ترجمة: وسن ناصر. كخبير تمارين فسيولوجي وبروفيسور في علوم الصحة، غالبًا ما أتلقى أسئلة من الأصدقاء والعائلة حول كيفية تحفيز اللياقة البدنية وخسارة الوزن وتحسين الصحة. معظم الأحيان، يسعدني أن أشارك كل المعلومات الحديثة التي يمكنني الحصول عليها محاولًا المساعدة في فرز جميع التقارير الإعلامية المتناقضة حول هذه المواضيع. ورغم ذلك، يوجد سؤال واحد يُطرح عليَّ بشكلٍ مستمر اتمنى أن يختفي. حيث ينبع هذا السؤال من إشاعة بدأت قبل عدة سنين بيد أنها فعليًا بلا أساس علمي، إلا أنها مستمرة من جيلٍ للآخر…

“هل سيجازف طفلي بنموهِ إذا ما رفع/ رفعت الاثقال؟”

الإجابة على هذا السؤال هي “كلا” واضحة وبسيطة. في الماضي، اعتقد الناس أن الطفل إذا ما رفع شيئًا ثقيلًا (الحديد أو الأثقال) فإن ضغط الجاذبية سيؤذي نمو الصفائح الرخوة في نهايات عظامهم. ومن ثم تلتئم العظام قبل النضج مما يؤدي إلى توقف نموها. إن هذا ببساطة غير صحيح. اتفق على ضرورة تجنب الأطفال للأحمال القصوى (رفع الأثقال) ولكن تجنب جميع أشكال تدريب القوة كقاعدة عامة هو مجرد نتيجة عكسية.  

كما ترى، من الناحية الفسيولوجية فإن عضلاتك لن تعرف الفرق بين المقاومة المتولدة من تمرين القوة أو تلك المتولدة من عمل أو لعب عنيف. ستنقبض العضلة وتولد القوة لتواجه اي نوع من المقاومة. إذا ما قُدمت المقاومة بشكل سليم، وعلى اساسٍ منتظم وبالشدة المناسبة، ستستجيب العضلة بازديادها قوةً.

إذا كانت اسطورة التمرين هذه صحيحة، فإن الأطفال حول العالم كانوا ليعانوا من هذه الحالة الفظيعة. سيكون الأطفال الذين يقومون بأعمال منزلية شاقةٍ في مزرعة عوائلهم سيكونون صغار البنية؛ أما الأطفال الذين يمارسوا رياضات القوة المتفجرة للشباب فسيتوفقون عن النمو وكنا لنشرع قواعد صارمة حول سباقات الركض بسرعة كبيرة والركوب على الظهر وسباقات العجلات. تتطلب كل هذه الأنشطة جهدًا عضليًا مكثفًا، إلا أنها لا تعيق النمو.

في الواقع، يمكن للأطفال في المدرسة الابتدائية أن يرفعوا الاثقال بشكل آمنٍ وفعالٍ لتحسين الحالة الصحية وتعزيز القوة. نعم، بصراحة إن هذا الأمر جيد لهم! الشيء الأساسي الذي يجب أن يفهمه الآباء هو أن الطفل يجب أن يكون ناضجًا بشكل كافٍ ليتبع إرشادات الرفع الآمن ومتفرغ بدرجة كافية لمتابعة برنامج جيد التصميم والتنظيم. وبعبارة أخرى، يتحدد العمر الذي يمكن للطفل أن يبدأ فيه تدريب القوة بشكلٍ أكبر من خلال النضج النفسي للطفل مقابل عمره الزمني. يعد كل من الإشراف والتوجيه من العوامل المهمة للغاية أثناء تعلم الطفل هذه المهارة الجديدة.

وعليه، توقف عن القلق بشأن إعاقة نمو طفلك. تعرف على الحقائق حول كيفية إدخال تدريب القوة بأمان في الأنشطة الأسبوعية لطفلك. إذا أُجري التدريب بشكل صحيح، فهو آمن وممتع وفعال وسيساعد طفلك على تطوير المزيد من العضلات بالإضافة إلى تطوير عادات لياقة جيدة في المستقبل.

للحصول على لمحة موجزة عن هذا الموضوع من الكلية الأمريكية للطب الرياضي راجع الرابط.

المقال الأصلي:

Dr. Daniel G. Drury, Will your child stunt their growth if they lift weights?