الوحمة من أكثر المعتقدات الزائفة إنتشاراً هي مجرد ورم وعائي دموي.
ماهي الوحمة؟
تقول المعتقدات الشعبية الشائعة في العديد من البلدان المتحدثة بالعربية أنّ الوحمة هي نتيجة عدم تلبية شهوة الأم الحامل في تناول بعض المأكولات، ولذلك سمّيت أيضا بالشهوة. فإن رغبت المرأة الحامل في أكل شيء ما مهما كانت غرابته، يجب أن تتناوله فورا وإلا ظهر عيب خلقيّ في جسم الجنين.
بالطبع تلك ماهي إلا خرافات. المصطلح الطبي للوحمة هو: الورم الوعائيّ الدموي (Hemangioma) يمكن أن يولد بها الرضيع أو أن يظهر بعد أسابيع من الولادة. وهي مجموعة كثيفة من الأوعية الدموية المنضغطة معا في الجلد، يمكن أن تكون بارزة أو مسطحة أو أن توجد في الأعضاء الداخلية مثل الكبد والأمعاء والحنجرة.
يظهر الورم الوعائي في حوالي 10% من الأشخاص القوقازيّين بينما يكون أقل انتشارا في أعراق أخرى، وهو يصيب الإناث من 3 إلى 5 مرّات أكثر من الذكور، كما تكون أكثر شيوعا بالنسبة للرضع المولودين قبل أوانهم والتوائم. وتكون 80% من الأورام الوعائية الدموية موجودة على مستوى الوجه والرقبة أو الأطراف.
رغم كون هذا الورم حميدا، إلاّ أنّه ينصح بمراجعة الأطباء المختصين في حالة ما إن تغيّر لون الوحمة من البنيّ إلى لون داكن (أزرق أو أسود)، أو في حالة ازدياد حجمها بصفة ملفتة سريعة.
لم يتفّق العلماء بعد في الأسباب وراء ظهور الوحمات، وهو ما يساهم نوعا ما في استمرار الخرافات التي نسجت حولها. لكن وجدت مجموعة من العلماء من مخبر ستانفورد الجراحيّ للأطفال سنة 2007 أنّ لهرمون الأستروجين أهمية كبيرة في ظهور الأورام الوعائية الدموية. حيث اكتشفوا رابطا بين ارتفاع معدل الاستروجين في الدم بعد الولادة المرفوق بنقص تأكسج الأنسجة الرقيقة (Hypoxia) وظهور الوحمات.
لماذا إذا يرى الأشخاص أنّ الوحم يشبه فراولة أو عنقود عنب أو غيرها ممّا قد تكون الأم اشتهته أثناء حملها؟
في العادة، تكون الأورام الوعائية الدموية الموجودة على سطح الجلد ذات شكل يشبه شكل حبة الفراولة، لذلك يتم تسميتها أحيانًا ورم الفراولة الوعائي الدموي. بينما تكون تلك الموجودة تحت الجلد وكأنّها تورم ذو لون مائل للزرقة، تشبه في لونها لون العنب.
ظاهرة الباريدوليا أيضا قد تفسّر سبب رؤية وحمات في أشكال مأكولات مألوفة. الباريدوليا (Pareidolia) هي ظاهرة نفسية حيث يستجيب الأشخاص لمؤثر عشوائي مبهم بالاعتقاد أنّه قد يكون مهماً أو أنّه أمر مألوف. مثل تخيل صور للحيوانات في السحاب، أو رؤية وجه رجل في سطح القمر أو رؤية كلمات في الشجر أو الفواكه.
أيضاً إن كانت الأم اشتهت أكل مئات الأشياء فعند رؤيتها للورم ستقوم بتقريب صورته أكثر ما يمكن ليصبح شيئاً مشابهاً لاحداها.

 إعداد: أميرة كريمية