ادناه أقتباس من كتاب (كون من لا شيء – لورانس كراوس)، يتكلم عن طرق الكشف عن المادة المعتمة. فالمادة المعتمة لا تتفاعل بنفس تفاعلات المادة المرئية، وبذلك يكون الكشف عنها صعب جدا ويتطلب ضروف خاصة جدا.

“تجري التجارب في المناجم و الأنفاق تحت الأرض … لماذا. لأن كل أنواع الأشعة الكونية من أشعة الشمس إلى أشعة أجسام بعيدة ترشقنا بانتظام على كوكب الأرض. وبما أن المادة المعتمة، كما يبدو من اسمها ذاته، لا تتفاعل تفاعلاً كهرومغناطيسياً لتصدر ضوءاً، فقد أفترضنا أن تفاعلاتها مع المواد العادية كما يبدو ضعيفة للغاية، وبالتالي يصعب أن نرصدها. وحتى لو رشقتنا ملايين الجزيئات من المادة المعتمة يوميا، فأن معظمها سوف يعبر كوكب الأرض، دون أن “تعرف” حتى اننا هنا، ومن دون أن نلاحظها. وعليه، لو أردت أن ترصد تأثيرات الاستثناءات النادرة جدا لهذا القانون؛ ذرات المادة التي ترتد بعد ارتطامها بجزيئات المادة المعتمة؛ فإن من الأفضل أن تستعد لرصد كل حدث نادر وغير نظامي الحدوث. وسوف تكون محميا حماية كافية تحت الأرض من أن ترشقك الأشعة الكونية فحسب، حتى وإن كان ذلك نظرياً.

من ناحية ثانيةن اثناء كتابتي هذه، يبزغ احتمال مثير للجدل بالمقدار نفسه. بدا مصادم الهيدرونات الكبير (LHC) خارج جنيف، سويسرا، في العمل للتو، ويعد أضخم معجل جزيئات واقواها. لكن لدينا العديد من الأسباب، لكي نعتقد أنه في حالة الطاقات العالية جدا حيث تتحطم البروتونات معا في الجهاز، سوف يعاد خلق ظروف مشابهة لتلك التي كانت موجودة أثناء بداية الكون، ولو على مستوى المناطق الصغيرة ميكروسكوبيا. ففي هذه المناطق قد تنتج الان تفاعلات نفسها التي أنتجت في البداية ما هو الآن جزيئات المادة المعتمة خلال بداية الكون المبكرة، والتي تنتج جزيئات مشابهة في المعمل! إذن هنالك سباق كبير يجري، من سوف يرصد جزيئات المادة المعتمة أولاً: التجارب تحت الأرضية أم التجريبيون في مصادم الهدرونات؟ إن الأخبار الجيدة هي أنه إذا ما فاز أحدهم لن يكون هنالك خاسر، بل سنفوز جميعاًـ بأن نعلم ماهية المادة النهائية للمادة المعتمة فعلاً.”

 

المصدر: كتاب (كون من لا شيء – لورانس كراوس)