ترجمة : Alan Hammet

يساهم تطبيق التحليل العلمي المستخدم من قبل علماء الأحياء, في إبراز مفاهيم جديدة حول أصل و تطور  الحكايات الشعبية كحكاية ذات الرداء الأحمر(ليلى و الذئب) و لتكوين شجرة تطورية لمخطط الحياة الإنسانية.

يوضح الدكتور جامي طهراني، عالم الأنثروبولوجيا في جامعة دورهام، كيف تتشارك حكاية ذات الرداء الأحمر بوجود أصل مشترك و قديم مع حكاية شعبية أخرى معروفة عالمياً، وهي حكاية (الذئب و الصغار ) على الرغم من كَون كلا القصتين مختلفتين عن بعضهما في الوقت الحاضر.

و يُشبه الدكتور طهراني مسألة الإشتراك في الأصل بين الحكايات الشعبية، بالسلف المشترك بين الإنسان و القردة الأخرى، إذا يتشارك الإثنان بوجود سلف مشترك واحد، و لكن  تطور كل منهما بشكلٍ أدى إلى وجود أنواع متميزة عن بعضها.و توصل الدكتور طهراني إلى أن حكاية الذئب و الصغار نشات على الأرجح في القرن الأول بعد الميلاد و تفرعت عنها حكاية ذات الرداء الأحمر بعد عشرة قرون.

تدور  أحداث حكاية الذئب و الصغار, و هي حكاية شعبية معروفة في الشرق الأوسط و أوربا حول ذئب يقوم بإحتجاز الجدة الماعز و إلتهام صغارها, بينما تدور أحداث حكاية ذات الرداء الأحمر حول ذئب يقوم بإلتهام فتاة صغيرة بعد أن يحبس جدتها،و للقصة صور مختلفة شائعة في أفريقيا و اليابان، كحكاية (الجدة النمر) المعروفة في كوريا و اليابان.

حكاية ذات الرداء الأحمر، التي رواها الأخوان غرم Brothers Grimm قبل 200 سنة مبنية على قصة تعود لأوائل القرن السابع عشر لفرينجمان تشارلس بيرولت، و هذه الاخيرة مشتقة من نمط روائي قديم للقصص في فرنسا و النمسا و شمال إيطاليا.

أخضع الدكتور طهراني 58 من المُتغيرات  variants في الحكايات الشعبية،لنوع التحاليل* يُستخدم غالبا من قبل علماء الأحياء، لفرز الكائنات الحية المتقاربة بدرجة كبيرة من اجل تكوين مخطط لشجرة الحياة يتم فيه تحديد الفروع المختلفة لتطور الكائنات الحية من كائنات أخرى أقدم.و كذلك تم تركيز التحليل على 72 متغير في إسلوب سرد الأحداث، كشخصية البطل في القصة و هل هو رجل أم إمرأة,طفل أو مجموعة من الأخوة، بالإضافة  إلى ماهية شخصية الشرير في القصة، هل هو غول أو ذئب أو نمر أو كائن آخر، و ما هي الخدعة التي يستخدمها الشرير لخداع الضحايا و مصير الضحية سواء كان قد أكله الشرير أو هرب أو تم إنقاذه.

يتضمن التحليل كذلك، عملية تكوين نماذج رياضية لمقارنة التشابه بين المتغيرات في سرد الأحداث و درجة الخطأ نظراً لإحتمالية  إشتراك هذه الحكايات في الأصل نفسه مما يتيح إمكانية تشكيل المخطط الذي يوضح أكثر التفرعات المحتملة لمراحل لتطور القصة.

و يصف الدكتور طهراني البحث بالقول:

“يقدم بحثي هذا حلاً للغز ظل قائماً لفترة طويلة.إذا تبين أن الحكايات الأفريقية تنحدر من حكاية الذئب و الصغار، و بمرور الوقت تطورت هذه الحكايات لتصبح كحكاية ذات الرداء الأحمر و التي يرجح أن تكون هي الأخرى متفرعة من حكاية الذئب و الصغار”.

“تماثل هذه العملية ما يطلق عليه علماء الأحياء بالتطور التقاربي Convergent evolution  والذي تُطَوِر في الأنواع الحية تكيفات متمتاثلة بشكلٍ مستقل.و تقترح حقيقة تطور حكاية ذات الرداء الأحمر مرتين منذ نشأتها بأن لهذه الحكاية تأثير قوي يحرك الخيال لدينا”.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Phylogenetic analysis*

المصادر و المراجع:

https://www.dur.ac.uk/news/newsitem/?itemno=19226

http://news.sciencemag.org/evolution/2013/11/evolution-little-red-riding-hood

http://www.plosone.org/article/info%3Adoi%2F10.1371%2Fjournal.pone.0078871