قانون الجذب العام : هناك اعتقاد حديث يرى انه بإمكان موقف ذهني معين أن يجذب أحداث ومواقف تكون على نفس الموجة. وبعبارة أخرى، ننجذب للناس اللذين يحملون أفكاراً و نوايا مماثلة لنا.  ظاهريا، يمكن للمرء أن يقول أن هناك حقيقة في ذلك. عموما، نحن نصاحب أولئك الذين يفكرون مثلنا ويشاطروننا قيمنا، ونتجنب الناس الذين يختلفون معنا في القضايا الهامة، والقيم التي تختلف اختلافا جذريا عن قيمنا. ومع ذلك، بضع ثوان من التأمل تظهر أن هذه القاعدة المزعومة خاطئة، وأنها لا تقدم حتى ظاهر الحقيقة. ( قانون الجذب العام هو أحد مرتكزات كتاب السر).

الباعة لا يجذبون الباعة. أنهم يجذبون المشترين ما لم يكونوا بصدد القيام بعمل تسويقي متعدد المستويات. الحالمين الكسالى لا يجذبون حالمين كسالى آخرين، ولكن محتالين بابتسامة غزل ووعود خلابة. الأشخاص الذين جعلتهم المعاناة عرضة للجرح لا يجذبون آخرين يعانون لدرجة أن يكونوا عرضة للخطر. أنهم يجذبون النسور ومصاصي الدماء الذين هم على أتم الاستعداد للاستفادة من بؤس الآخرين.

إذا كنتم تعتقدون أن الألم والجشع على حد سواء صفات سلبية وأن هذا المثال يؤكد قانون الجذب، فإن إختبار هذا القانون يعد أمراً مستحيلاً. قانون يتم تأكيده بما يتناقض معه بكل وضوح، لزج مثل ثعبان البحر، ولا معنى له. عندما لا تستقطب الطيبة الطيبة ، بل الاستياء، سيكون هناك دائما من من مؤيدي أفكار العصر الجديد (أفكار زائفة للعلاج النفسي والتنمية البشرية) ممن يرون أن الطيبة المعلنة في البداية لم تكن صادقة.

أحد أهم المروجين لهذا الاعتقاد يدعى جاري زوكاف (Gary Zukav)، الذي ألف كتاب “رقص العناصر”. فبحسب رأيه:

تجذب كل شخصية شخصيات أخرى إليها وهذه الشخصيات لديها نقاط مشتركة أو نقاط ضعف مماثلة. سمة الغضب تجذب سمة الغضب. سمة الجشع تجذب سمة الجشع. هذا هو قانون الجذب. السلبية تجذب السلبية، تماما كما الحب يجذب الحب. وعلى هذا المنوال، عالم الغاضب مليء  بالغاضبين، وعالم الشخص الجشع ملآن بأناس جشعة، والشخص المحب يعيش في عالم مليء بالمحبين.

ويبدو أن قانون الجذب العام المزعوم يجذب الكثيرين. إذ أنه يوحي بالسيطرة على الحياة الخاصة. كل ما علي القيام به هو تغيير موقفي ونواياي الخاصة، وسأجذب المال لي مثل المغناطيس (أو أفقد الوزن أو أي شيء آخر ارغب فيه). وإذا لم يفلح ذلك، سيكون هذا خطئي لأنني لم أغير حقا مواقفي ونواياي. إذا كنتم قد سمعتم هذا في مكان ما، ودون شك ستسمعونه من قبل المعالجين الدينيين. فهم يقولون هذا عن اولئك الذين لم يتمكنوا من الشفاء لأن إيمانهم لم يكن قوياً بما فيه الكفاية.

إذا كنتم تريدون النجاح في أي عمل، ضعوا خطة عمل وقائمة أهداف. رتبوا بنظام كافة المراحل الضرورية. حددوا كيف سيتم قياس نجاحكم في كل مرحلة. اشطبوا من قائمتكم كل ما يجعلكم تنتظرون بشكل سلبي ليتصرف شخص آخر قبل أن تتمكنوا من الاستمرار.

إذا لم تتمكنوا من تحقيق أهدافكم دون مساعدة، اختاروا أفضل عدد ممكن من الناس لمساعدتكم واهتموا لنصائحهم. ضعوا علامة على كل عنصر في القائمة بمجرد الانتهاء منه. إذا لم تتمكنوا من إكمال احد العناصر، لا داعي لإلقاء اللوم على الآخرين وابحثوا عن خطة بديلة قبل الانتقال إلى النقطة التالية. عندما تحققون كل أهدافكم، ضعوا قائمة أخرى وابدأوا من جديد. فتحقيق الهدف ليس أكثر ارضاءاً في العادة من الكفاح من أجل تحقيقه. فهناك أهداف لا تستحق العناء حقا. فمن الجيد لكم مراجعة أهدافكم بانتظام وتهذيبها قليلا.

وتذكروا: أي شخص يخبركم بأنه يملك سر الفرح والصحة والمال والحب والشباب وكل ما تبقى بصفة غير محدودة فهو كاذب مثل نازع الأسنان. من ينجذب لأناس من هذا القبيل؟ ليس بأناس مثلهم، ولكن أناس يريدون أن يكونوا مثلما يعتقدون ما يمثله هؤلاء، وهو ما يؤسف حقا.

المصدر:

http://www.sceptiques.qc.ca/dictionnaire/lawofattraction.html