نشرت من قبل : دينس ونترمان في 25/ تموز /2013

 

ترجمة : فاطمة القريشي
____________________

 

يحب معظم الأطفال الأكل ولكن لبعضهم شهية لا تشبع وهذا يعني أنهم دائما يريدون الأكثر، مما يتسبب في مشاكل حقيقية للآباء والأمهات.

 

فكان حادث استثناءي ورئيسي قاد ايميلي لاكتشاف مدى شراهة شهية ابنتها البالغة من العمر أربع سنوات، والذي كان : “لقد كان فعلا الصباح باكر وسمعت تنبيه باب الفريزر يكاد ينفجر، فنزلت إلى المطبخ و وجدت ابنتي تتناول كعك البطاطس المجمدة مباشرة مبتدئه بالغلاف!!، نحن لا نحضر هذه الكعكات بعد الآن، فنحن لا نستطيع فعل هذا”.

 

“مازلت أتذكر كمية الجزر الهائلة التي كانت مدسوسة في جيب تنورتها وهي في الطريق لأول يوم لها في صف المسرح، وقالت لي أن هذا في حال ما شعرت بالجوع. إنها لحالة غريبة ومعقدة بان تكون أم لطفل لا يقاوم تناول الطعام “.

 

فعادة تتناول الطعام من قبل الأطفال أصبحت منتشرة في الأخبار ولأسباب عديدة، فقد أفيد عن وجود زيادة قدرها أربعة أضعاف في عدد الأطفال والمراهقين اللذين يزورون المستشفى بسبب ظروف مرتبطة بالسمنة عما كانت عليه في العقد الماضي. فيقول العلماء، الشهية تختلف من شخص لآخر.

 

“نحن كلنا مصممون لنكون متغيرون”، فيقول البروفيسور ستيفن بلوم، وهو خبير بدانة من امبريال كوليدج في لندن و الذي يدرس أنظمة تحكم الشهية في الجسم. “يمكنك أن تقول من الخارج إن كل شخص مختلف عن غيره، وهو كذلك بالفعل داخل أجسامنا.”

فعند نهاية كل قياس للوزن بإمكانك أن تحصل على نقيضين من الأطفال الذين يعتدلون في تناول طعامهم و الذين يريدون تناول الطعام تقريبا باستمرار.

 

على الرغم إلى ما يشيره الناس غالبا بأنه لا يعود دائما إلى العادات السيئة لتناول الطعام، فتقول ميشيل، وهذا ليس اسمها الحقيقي إن ابنها البالغ من العمر 11 سنة دائما جائع وان تنظيم حميته معقد ومرهق.

 

“ففي كثير من الأحيان تصاب بالإحباط والغضب مع طفلك لكونه جائعا جدا فيحصل طفلك على الإحباط والغضب معك، ولكن في حالتنا هذه لا أعتقد أن أي شخص أو أي شيء يقع عليه اللوم.

 

“لا يوجد شيء خاطئ مع ابني، لا حالة طبية ولا مشاكل مع الطعام. فهو جائع حقا، وليس شره . أنا لا ألوم نفسي كما أفعل كل ما بوسعي هو إطعامه طعام الصحي”.

“بامكنها أن تكون مرهقة، فعليك دائما مواكبة الأحداث . فأنت تحاول أن لا تعقد صفقة كبيرة كذلك لا تريد تطور مشاكل الطعام مع ابنك”.  مضيفة “انه ليس زائد الوزن حاليا لأنني مسيطرة على ما يأكله. و أحاول أيضا أن اعلمه على الطعام وفهم العواقب المترتبة على اتخاذ خيارات سيئة. لكنه لن يكون معي دائما في البيت ، وأنا فعلا قلقة حيال ما سيحدث في المستقبل “.

 

غالبا ما يصبح الوزن مشكلة للآباء والأمهات في مثل هكذا موقف. وهو كذلك بالنسبة لإيميلي، لكنها تقول أن ابنتها دائما تكون أكبر من أشقائها، وكذلك أكثر جوعا.

تقول أيضاً “إنها تغذت جيدا عندما كانت طفلة رضيعة، وكانت في كثير من الأحيان قريبة من الحد الأعلى لوزن الأطفال الرضع بينما وزن شقيقها الأكبر بالغ الصغر”.

 

” ليست المشكلة بانها تأكل، فقالت ان وجبة خفيفة من أصابع البازلاء الحلوة لاتشعرها بالسعادة كما لو كانت تأكل البسكويت مع طفل آخر. أنا صارمة وهي في بعض الأحيان كانت تصرخ وتشتكي ،ولكني كنت حازمة وإنها قد تعلمت ما هو المسموح به. ببساطة هي تحب الطعام “.

 

وعندما يكبر الأطفال، تمتد حياتهم إلى خارج المنزل ويصبح الصراع أكثر صعوبة.”ففي أسبوعها الأول في المدرسة كانت تطلع لثواني لوجبة المدرسة الرئيسية التي كانت تعطى لهم”، وتقول اميلي. “لقد كان علي تغيير تعبئة وجبات الغداء كما لو أنه السبيل الوحيد الذي يمكنني التحكم من خلاله في مقدار ما تأكله ونوعية الأكل .” ويجري البحث في كيفية السيطرة على البدانة .

 

“في الواقع نحن لا نعرف سوى القليل جدا، فالشهية شيء معقد للغاية”، وتقول صدف فاروقي، وهي أستاذ في التمثيل الغذائي والطب في جامعة كامبردج. وقالت إنها أيضا ترأس علم وراثة السمنة، حيث إن مجموعة من الأطباء والممرضات والعلماء وموظفي البحوث يعملون معا لفهم لماذا تحافظ بعض الناس على الوزن بسهولة أكثر من غيرها.

وقالت “ما نعرفه بالفعل هو وجود الموروثة، المكون الجيني للشهية، ولكنها تنظم أيضا من قبل البيئة والسلوك، من بين عدة أمور أخرى.” كما أن الطعم يأخذ بالحسبان، كما تقول. فيعرف العلماء أن كل تجارب الناس في التذوق ليست متشابهة، فبعض الأطعمة يمكن أن يكون طعمها لطيف لشخص ما وغير مستساغ لشخص آخر.

 

فيقول دعاة الصحة أن الآباء يتصلون بهم وهم قلقون بشان شهية أطفالهم الكبيرة ولكن في الكثير من الحالات يكون السلوك اللاواعي من الآباء والأمهات هو السبب. وهذا يتضمن عدة أمور منها تقديم وجبات طعام للأطفال كوجبات البالغين وفي صحون بحجم صحون البالغين.  و بعض الدعاة يتركون الأطفال يتناولون ما يريدون من الطعام لطالما هم يتمتعون بصحة جيدة، كما تشير الأدلة السريرية بطبيعة أكل الأطفال وفقا لشهيتهم.

 

“الأطفال عادة لا يأكلون ما تحتاجه أجسامهم” يقول فراي تام، الناطق باسم المنتدى الوطني للبدانة.  “إذا ما تركت الأطفال يتخذون قراراتهم بأنفسهم فإنهم سيتعلمون كيفية تنظيم الطعام،فإذا ما ازداد وزنهم عليك بزيادة التمرينات الرياضية اللازمة، فهي مسألة موازنة بين الطاقة المكتسبة والطاقة المستهلكة”.

 

ولكن بعض خلاف الآباء يسهم في المشكلة وقول مثل هكذا رأي يجعلهم يشعرون بالعزلة. “لقد اخبرني الناس بهذا من قبل”، ويقول ميشيل “فعندما يتعلق الأمر بابني لا اعتقد باني سأفكر ما هي القضية فقط، وإنما ما هو الطريق الذي أدى به لفعل هذا.” وفي نهاية المطاف يتجاوب الآباء مع آليات التعامل الخاصة بهم.

 

“لقد تحدثت مع زوجي، و توصلنا لقواعد أساسية وقمنا بتوضيحها لابنتنا “، وتقول اميلي. “نحن مسيطرين على الوضع في الوقت الحالي ولكننا نعلم بأننا سنواجه تحديات أكبر عندما تكبر ابنتنا”.

 

المصدر: http://www.bbc.co.uk/news/magazine-23404682