ترجمة : حسن مازن و أحمد الوائلي 

الصورة للخلفية المايكروية الكونية , المربع على اليمين تكبير للمنطقة المحددة ملتقط بواسطة مرقاب بلانك وعلى اليسار بواسطة WAMP

قبل ان نقدم ترجمة الخبر نجد من المناسب ان نشير لبعض المفاهيم الاساسية التي تتعلق بالموضوع .
يعتقد العلماء بناء على نظرية الانفجار الكبير ان كوننا انبثق من نقطة متفردة شديدة الحرارة والكثافة قبل ما يقرب على 14 مليار عام ونتيجة هذا الانفجار فان كوننا لايزال يتمدد وحسب علاقة رياضية تعرف بقانون هابل للتمدد الكوني . ان قبول حقيقة الانفجار الكوني تحتم علينا القبول بنتائج غريبة , منها ان كوننا له افق لايمكن ان نشاهد شيئ خارجه . الحقيقة ان كوننا المرائي هو عبارة عن كرة نصف قطرها 44 سنة ضوئية تقريبا وهذا القياس لنصف القطر ناتج من حقيقة انه له من العمر 14 مليار من السنوات لذلك لايمكن للضوء ان ياتينا قبل ان يسافر مسافة زمنية اقل او تساوي من عمر كوننا وبحساب المسافة حسب قوانين هابل للتمدد الكوني فاننا نصل لتيجة ان الضوء لايمكنه ان ياتينا من مسافة تبعد عنا اكثر من 44 مليار سنة ضوئية وهو ما يسمى “افقنا الكوني” .
قد يعتقد البعض بعد قراءته لهذه المقدمة اننا نقع بنقطة المركز لكوننا . لكنه اعتقاد مغلوط حيث انه من اي مكان في الكون يستطيع الضوء ان ينتقل اليك من مسافة 44 سنة ضوئية فقط لا غير لذلك من الناحية العملية ليس لكوننا نقطة مركز محددة , كذلك قد يتسائل البعض : لكن اين حدث الانفجارالكبير بالضبط ؟ وهذا كذلك سؤال مغلوط لان الانفجار حدث بكل مكان حيث ان كل المادة والزمكان بكوننا كانت متجمعة بنقطة متفردة بمسافة متناهية الصغر وبتحدب لانهائي .
في الظروف الاولية للكون كان من الصعب على فوتونات الضوء ان تتحرك باريحية حيث كانت تعاني من اصدامات متكررة بالجسيمات التي تملاء الزمكان , ان اقدم فوتونات غادرت السجن الكوني اليوم نلتقطها كموجات مايكروية تعطينا فكرة عن ما كان عليه الكون بعد حدوث الانفجار الكبير بعدة الاف من السنين . من المتوقع ان تتوزع الخلفية الكونية بتجانس كبير اذا لم تؤثر بها جاذبية من نوع ما لكن دراسات على توزيع الخلفية المايكروية الكونية لاحظت انجذاب غريب وحركة بالحدود القصية لكوننا تدل على وجود جاذبية تؤثر على توزيع الخلفية المايكروية الكونية سميت بـ”التدفق المظلم” . هذا المقال المترجم يتحدث عن ادلة جديدة عن وجود هذا التدفق المظلم ويرجع سببه لوجود اكوان اخرى .
……………………………………………………………………………
هل كوننا واحد من مليارات الاكوان الاخرى؟
كشفت متابعة خارطة الاشعاع الكوني الملتقطة بواسطة مرقاب بلانك  عن ادلة جديدة تدعم وجود الاكوان المتعددة الاسبوع الفائت . الادعاء الجديد جاء بعد دراسة علماء الكونيات لبيانات الاشعاع الكوني التي وفرها المرقاب . حيث خلصوا الى وجود شذوذ لايمكن ان يكون الاناتج لجاذبية اكوان اخرى .
يقول البروفيسور جورج افستاتيو استاذ الفيزياء الفلكية في جامعة كامبردج “مثل هذه الفكرة قد تبدو فكرة غبية الآن تماما مثل فكرة الانفجار الكبير قبل ثلاثة اجيال , لكن بعد ذلك حصلنا على ادلة واصبحنا بفضلها ننظر للكون بطريقة مختلفة”
كان العلماء قد تنبؤوا بتوزيع متساوي للخلفية الاشعاعية في السماء لكن البيانات الجديدة تبين ان هنالك تركيز اكبر في النصف الجنوبي مما لايمكن للفيزياء الحالية تفسيره . يشار إلى إن لورا مرسيني هوتون الفيزيائية النظرية في جامعة كارولاينا الشمالية في تشابل هيل (Chapel Hill) و ريتشارد هولمان الاستاذ في جامعة كارنجي ميلون كانا قد تنبئا في العام 2005 بالشذوذ هذا وفسراه بانه ناتج من جاذبية اكوان اخرى . وستكون مرسيني هوتون في بريطانيا حيث من المتوقع ان يُعلن في مهرجان هاي في 31 مايو ايار وكذلك في جامعة اكسفورد في 11 يونيو حزيران ادلة على صحة فرضيتها .
د.مرسيني-هوتن تعتقد ان فرضيتها اثبتت من خلال بيانات مرقاب بلانك التي استخدمت لرسم خارطة للكون حينما كان يبلغ من العمر 380,000 وتقول “ان السبب بهذه الشذوذات في خارطة الاشعاع الكوني هو تاثير الجاذبية التي تتسبب بها اكوان اخرى ” وتضيف “ان هذه الشوذات تمثل اول الادلة الدامغة على وجود اكوان اخرى غير كوننا”
اما عالم الرياضيات بيتر ويت من جامعة كولمبيا فقد كان له رأي مغاير حيث كتب في مدونته يقول : في السنوات الاخيرة وردت كثير من الادعائات التي تزعم وجود ادلة على الاكوان المتعددة في خلفية الاشعاع المايكروية الكونية , وغالبا ما تقترن بالقول ان بيانات مرقاب بلانك ستقرر صحة هذه المسألة من عدمها , وقد تابعت التغطية الصحفية لاعلان النتائج الخاصة ببيانات مرقاب بلانك عن الخلفية المايكروية الكونية وكذلك الورقات البحثية الخاصة بالمشروع , للتأكد من صحة هذه المزاعم لكن لم ترد اشارات قوية على ذلك . ربما وجد القائمون على المشروع ان تلك المزاعم غريبة لدرجة لاتستحق ان ينظروا ما اذا كانت البيانات تدعمها ام لا . ويضيف ويت “الاستثناء كان بذكر ادلة عن التدفق المظلم” .
اما دفيفيد سبيرغل من جامعة برنستون فيرى انه اذ لم يكن هناك تدفق مظلم فان الحاجة لتفسيرات غريبة مثل وجود اكوان اخرى تعد منتفية . فيما تقول عضوة فريق مرقاب بلانك ايلينا بيرباولي من جامعة جنوب كالفورنيا : “ليس لدينا خيار الركون لتفسيرات بديلة”
التدفق المظلم يبدو وكانه مسلسل خيال علمي جديد , وهو موضوع مثير للجدل يتعلق بتوزيع المادة في كوننا واذا ما كانت تتاثر بما يقع خارج افقنا الكوني
من المفارقات الجميلة ان الخرائط التي تعود للقرون الوسطى تظهر تنين مرعب في نهاية الكون المعروف . اما اليوم فقد لاحظ العلماء حركة جديدة وغريبة في الحدود البعيدة جداً لكوننا المعروف رقعة كبيرة من عناقيد المجرات تتجه إلى نقطة كونية ساخنة ولا احد يعرف لماذا .
يعتبر علماء الكون الخلفية المايكروية الكونية – وهي ومضات الضوء المنبعث بعد 350000 من الانفجار الكبير- بمثابة الاطار المرجعي الكوني اي ان اي حركة على نطاق واسع يجب ان لاتُظهر اتجاه مفضل بالنسبة لها , في عام 2010 قام فرق من الباحثين يقوده الكسندر كاشلينسكي الباحث في ناسا (NASA) بدراسة للتدفق المظلم
يقول كاشلينسكي : ” هذا لَيسَ شيء شَرَعنا في العثور عليهِ , ولكن لايمكننا ان نجعلهُ يذهب بعيداً عن أيدينا” ويضيف “الان نستطيع ان نرى بأنه قد استمر لمسافات أكبر بكثير تُقدر بحوالي 2.5 مليار سنه ضوئية ! ”
يصف التدفق المظلم أمكانيه حركة مكونات المجرات بصورة غير عشوائية او الحركة بسُرع قياس فعلي (سُرعه القياس الفعلي هيَ مجموعه السرع التي تنبأ بها قانون هَبل Hubble Law بالاضافه الى السرع الصغيره والغير مُعرفة والتي تتدفق بأتجاه مُشترك , وفقاً للنماذج القياسية للكون ) .
أن الموجات الميكرويه التي تصلنا لتصف لنا حركه عناقيد المجرات السحيقة وبزمن مبكر جدا ينبغي ان توزع بشكل عشوائي في جميع الاتجاهات , ومع ذلك , فأنه بتحليل بيانات مشروع WMAP   ولمده ثلاث سنوات بأستخدام تاثير سينيف-زيلدوفيتش Sunyaev – Zel’dovich effect استطاع مُعدوا الدراسه ان يعثروا على دليل على وجود تماسك بشكل مُدهش بتدفق الكتل نحو التصحيح 20 درجه بين قنطورس و فيلا (Centaurus & Vela ) .
وقد لوحظ ان مجموعات العناقيد تظهر وكأنها تتحرك على طول خط يمتد من نظامنا الشمسي نحوَ (قنطورس / هايدرا ) Centurus \ Hydra . ولكن لايمكن للفريق ان يستبعد ” حتى الان ” وجود تدفق معاكس .
وأضاف كاشلينسكي ” لقد أكتشفنا الحركه على طول هذا المحور , الا ان البيانات التي نمتلكها لاتُسعفُنا ان نقول وبقوه ما اذا كانت المجموعات تسير بأتجاه معين جيئةً او ذهاباً .. ”
وبالرغم من ان الدراسه قد شملت بُقعه ذات نطاق واسع , لكن العلماء وحفاظاً على ستراتيجية الفيزياء الفلكية بتسمية كل ما لم يتم فهمه كاملا بالـ”مظلم ” . اطلقوا على هذه الحركه الغريبة ( التدفق المظلم ) .
ان انبعاثات الاشعة السينية داخل عناقيد المجرات تعمل على نثر الفوتونات من الموجات الميكروية للخلفيه الكونية وذلك لان عناقيد المجرات لا تتبع التوسع ” بدقة ” في الفضاء. وبأمكان موجات الفوتونات هذهِ ان تُغير طريقة حركة كُل عنقود , وهذهِ التحولات الدقيقة لدرجة الحرارة يسميها الفلكيون تأثير سينيف- زيلوفيتش ( Sunyaev – Zel”dovich KSZ effect ). وهذه التحولات جدا صغيرة بحيث انها لم تُلاحظ أبدا في عنقود مجري منفرد .
ولكن في عام 2000 أثبت كاشلينسكي مشاركة مع فرنانداو أوتريو بارانديلا (Fernando Atrio-Barandela) من جامعه سالامنكا في اسبانيا . انهُ كان من الممُكن ايجاد اشارة خفية من الضوضاء من خلال دراسة اعداد كبيره من المجموعات .
وفي عام 2008 وبوجود بيانات لـ 700 مجموعة تم تجميعها من قبل أبيلينج هارالد في جامعه هاواي , ساعد ذلك الباحثون على ان يطلقوا البيانات المجموعة على مدى ثلاث سنوات وهذهِ كانت اول لحظات كشف الغموض .
الدراسات الجديده مبنية على سابقتها وذلك باستخدام نتائج خمس سنوات من نتائج WMAP أضافة الى مضاعفة عدد مجموعات المجرات المدروسة ..
وقد قال أبيلينج ” ان هذا المشروع يتطلب متابعه لانهُ كبير بمعنى الكلمة لانهُ يحتاج الى تيليسكوب لقياس المسافه الى كل مجموعة , ناهيك عن السنوات اللازمه للعثور على هذهِ النُظم في المقام الاول ”
ووفقاً لـ لأوتريو برانديلا الذي يُركز على فِهم الاخطاء المُحتمله في تحليل الفريق ” قدمت الدراسات الجديده ادلة حقيقية وقوية جداً تدعم وجود تدفق مُظلم حقيقي .. على سبيل المثال ( المجموعات المشعة في موجات الاشعة السينية على القدر الاعظم من جزيئات الغاز الساخنه التي تشوه الفوتونات ) وتعرض المجموعات تدفقات قويه لاثر سينيف- زيلوفيتش , لهذا فمن غير المرجح ان يكون التدفق المظلم مجرد حظ ! ”
الباحثون يعملون حاليا على توسيع النطاق التسويقي من اجل تعقب التفق المظلم لحوالي ضعف المسافه الحاليه حيث ان نَمذَجة الغاز الساخن داخل العناقيد سوف تساعد في تحسين سرعة , ومحور واتجاه حركة العناقيد .
الخطط المستقبلية تعمل على اختيار احدث النتائج المكتشفه من WMAP إضافه الى اكتشافات بعثة وكاله الفضاء الاوربيه ( عملية بلانك ) .
والشيء الرائع في هذهِ الاكتشافات انها وضعت مجموعه جديده من الفروض على الطاولة , حتى لو كانت تتحمل نسبه من الخطأ , هيَ اعظم الطرق للنهوض بالعلم وفِهمنا لكل شيء . و أحد التفسيرات التي قُدمت بالفعل هوَ أن كوننا قد خضع لفترة من التضخم الجامح في وقت مبكر من وجوده , لذلك نحنُ نُفكر في كُل شيء . الحقيقة نحن بالنسبة لكوننا اشبه بزاوية تحت اريكة جلدية لذلك سيكون من المذهل ان نستكشفها بتواضع .

رابط المقال الاصلي :

http://www.dailygalaxy.com/my_weblog/2013/06/the-dark-flow-the-existence-of-other-universes-new-claims-of-hard-evidence.html