البوستر تصميم : حسين ادم
_______________
للأرض طقس مُرَوِّع..
تقوم الرياح في بعض الأحيان بإقتلاع أسطح بعض البيوت وتحمل السيارات لترميها على بعد أميال. في أماكن أخرى يكون المطر غزيراً بحيث أنك ستغرق بللاً بمجرد أن تنظر الى السماء. هنالك صحاري حيث تكون درجة الحرارة مرتفعة لدرجة أن تكون كافية لقلي بيضة فوق صخرة .. في أماكن أخرى، يمكن أن تكون بالبرودة الكافية لتجعل دموعك تتجمد فوق رموشك.
هل هنالك أماكن أخرى بإمكاننا الهرب إليها من طقس الأرض المتوحش هذا؟
لنقوم بأخذ جولة لنتفقد الطقس في النظام الشمسي..
اليوم الأكثر حرارة الذي مرَّ بنا على الأرض كان يوم الـ13 من يوليو لعام 1913. في ذلك اليوم وصلت درجة الحرارة في وادي الموت في كاليفورنيا 134 فهرنايت. إذا لم يكن ذلك بالحرارة الكافية بالنسبة لك، فلنجرب كوكب الزهرة. الغلاف الجوي السميك من ثنائي أوكسيد الكاربون على كوكب الزهرة ليكون الأحتباس الحراري هناك على أشده. الغلاف الجوي يقوم بحمل حرارة الشمس من دون أن يتيح أي فرصة لهذا الكوكب ليشعر بقليل من البرودة، حتى أثناء الليل. تبلغ درجة حرارة سطح الزهرة حوالي 900 فهرنايت – ساخن بما يكفي ليذيب الرصاص.
كبقعة مناسبة لنيل عطلة، كوكب الزهرة هو خارج حساباتنا بالطبع.
لذا، أين علينا الذهاب للحصول على القليل من الإنتعاش والهدوء؟
وقفة مريخية منعشة..
ماذا عن المريخ؟ أنه أبعد عن الشمس مما هي عليه الأرض. لذا سيكون بالبرودة والإنتعاش وكأننا على قمة جبل، صحيح؟ .. خطأ!
نعم، إنه بارد. في وقت النهار، درجة الحرارة الصيفية فيه ترتفع لتصل الى حوالي 80 فهرنايت فقط. لكن في الليل، درجة الحرارة بإمكانها الهبوط لتصل الى حوالي -200 فهرنايت فقط!. في الواقع لم تسجل درجة حرارة منخفضة على سطح الأرض ولا مرة .. سجلت منطقة فوستوك في القارة القطبية الجنوبية في 21 يوليو 1983 الدرجة المعروفة الأكثر إنخفاضاً على الأرض، حيث هبطت الى -129 فهرنايت. لكن على سطح المريخ، هذا النوع من الطقس يحدث طوال الوقت، يتأرجح من الأكثر حرارة الى الأكثر برودة في يوم واحد فقط!
لماذا لديه مثل تلك التقلبات الحرارية العنيفة؟ الهواء (لو كان بإمكاننا أن نطلق عليه ذلك) على المريخ معضمه يتكون من ثنائي أوكسيد الكاربون. لكن الهواء رقيق جداً (أقل من سمك 1% من سمك الهواء على الأرض) حيث أن الحرارة التي يحصل عليها في النهار تهرب الى الفضاء ليلاً.
لذا، طقس المريخ ليس مناسباً لنا أيضاً.
هل هناك من يريد التزلج؟
إذا كنت ستشعر بالبرد في كل الأحوال، بإمكانك الذهاب الى مكان حيث يوفر لك الشتاء فرص رياضية كبيرة. إذا كنت متزلجاً على الجليد، ماذا عن أوروبا؟ أوروبا هو أحد الأقمار الأربعة الكبرى لكوكب المشتري. إنه أصغر من قمر كوكب الأرض قليلاً. لكنه مغطى بالجليد – جليد سلس! جاذبيتها حوالي 1/8 من جاذبية كوكب الأرض، لذا تخيل فقط الإرتفاع الذي يمكنك أن تبلغه عند ما تمكنت من عمل لفة ثلاثية، مع أوروبا تبلغ درجة الحرارة حوالي -328 فهرنايت، يمكن أن تتجمد لتصبح كصخرة صمّاء في خلال نانو من الثانية.
برررد! بحثنا عن طقس جيد في النظام الشمسي لا يبدو واعداً. (:
موسم أعاصير طويل!
ربما كنت قد تساءلت دائماً عن كيف سيكون شعورك لو كنت داخل إعصار. على الأرض، الإعصار الأقوى المسجل هبًّ بسرعة 200 ميل في الساعة. حسناً، البقعة الحمراء العظيمة على المشتري بإمكانها أن تعطيك فرصة ركوب زوبعي كما لم تحصل عليه أبداً على الأرض. رياح تدور بعكس عقارب الساعة بسرعة 250 ميل في الساعة تضرب الغيوم العليا للغلاف الجوي للمشتري بشكل جميل، بنمط دوامة. تلك البقعة الحمراء بقوة تجعلها قادرة على إبتلاع كوكبين بحجم الأرض. تلك العاصفة مستعرة منذ 300 سنة على الأقل!
ولكن حتى 250 في الساعة تبدو كنسيم هواء لطيف مقارنة بمحطتنا التالية..
عاصف .. لكن جميل!
كوكب زحل أجمل من الأرض بكثير، حتى من خلال تلسكوب صغير، مع حلقاته وأشرطته الجميلة من الغيوم. تلك الغيوم تتحرك بسرعات مختلفة – بين حوالي 1100 ميل في الساعة! بعضها تدور شرقاً، والأخرى تضرب غرباً. أوه، إن الطقس بارد أيضاً على زحل، وإن لم يكن ببرودة القمر أوروبا. ثم هنالك تلك المشكلة الصغيرة، مثل التي لدى كوكب المشتري، إنه عملاق غازي، لذلك لا يوجد أرضية صلبة لنتمكن من الوقوف فوقها.
حسناً، الجمال ليس كل شيء!
أرض البحيرات..
الآن وصلنا الى قمر كوكب زحل .. تيتان، للوهلة الأولى تيتان يبدو مكاناً واعداً. إنه ثاني أكبر الأقماء في النظام الشمسي، بعد قمر المشتري غاينميد. تيتان مغطى بغيوم ضبابية سميكة. لذا، هل تمطر في تيتان؟ دعونا نغوص تحت الغيوم لنرى بأنفسنا. آن أنظر .. إنها بحيرات! بحيرات سائلة! هل هذا يعني أنها دافئة كفاية لتحتوي على الماء بحالته السائلة؟ للأسف، لا. البحيرات ليست ممتلئة بالماء، بل بالميثان أو الإيثان السائل.
لدينا هنا الميثان أيضاً على الأرض، لكن كغاز – أحياناً يعرف كغاز المستنقعات. لـ”يتجمد” الى سائل ويمطر من غيوم على تيتان، على الميثان أن يكون أبرد من -256 فهرنايت. أوبس .. غيوم، أمطار، والبحيرات الجميلة ليست مضمونة كصديقة، كبيئة الأرض.
لذا دعونا نستمر.
لأكثر عصفاً..
سنتخطى فقط الميثان الأزرق .. أورانوس، لأنه عملاق غازي عاصف آخر فقط. الأمر نفسه مع نبتون، ما عدا أنه أكثر منهم تطرفاً! رياح نبتون هي الأسرع في كل النظام الشمسي، تصل الى 1600 ميل في الساعة! نبتون معروف بأنه يمتلك عواصف عملاقة بإمكانها أن تبتلع الأرض كلها!
الأكثر إنجماداً..
أحد أقمار نبتون، تريتون، ربما يكون من المفيد تفقده. إنه على الأقل صلب وله بالكاد غلاف جوي. وغلافه الجوي لديه حتى شيء مشترك مع غلاف الأرض، فغالبه متكون من النتروجين. الجسم الوحيد الآخر الذي يحتوي أغلب غلافه الجوي على النتروجين هو تيتان، قمر كوكب زحل. البراكين المنجمدة الفريدة لتريتون تجعل منه محطة سياحية رائعة. مع ذلك، مع درجة حرارة سطح تبلغ -391 فهرنايت، هذا القمر هو أحد أبرد الأجسام في النظام الشمسي.
لنرجع الى المنزل!
حسناً، تبدو الأرض كبقعة مثالية لتمضية عطلة، على الرغم من “طقسها المتوحش”. الشيء الأهم للتعامل مع الكوارث على الأرض هو أن نكون مستعدين.
الأرض ليست الكوكب الوحيد الذي يملك طقساً، لكنه الأفضل بينها الى حدٍ بعيد.