ترجمة : خالد العايدي

المواد ألمُستخدمة في خياطة ألاصابات أو الجروح و ألشقوق الجراحية قد تغيرت على مدى آلاف السنين، ولكن العملية الأساسية لخياطة الأنسجة لا تزال نفسها و لم تتغير . في القرن الحادي والعشرين، رغم ذلك، فأن الأسلوب قد أصبح في نهاية المطاف عتيق الطراز أو مهجوراً .

“الغُرز هي طريقة بسيطة جداً لأعادة الشخص الى وعيه مرة أخرى”، وفقاً لما ذكره أندرو سميث، أستاذ علم الأحياء في كلية إيثاكا. فَكرْ في ألامر: فأنت تقوم بخياطة قطعتين من الجلد معاً. رَكزت بحوث سميث على المواد الهلامية أو الجيلاتينية، وتحديداً المواد الهلامية التي تفرزها بعض الرخويات والقواقع. أنها المواد التي تساعد الرخويات على الالتصاق بالصخور التي تعصف بها الموجات أو الرياح أو البقاء ملتقصة بإحكام في الوقت التي تحاول فيه الطيور الجائعة الانقاض عليها و أفتراسها .

المواد اللاصقة الطبية الحالية محدودة . فعند ربط الشقوق الجراحية الداخلية على سبيل المثال، فأن الغُرز، و المشابك السلكية لا تزال هي الطريقة المُستخدمة لأن المواد اللاصقة ستفشل في نهاية المطاف بسبب كشف أو تعريض سوائل الجسم. ومع ذلك، فأن الغُرز و المشابك السلكية يُمكن أن تفشل أيضاً، مما يسفر عن تَسَرب(رَشَح) ومضاعفات أخرى .

المواد اللاصقة الحديثة تفشل أيضاً عندما يتعلق الأمر بخياطة الجروح الممزقة و لصقها معاً، وهي تعمل بشكل أفضل عندما يكون الجرح مستقيماً نسبياً ونظيفاً (وليس عميقاً جداً). عمل سميث مع الرخويات والقواقع، وعمل الآخرين في البحث حول الميكانيكة الحيوية للمخلوقات مثل بلح البحر (كائن بحري رخوي يعيش في المناطق الساحلية) والبرنقيل (محار أو حيوان مفصلي مائي من شعبة القشريات يعيش في المياه المالحة) يُمهِد الطريق لذلك اليوم في المستقبل غير البعيد جداً عندما يكون فيه الإبرة والخيط، أو المشبك السلكي مهملاً أو مهجوراً . مثل هكذا مادة هلامية من شأنها أن تصبح مادة لاصقة طبية مثالية، وفقاً لما قاله سميث. ” هذه المادة ستلتصق بالسطوح الرطبة، ومهما كان مقدار ألالتواء أو الانحناء الذي تعرضت له الأنسجة، فأن المادة الهلامية سوف تلتوي وتنحني معها. و بذلك لن يكون هناك تسرب (رَشَح)أو تندب ” .

السر في ألمادة الهلامية

هلام الحلزون و ألرخويات تعمل بصورة مثالية كمواد تشحيم أو تزييت لمساعدة الحيوانات على الانزلاق عبر الأسطح . كيميائياً، سميث يصف هذه المواد الهلامية بأنها “شبكة رقيقة معقدة أو متشابكة من البوليمرات” التي هي لا صلبة ولا سائلة . هو والطلبة الجامعيين الذين يساعدونه في البحث في مختبره يقومون بفحص و دراسة العمليات الكيميائية الداخلية و التي بواسطتها يقوم أي حيوان رخوي بتحويل المادة الزيتية الى مادة غروية قوية.

ما توصلوا اليه حتى الآن هو أن الأيونات المعدنية مثل الزنك، الكالسيوم، الحديد والنحاس تساعد على خلق روابط أو صلات قوية بين تلك البوليمرات، والتي تقوم بتقوية أو تصليب المادة الهلامية . أن هذه ألعملية سريعة جداً: وقال سميث أن جمع الرخويات يتطلب منه نفض ماهر لهذه الحيوانات في كيس من البلاستك مع قلم رصاص، قبل أن تدرك ما يحدث . وخلاف ذلك، فأن الحيوان الرخوي سوف يفرز مادته الهلامية الدفاعية وبالتالي فأن سميث سيكون غير قادر على جمعها.

ما إن أصبحت في الكيس، يتم جلب الرخويات إلى المختبر حيث تتلقى تدليك رقيق على الظهر أو المسند لحثها على الإفراز الدفاعي . ثم يتم جمع عينات من الغراء . يوفر ألحيوان الرخوي العادي حوالي 40-50 مليغرام، أو نصف حجم ممحاة قلم رصاص، وفقاً لما يقوله سميث. يتم تجميد العينات للتحليل في المستقبل، والرخويات يتم أعادتها إلى المسارات أو الاماكن التي تم جمعها فيها.

عن طريق كشف سر هذه المواد الهلامية لتلك الحيوانات ، سميث يرى أو يتوعد مستقبلاً يكون فيه الإبرة والخيط مهملاً أو مهجوراً في المستشفيات، والمكاتب الطبية، وحتى في ساحة المعركة.

المصدر :

http://www.sciencedaily.com/releases/2013/08/130813200909.htm