حدث في السنوات الأخيرة الماضية أكثر من حالة رصد لجسم غريب من قبل الأمريكان. وقد أثار ذلك الخيال الخصب للناس هناك حول الصحون الطائرة والفضائيين، تحديداً أحد هذه الفيديوهات غير الواضحة تماماً والذي كان مرفقاً بتعليق غير واضح للطيار. بالنسبة للمؤمنين بوجود الفضائيين بالقرب منا يعد فيديو كهذا غيض من فيض لو قورن بما لديهم من مزاعم وافتراضات حول زيارات الفضائيين للأرض وتواجدهم وتأثيرهم بل وربما كان موقعنا هذا تابعاً للفضائيين وهو يغطي على الأمر فقط! وليس هناك من مشكلة مع هؤلاء سوى افتقارهم للدليل.

في أواخر يونيو 2021 أصدرت الحكومة الأمريكية وتحديداً مكتب مدير الأمن القومي (Office of the director of national intelligence) تقريراً حول جميع “الأجسام الطائرة التي لم يمكن أن يتم التعرف عليها فورياً” التي تم رصدها بين الأعوام 2004 و2021. ولو يرفض أصحاب المؤامرة التقرير لأنه صادر من الحكومة الأمريكية، فليس لهم الحق في ذلك، طالما أنهم يعتمدون في ادعاءاتهم أساساً على ما تنشره الحكومة الأمريكية.

مبدئياً لا يعتبر اعتباطياً تقرير الحكومة وبحثها في الموضوع ووجود تقارير خاصة حول “الأجسام الطائرة التي لا يمكن التعرف عليها بشكل فوري”. بل تراقب الحكومة الأمريكية هذا الأمر لضرورته وخطورته في رحلات الطيران المدنية والعسكرية. الغرض الأساسي من الإبلاغ عن هذه الأجسام هو لضررها على الطيران، قد يلغي أحد الطيارين رحلته إذا كان هناك بالون من نوع معين في طريقه، او اذا كان هناك جسم معدني ساقط من طائرة ذات ارتفاع اعلى، أو حتى لو حصل على تقرير خاطئ من رادار ما بأن هناك جسم طائر.

أهم ما ذكر في التقرير أن أغلب ما تم رصده مصنف ضمن التصنيفات الآتية:

  • الأجسام العشوائية في الجو: الطيور، البالونات، الطائرات غير المأهولة، اجسام ساقطة من الطائرات كالأكياس البلاستيكية والتي تشوش على الراصد وتعرقل قدرته على رؤية الأجسام الحقيقية.
  • الظواهر الطبيعية: بلورات الثلج في الهواء، الرطوبة، التغيرات الحرارية التي قد تسجل في بعض أجهزة الرصد القائمة على الأشعة تحت الحمراء.
  • بعض ما يُنسب للبرامج البحثية أو الصناعية الأمريكية.
  • الأجسام العائدة لدول معادية للولايات المتحدة كروسيا والصين أو لدول أخرى أو لمؤسسات غير حكومية.

في حالات محدودة تم الإبلاغ عن طيران غير معروف الخصائص، لكن غالباً فإن سبب ذلك كان اخطاءاً في حساسات الكاميرات، تلاعب، او سوء فهم الراصد لما يرى. وبشكل عام فإن محدودية البيانات وضوحها يتركان الكثير من الأجسام دون تفسير.

نظراً الى انتشار الشائعات عن الفضائيين في الولايات المتحدة فقد لاحظ التقرير أن معظم التقارير تأتي من الولايات المتحدة، وهو انحياز في جمع التقارير كما يصطلح عليه التقرير. يذكرنا هذا بالكثير من الاعتقادات التي يتكلم الناس عن حدوث أشياء ذات صلة بها في مناطق معينة حيث تنتشر تلك الاعتقادات، مثلا يتكلم سكان بعض المناطق عن حلول شخص بروح شخص آخر ونسخ ذكرياته في المناطق التي يؤمن الناس بها بتناسخ الأرواح لكن ذلك لا يحدث في مكان آخر. كما يتكلم الناس عن حوادث لسوء الحظ حدثت مع من مروا بقطة سوداء أو لمن خرجوا والقمر مكتمل أو لمن اشترى شيئاً في يوم عاشوراء (يوم ذو دلالات دينية متعددة لدى المسلمين) فقط في الأماكن التي يؤمن الناس بها باعتقادات معينة لكن ليس في أي مكان آخر.

الظاهرة الثانية التي تسببها اعتقادات الناس هي خوف الموظفين من الوصمة الاجتماعية التي ترتبط بموضوع رصد الأجسام غير المعروفة وهذا بدوره يعرقل إبلاغ الراصدين عما يرون. وبالتالي تضعف مراقبة الأجسام التي قد تسبب ضرراً للطيران المدني أو العسكري. يمكن أن لا يبلغ الشخص عن جسم معين يراه لأنه يخشى أن يُحسب على تلك الفئة التي تروج للفضائيين. مع ذلك فقد أوضح التقرير أن الإدارة تحاول دائماً إيضاح خطورة وأهمية الموضوع وضرورة الإبلاغ عنه من قبل الجهات المختصة بالرصد الجوي.

من المسببات الرئيسية لأكثر طريقة يتم بها رصد الأجسام بشكل خاطئ هي أخطاء الرادارات والحساسات المختلفة هو أن هذه الحساسات الخاصة بالمراقبة أعدت لأغراض أخرى ولم يتم إعدادها لكي ترصد أجساماً غير معروفة مختلفة التصنيفات فهي قد تكون مصنوعة لرصد الطائرات المعادية أو الصواريخ أو لرصد بعض الظواهر في الفضاء فكيف ستتعامل مع كيس طائر مثلا؟

ينص التقرير أن الهدف بعيد الأمد لعملية الرصد هذه هو بإنشاء خوارزميات تعلم آلي تصنف هذه الأجسام وبالتالي فإنها الأجسام التي يصعب تمييزها بشكل فوري تصبح جزءاً من عملية الرصد سواء كانت أكياس أو أخطاء في القياس والرصد أو طيور أو أي صنف آخر.

رابط التقرير