ماذا يقول برجك اليوم؟

“قد لا تترك لك انشغالاتك اليوم مجالاً للراحة أو لاستعادة أنفاسك. يؤدي بك الوضع بالطبع إلى حالة من الإرهاق الجسدي الذي ينال بدوره من معنوياتك. قد تكون كثرة الأعمال المهنية هي مصدر تعبك، لكنه قد يكون أيضاً نتيجة تحمّلك لمسؤوليات عائلية ضاغطة”

 
هذا ما كتبته إحدى الصفحات المعنية بما يسمى بالأبراج الفلكية لأقناعك بما سيحدث لك اليوم. هل تصدق فعلاً ما قد كتب؟ لنتمعن قليلاً بالكلام أعلاه، أن كنت فعلاً مشغول ببعض الأمور المهمة فبالتأكيد لن يكون هناك وقت للراحة وسيعج يومك بالأشغال والمشاوير المهمة. وبالتالي فأنك ستعاني من بعض الإرهاق الجسدي، ثم بالطبع أن كانت لديك الكثير من المشاغل فسيكون مصدرها العمل أو المسؤوليات العائلية. يمكنني وصف الشخص الذي كتب هذا الهراء بأنه

” فسر الماء بعد الجهد بالماء “.

أنا لا أعلم بالضبط ما الأمر الجديد الذي قد جاء به هذا الكلام لصاحب البرج أعلاه. كيف يمكنك أن تصدق افتراضات عامة لا تمت بصلة لأي علم ولا تملك أي أثبات على صحتها؟ ما معنى أن تربط أحداث يومك بمجموعة أحجار تبعد مئات السنين الضوئية عنك؟ تلك الصخور فعلا لا تعرف شيء عن عملك وحياتك الاجتماعية ومشاكلك أو حتى انجازاتك، لماذا يعتقد الملايين من الأشخاص بأن حركة الكواكب والشمس والقمر والنجوم فعلا لها تأثير على أحداثهم اليومية؟ ما يستخدمه المنجمون في هراءهم هذا هو لا يتعدى كونه خرافات وافتراضات لا أساس لها. ثم أنهم حتى في افتراضاتهم هذه لا يتفقون، جرب أن تبحث عما يقوله برج الميزان في مجلتين مختلفتين بالطبع ستلاحظ الكثير من الاختلاف في الكلام المكتوب. ألا يدعي المنجمون بأن “خرافتهم علم”؟ لما لا يتفقون على المعلومات التي تنشر كل يوم؟ هناك 7 مليار شخص على وجه الأرض ولو أخذنا خمس مليون شخص ونسبناهم الى برج معين وقمنا بوضع تخمينات عما سيحدث على حياتهم اليومية، سنجد على الأقل مليون شخص قد أصابت تلك التخمينات على ما حدث لهم. وهذا بالفعل ما أستنتجه عالمان ألمانيان من جامعة جورج اوكست عن تجربة أٌجريت على مجموعة من التوائم حول توقعات الابراج التي نالت درجة صحة اقل مما ستناله توقعات الصدفة.

أنت مسؤول عن ما حدث لك وعما سيحدث، مارس ما تبقى من حياتك بأعمال مهمة قد تؤدي بك إلى اتخاذ قرارات مهمة بدلاً من أن تتوقف عن اتخاذ قراراتك بسبب خرافات التنجيم والدجل وتذكر تلك الصخور القابعة في السماء لا تعلم أي شي عن حياتك.

 

أعداد: نورس حسن

المصدر : http://real-sciences.com/?p=6335