أساليب لغوية تحاكي التعديل الوراثي في الأغذية : كما يدرك السياسيون ان اللغة تستطيع ان تؤثر في الراي العام يمكنك أن تدرك أهمية ذلك أنت أيضاً. في الانتخابات الرئاسية لعام 2012 كان لباراك اوباما و مت رومني تحليل دقيق في اختيار الكلمات. رد الفعل العام في بعض الاحيان يكون اكثر تفضيلا من الاشياء الاخرى، مما يمثل مدى قوة الكلمات (او تجميع الاشياء المتماثلة عن بعد) لايجب ان يساء فهمه او التقليل من شأنه.

نافذة متسخة

نافذة متسخة

القدرة اللغوية على تشكيل الرأي العام لا تقتصر على الحملات الانتخابية. في هذا الكتاب “(اللغة المعدلة وراثيا) : الخطاب في الجدل حول المحاصيل والغذاء المعدل وراثيا“، الاستاذ في العلوم اللغوية التطبيقية كاي كوك حلل النقاش في التعديل الوراثي من المنظور اللغوي. في كل يوم من الحياة المعلومات حول العالم الخارجي تُجمع بواسطة النظر من خلال النافذة، غالبا هناك القليل من التركيز على الزجاج نفسه. كوك يؤمن ان اللغة تستطيع العمل كالنافذة. ولكن كما أن زجاج النافذة ممكن ان يُشوه الصورة فإن نفس الشيء ممكن أن يحدث للغة  منتجا تشويه لكيفية رؤية الاشياء من خلالها.

مستخدما لذلك التناظر مع الجدل في التعديل الوراثي، النافذة المشوهة من اللغة ممكن ان تؤثر في كيفية النظر الى القضية بواسطة العامة. هل ان الشيء المعدل وراثيا يبدو صالحا للاكل اكثر من الشيء المهُندس وراثيا ؟ او هل يعمل الاستحضارالمجازي في اللغة يشبه أغذية فرانكنشتاين (معدلة وراثياً) حيث التشويه في تلك الأغذية لا يجعلها خياراً أبداً رغم وجود فوائد فيها؟ سواء كان متعمداً او غير متعمد، فالاستخدام للكلمات المغرضة والمجازية ممكن ان يؤثر في فهم العامة للتعديل الوراثي ويملك تاثيرات كبيرة  في الجوانب السياسية والاقتصادية.

ليست كل المعلومات بالنسبة للتعديل الوراثي منحازة لكن رغم ذلك فعند استخدام لغة منحازة، فإن النقاش الذي يحيط الموضوع ممكن ان يصبح حرباً من الكلمات. وكما لاحظ كوك هذه الجدالات غالبا تستخدم كلمات غالباً ما تكون مرتبطة بالحرب في تلك المعارك تخٌاض بالهجوم والعدوان. والمثير للأهتمام الموضوعان (الخطاب المعدل وراثياً والحرب) قد لا تكون مفترقة. بدلا من ذلك انهم قد يكونوا جزءا من النقاش الدولي الواسع متضمنا المواضيع المتكررة والاختلافات الفكرية .

هذه النظرية عززت بواسطة اختبار التغطية بواسطة الخطاب المعدل وراثياً الصحافة البريطانية وردود فعل العامة لها خلال غزو العراق عام 2003. في ذلك الوقت تمت التغطية بالخطاب المعدل وراثياً لأخبار العراق حيث شاع استخدام المجاز والعبارات العاطفية. ومن خلال محللات لغوية تم اكتشاف ان كلاً من الصحافة والعامة كانا يستخدمان اللغة نفسها وهو أمر يجب أخذه بنظر الاعتبار عند مقارنة ذلك الوضع بوضع سوريا والعراق اليوم.