بقلم: Shadi ZD
على الرّغم من شيوع هذا “العلم” وممارساته تحت مُسمّياتٍ كثيرة، وعلى الرّغم من إختباء المُبشّرين به وراء مصطلحات تبدو وكأنّها تعكس مضمونًا علميًّا حقيقيًّا.. إلاّ أنّ البرمجة اللّغويّة العصبيّة تعتبر علمًا زائفًا وغير مثمر عند جميع المجتمعات والمؤسّسات الأكاديميّة والعلميّة التي تحترم نفسها ومهنتها.
الإنتقادات العلميّة للبرمجة اللّغويّة العصبيّة ولتطبيقاها المتعدّدة كثيرة، ولا يُمكن حصرها في مقالة قصيرة هنا. ولكنّ خلاصة الأمر هو أنّ مؤيّدي هذا التيّار لم ينجحوا أبدًا في إثبات دعاواهم في سياق بحث علمي موضوعي ومتجرّد. كما أنّ المراجعات العلميّة المختلفة لكتاباتهم كشفت عن أخطاء واضحة تتعارض مع الدّعاوى التي يُقدّمونها للجمهور. هذه المراجعات أكّدت أنّ مجال البرمجة اللّغويّة العصبيّة مبتلى بخصائص كثيرة تجعله شبيهًا بالعلوم الزّائفة، مثل علم التّنجيم والشعوذة.
على سبيل المثال، توماس فيتكوفسكي، عالم النّفس البولندي المشهور، وفي مراجعة طويلة لكتابات ودعاوى التيّار، وصف البرمجة اللّغويّة العصبيّة على أنّها “تمثل علم زائف هرائي، والذي يجب إيقافه إلى الأبد.” الدكتور جاريث رودريج-دافيس، عالم النّفس في جامعة جلامورجان، وصف أيضًا تيار البرمجة اللغويّة العصبيّة بأنّه يخدع متّبعيه، لأنّه لا يُقدّم تفسيرات علميّة حقيقيّة على المستوى العصبي، كما أنّه يفتقر للأهليّة العلميّة. هذا بالإضافة إلى الحقيقة بأنّ التيّار يُستخدم الآن كمثال على العلوم الزّائفة في الجامعات الغربيّة في عدّة مواضيع مختلفة، في سياق تعليم الطلاّب قدرات التّفكير النّقدي.
البرمجة اللّغويّة العصبيّة انتقدت أيضًا مع غيرها من العلوم الزّائفة في جانب الممارسات العلاجيّة، إن كان على المستوى النّفسي أو الجسدي. في مراجعة علميّة في مجلّة طب الإدمان، صنّف جون ناكروس وغيره من العلماء البرمجة اللّغويّة العصبيّة في المرتبة رقم 7 ضمن أكثر السّبل فشلاً وفقدانًا للأهليّة في التّعامل مع مشاكل شرب المخدرات والكحول.
قبل أن ننهي، دعونا نذكر القارئ أنّ تصنيف تيّار فكري معيّن على أنّه غير علمي لا يعني أنّه ليس له فوائد أو أنّه لا يقدم الخير لبعض الأشخاص. مدرّبي البرمجة اللّغويّة العصبيّة قد يكونون أشخاصًا طيّبين ولديهم النيّة لمساعدة غيرهم، ولكن للأسف دعاواهم عن المكانة العلميّة لتيّارهم الفكري هي دعاوى أقلّ ما يُقال عنها هو أنّها مشكوكٌ في صحّتها، وهي في الغالب خاطئة. ولذلك نرجو الإنتباه والحذر.
وللمواطن العربي (إن كنت ذكرًا أو أنثى)، إذا كنت بحاجة إلى مساعدة عاجلة إن كان على الصّعيد النّفسي أو الجسدي، نرجو أن تتوجّه إلى الأطبّاء المختصّين.
المصدر (مقالة ويكيبيديا ستوجّه القارئ إلى جميع المصادر التي ذكرناها أعلاه):
http://en.wikipedia.org/wiki/Neuro-linguistic_programmin