“ان اتحاد جينين قبل 7.8 مليون سنة كان الخطوة الأولى لإنتاج المورفين وغيره من المواد المخدرة“
جايسون دالي (موقع SMITHSONIAN). يشترك الأفيون، المورفين،الهيروين، الكودين والأدوية الصناعية الأخرى مثل هيدروكودون بشيء واحد رئيسي: أنها جميعاً مستمدة من الخشخاش المنوم (papaver somniferum) الزهرة الجميلة التي تزرع في الأجواء الرطبة. بينت ليزلي نيمو في مقالها على موقع LiveScience أن الباحثين قاموا بتحليل جينوم الخشخاش، ووجدوا أن سلسلة من الطفرات حدثت قبل 7 مليون سنة أعطت النبات قدرته على تهدئة الآلام.
وللتحقق من ذلك، قام فريق من الباحثين بترتيب 2.72 مليار زوج من القواعد النيتروجينية على 11 كروموسوم والتي تشكل معظم جينوم الخشخاش المنوم، حسب دراستهم التي نشروها في مجلة science. ثم قاموا بتحديد 15 جين والتي تنتج المورفين وغيره من المركبات ذات الصلة، مستخدمين تقنية تدعى “الساعة الجزيئية”، وبذلك تمكنوا من معرفة الزمن الذي حصلت فيه الطفرات.
حصل التطور الأول قبل أكثر من 110 مليون سنة عندما قام الخشخاش بصنع نسخة إضافية من كامل الجينوم الخاص به. ولا يعتبر هذا شيء غير طبيعي في عدة أنواع من النباتات. وبينما تبقى نسخة مستقرة نسبياً، يحصل للنسخة الثانية طفرات مهمة تعطي للنبات خصائص جديدة. ووفقاً لتصريح صحفي، أعطى الجينوم المكرر الخشخاش القابلية على إنتاج مركبات مختلفة تساعد على حمايته من المكروبات والآفات، وتجذب المزيد من الملقحات.
قبل أكثر من 7.8 مليون سنة، حصل دمج لجينين لتُجمع موادهما الكيميائية في جين واحد كبير (megagene) أطلق عليه اسم STORRوالذي يعتبر المسؤول عن المرحلة الأولى لتصنيع المورفين والكودين، وأوضحت ليزلي نيمو أنه بدون هذا الجين الكبير (STORR)، فإن الخشخاش سيحول مركبات الجينين إلى نوسكابين، وهو مادة كيميائية لا تحتوي على أي خواص لتسكين الآلام.
ولكن جين STORR لا يعمل بمفرده لانتاج المورفين، يبدو أن هناك عدد من الجينات تساعد في هذه العملية، متى، وأين، وكيف يقوم جين STORR بالارتباط بالجينات الأخرى لإنتاج مسكن قوي، هذا هو السؤال الغامض الذي يأمل الباحثون الإجابة عليه في دراسات مستقبلية.
حتى الآن، فإن امتلاك جينوم الخشخاش هو شيء مهم بالنسبة لمصنعي الأدوية. وقد أوضح ريان ماندلبام في مقاله على GIZMODO أنه على الرغم من الانتشار الواسع للمخدرات والذي يجعل الأمر يبدو وكأن العالم غارق في استخدامها، فأن هذا الأمر غير صحيح. تواجه العديد من الدول، لاسيما الدول غير الغربية، نقصاً في المورفين والمخدرات الأخرى لأغراض علاج المرضى في العيادات الطبية لذا فالعثور على طريق أسرع وأرخص لإنتاج هذه الأدوية يعتبر مفتاح أساسي للحل.
حالياً، تعتبر زراعة الخشخاش أفضل الطرق لإنتاجه، والذي يحصل في مزارع تمتد بطول 4500 ميل من تركيا إلى بورما. امتلاك جينوم الخشخاش قد يسمح للباحثين إنتاج سلالة جديدة منه تنمو بشكل أفضل في الحقول الزراعية. “كأي نوع من النباتات فإن الخشخاش عرضة للأمراض والفطريات” هذا ما قاله غراهام إلى كاثرين غامون في inside science “في المستقبل، يمكن أن نحصل على عائدات أعلى من الأدوية من خلال إنتاج محاصيل مقاومة للأمراض.”
المقال الأصلي:
Jason Daley, “Genome Reveals When Opium Poppy Became a Painkiller“, SEPTEMBER 4, 2018, SMITHSONIAN.COM