف لمعالجة حالات مختلفة وغير ذات صلة مثل شق الاذن لمعالجة التهاب الكبد الفيروسي، فضلاً عن ثقب الاذن الذي تبدو الدوافع حوله مجهولة. لكن بشكل عام فإن احداث الجروح يرتبط مع الحجامة في المبدأ الباطل حول سحب الدم الفاسد.
ورغم أن بقية الوسائل تتضمن أيضاً الايذاء، غير أن هذه الوسائل التي تتضمن الضرب والصعق والحرق تمثل عنف وتعذيب واضح ومباشر وبالوسائل المستخدمة لذلك.
الطقوس السحرية
اوجدنا هذا التصنيف للخرافات الشعبية العلاجية للوسائل التي تفتقر لأي فلسفة مشابهة أو لأي صنف آخر من العلوم الزائفة او الخرافات الشائعة، ودون أي إمكانية لربط السلوكيات بأي شكل من الاشكال بالحالات التي يراد الوقاية منها أو معالجتها. وتتضمن الطلاسم بأنواعها، ودفن العقد والأكياس والطلاسم مع شعرات من الأشخاص المستهدفين أو صورهم بغرض ايذاءهم. لكن الطقوس هذه لا تستخدم في الايذاء فحسب بل في المعالجة.
تقترح احدى الخرافات دفن رأس نعجة ودق سبعة مسامير فيه للحماية من الحسد (الذي هو بحد ذاته خرافة). فيما تقترح خرافة أخرى لحماية الطفل اثناء غسله بوضع سبع مواد مختلفة من الأطعمة والاشياء، ونتساءل لماذا يجب أن تكون هناك حماية من عملية الاغتسال، يذكرنا هذا بالتشاؤم من الاغتسال والاعتقاد أنه يسبب الأمراض في الماضي، فقد يكون لهذه الخرافة صلة بذلك.
السموم
يحذر طبيب الأطفال العراقي الدكتور منذر العذاري من مادة مستخدمة في الطب الشعبي وهي الزرقيون (Cinnabar) والمتكونة من كبريتيد الزئبق وتسبب أضراراً كبيرة للجهاز الهضمي والكليتين بحسب الدكتور. والمادة بحسب الدكتور تستخدم من قبل الجهلة في العراق لشفاء الحروق والفطريات وتباع من قبل العطارين وتسبب تفاقما في الحالة ومضاعفات خطيرة.
من السموم المجهولة خلطة من المواد الكيمياوية توضع على مواضع الحرق، وتسبب المزيد من الألم لمن يعاني من الحرق فضلا عن الالتهابات التي قد تجعل من تحسن المنطقة المحترقة أمراً بالغ الصعوبة بل ومن المحال.
يوضح الرسم البياني أعلاه نوعية الفئات المستهدفة حيث يشير اللون الأصفر إلى المرضى بشكل عام ولحالات متنوعة، فيما يشير الأزرق الى الحالات التي تتعلق بالحامل وتدور حول الحمل مثل كشف جنس المولود ومعالجة الحالات التي تصيب الحامل أو الوسائل الخرافية التي تحدث الحمل. أما الحالات باللون الرمادي وهي تمثل 27% من الحالات فهي تتعلق بعلاجات مختلفة للنساء ويتمحور كثير منها حول عملية التكاثر أيضاً.
من الغريب أن النسبة الأكبر من الخرافات الشعبية الطبية تحاول حل مشاكل تتعلق بالتكاثر، ونعني بذلك كل ما يتعلق بالتقرب إلى الحبيب او جذبه، تعجيل الزواج، العقم، الحمل، الولادة وهي متداولة بشكل رئيسي بين النساء. نركز في هذا الرسم البياني على هذا الأمر بشكل أساسي لعدم الاطلاع على كافة الخرافات الموجودة. لكن الملاحظة الثانية ذات الصلة بالحالات، هي أن كثيراً من الخرافات تحاول مواجهة الحالات الجلدية أو الحالات المرضية التي يظهر فيها أثر معين على الجلد والتي كانت معروفة في الماضي مثل التهاب الكبد الفيروسي والذي يصاحبه تحول لون الجلد الى الأصفر حيث تهتم الخرافات الشعبية القديمة بما يعطي مظهراً واضحاً على الشخص سواء في الجلد أو في مظاهر الإعياء التي تبدو عليه.
مما ذكر يمكن أن نلخص الملاحظات الآتية حول الخرافات الشعبية الطبية في العراق:
تتعدد العلاجات لنفس المرض واستخدام نفس العلاج لأكثر من حالة: قد يبدو الأمر عشوائياً، فالثوم مثلاً يستخدم لحالات كثيرة غير مترابطة وكذلك الكي بالحرارة. لكن في الوقت نفسه نجد ان الخرافات تقترح أكثر من علاج لنفس المشكلة في إشارة بسيطة لا يدركها مجتمع الخرافة تدل على عدم فاعلية تلك الوسائل، ومنها مثلا استخدام العض والكي لمعالجة الشقيقة، فلو كان الكي ناجحاً لماذا سنحتاج الى وسيلة أخرى؟
- للدين تأثير ولكنه ليس كبيراً: ترتبط معظم الخرافات التي ذكرت بالمبادئ السحرية أو بمبادئ الطب المثلي أو تأثير تقمص التأثيرات (السحري أيضاً)، لكن للدين حضور ثانوي في مساندة تلك الخرافات ولا يبدو أنه يمثل عاملاً أساسياً في اعتمادها لكن ربما في تأسيسها في الماضي.
- للعلم الزائف تأثير لكنه ليس كبيراً: يعتمد مجتمع الخرافة كما يبدو على وصفات تبدو بالنسبة لمن يطبقونها أنها ستعمل، لكنهم لا يبحثون عن تبريرات وروابط مع آلية عمل الجسم. تتخذ بعض الخرافات طابع العلم الزائف وتبدو وكأنها صيغت لتلائم هيئة العلوم، لكن من ينشرونها لا يبالون بنشر تبريرات وتفسيرات فعلية لها
مقترحات لمواجهة الخرافة الطبية في العراق
يبدو أن التعليم يسير في مسار آخر غير ذو صلة بما يجري في دروب وأقبية الخرافات، فالجسم الذي نتعلم كيفية عمله في كتاب علم الأحياء ليس له صلة بالجسم والعالم السحري الذي يدور في فلكه الأشخاص المؤمنون بالخرافات رغم أن كثير منهم أكملوا الدراسة الجامعية. نقترح لذلك وضع المزيد من الملاحظات الطبية في كتب علم الاحياء للمراحل الدراسية المختلفة مقابل تقليص المادة العلمية حول الاحياء الأخرى. في نهاية الأمر أيهما أهم؟ البرامسيوم أم الحالات الخطرة التي تودي بحياة الأطفال، كثير من النساء يغادرن الدراسة للزواج والانجاب ولم يأخذوا ما يكفي من المعلومات حول صحة الطفل. قد يقول قائل أن الحل أن لا تتزوج تلك النسوة بشكل مبكر، لكن هذا هو الواقع.
منع مروجي الخرافات قانونياً. كثير من مروجي الخرافات يأخذون مساحتهم الكافية في الاعلام وفي فتح المراكز التي تعالج الناس بالخرافات دون أي رادع قانوني.
المزيد من الفاعلية في الصحافة العلمية: تنحو الصحافة العلمية العربية في أحيان كثيرة (ولا استثني العلوم الحقيقية) منحى يستهدف النخبة من المواضيع والقراء أو منحى يستهدف مواضيع الساعة بشكل عام. لكنها لا تتجه نحو تبسيط أساسيات عمل الجسم او دحض الخرافات الشائعة بهذا المستوى وبشكل فيديوهات مبسطة أو صوتيات. وهذا المقال سيكون انطلاقة لسلسلة من المواد التعليمية لمقاومة هذه الخرافات.
شكرا لجهودكم المبذولة…
❤
مرحباً,
مقدمة اجتماعية عظيمة لدراسة خصائص المجتمع العراقي بالنظر في مدى انتشار الخرافات السائدة حالياً, ولعل هذه المقدمة تعتبر استكمالاً لما بدأه عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي.
ولعلني لم ألحظ اسم كاتب المقال, فـ شكراً جزيلاً لك على طرح هذا الموضوع.
تحية طيبة