———————
ترجمة: آية أياد
تدقيق: محمد سعدي
تصميم بوستر: بهاء محمد
——————————

التسويف ( هو تأجيل الاعمال والمهام الى وقت لاحق/المترجم) والتهور هي صفات مترابطة وراثياً حيث يُعتقد أن الصفات تنطلق من أصول تطورية مماثلة, و وفقاً لبحث نشر في العلوم النفسية، مجلة لجمعية العلوم النفسية. حيث يشير البحث إلى أن الصفات الوراثية مرتبطة بقدرتنا على مواصلة النجاح وتزييف الأهداف.

“الجميع يمارس التسويف على الأقل في بعض الأحيان، ولكن إذا أردنا معرفة لماذا بعض الناس تمارس التسويف أكثر من غيرها، ولماذا يبدو المسوفين أكثر عرضة لفعل اشياء متهورة والتصرف دون تفكير “.

يوضح الباحث النفسي ومعد الدراسة Daniel Gustavson من جامعة Colorado Boulder”الاجابة على لماذا حالة المسوفين من شأنها أن تعطينا بعض الأفكار المثيرة للاهتمام عن ماهية التسويف، ولماذا يحدث، وكيفية الحد منه.”

من وجهة النظر التطورية، فإن أجدادنا كان عليهم طلب المكافآت الفورية عندما كان الحصول عليها في اليوم التالي غير مؤكد.

التسويف، من جهة أخرى، قد ظهر في الآونة الأخيرة من تاريخ البشرية. في العالم الحديث. نحن لدينا الكثير من الأهداف المتميزة للمستقبل البعيد التي يجب ان نكون مستعدين لها … عندما نكون متهورين ومرتبكين و خائفين من هذه الأهداف طويلة الامد غالباً ما نقوم بتسويفها (تاجيلها).

التفكير في الصفتين ضمن هذا السياق، يظهر أن من المنطقي أن يكون الأشخاص الذين يمارسون التسويف عادةً ما يكونوا متهورين للغاية. وقد أثبتت الكثير من الدراسات وجود علاقة بينهما لكن الغير واضح هو التأثيرات البيولوجية والبيئية على هذا الترابط بين الصفتين.

أفضل وسيلة لفهم سبب ارتباط هذه الصفات هو دراسة توائم الإنسان. حيث التوائم المتماثلة – الذين يشتركون 100٪ من جيناتهم – تميل إلى إظهار أوجه التشابه أكثر في السلوك من التوائم الغير متماثلة الذين يشتركون فقط في 50٪ من جيناتهم(تماما مثل أي أشقاء آخرين). استفاد الباحثون من هذا التباين الوراثي لمعرفة الأهمية النسبية للتأثيرات الجينية والبيئية على سلوك معين، مثل التسويف والتهور.

أخذ Gustavson و زملائه 181 أزواج من التوأم المتماثلة و166 أزواج من التوائم الغير متماثلة حيث العديد من الدراسات الاستقصائية كاملة تهدف إلى تحقيق اتجاهاتهم نحو التهور والتسويف، فضلاً عن قدرتهم على تحديد الأهداف والحفاظ عليها.

وجدوا أن التسويف هو من الصفات الموروثة، تماماً مثل التهور. وليس ذلك فحسب، فيبدو أن هناك تداخل وراثي كامل بين التسويف والتهور – وهذا هو، حيث لا توجد التأثيرات الوراثية التي هي فريدة من نوعها لصفة مستقلة وحدها.

النتيجة التي تحدث وراثياً، هي ان التسويف هو نتيجة ثانوية تطورية من التهور – والتي من المرجح أن تتجلى أكثر في العالم الحديث من عالم اجدادنا.

بالإضافة إلى ذلك، تتداخل أيضاً الصلة بين التسويف والتهور وراثياً مع القدرة على إدارة الأهداف، و تقديم الدعم لفكرة التأخير، واتخاذ القرارات والتهور، والفشل في تحقيق الأهداف كلها تنبع من أسس الوراثة المشتركة .

Gustavson وزملائه يحققون الآن كيف يرتبط التسويف والتهور بالقدرات المعرفية على مستوى أعلى، مثل المهام التنفيذية وهل هناك ترابط بين الموروثات المسؤولة عن التهور و التسويف مع صفات اخرى .

ويلخص Gustavson. “تعلم المزيد حول أسس التسويف قد يساعد على تطوير التدخلات لمنع ذلك، ويساعدنا على التغلب على النزعات المتأصلة لدينا ليشتت انتباهنا ونستمر في مسار العمل ،”

المصدر: http://www.sciencedaily.com/releases/2014/04/140407101718.htm