اضرار العلوم الزائفة والاثار المترتبة على انتشارها : يصبح الحديث أكثر تشوقيأً عندما يبدأ بجمل مثل:”ما هو برجك؟ ” أو “انا عنيد لآنني برج الثور” فالعلوم الزائفة موجودة في كل مكان و الجميع قادر على التحدث عن أفكاره الخاصة بالتنجيم والوخز بالإبر بدون وجود خلفية علمية مسبقة لديه.

العلم موجود حتى في ظل غياب نظام تعليم فعال ولذلك يلجأ الناس إلي الآفكار البسيطة والجذابة المطروحة بواسطة العلوم الزائفة.

العلوم الزائفة

يتم تعريف العلوم الزائفة من قبل مروجيها على أنها الهيئة الخاصة بالمعرفة والطريقة العلمية لتقديم العلوم، ولكن ذلك عار عن الصحة لأنها لا تستند إلي أي أساس علمى فهى تفتقر إلى الأدوات العلمية التي تحدد صحتها حيث لا يتواجد بها تحليل إحصائى ومراقبة للمتغيرات والتنظيم والدراسات المشتركة، العلم الحقيقي يعتمد على الأدلة التجريبية القابلة للإثبات، بينما يعتمد العلم الزائف على العواطف والمعتقدات.

سُمح للعلم الزائف بالازدهار لأن المجتمع مأخوذ بالطرح السطحي لوسائل الاعلام، التي سمحت للعلوم الزائفة بالانتشار. التنجيم مثلاً عندما يشير إلى سلوك شخص ما، فهو اكثر مباشرة باسلوبه مما يقدمه علم الوراثة في دراسة تفصيلية. وهكذا فإن الامور تقدم ببساطة من قبل العلوم الزائفة.

البشر لديهم ميل إلى إلقاء اللوم على الأحداث، سواء كان ذلك فى حياتهم الخاصة أو في عالمهم الخارجي، أى يميلون إلى إلقاء اللوم على أى شي أو شخص أكبر منهم، وصف ويليم شكسبير هذا اللوم بـ “التهرب المثير للاعجاب للعاهرة من سيدها، حتى تزيد من رغبة شهواته”. وأشار شكسبير هنا إلى التنجيم أو ما يسميه ببناء التوقعات بناء على ترتيب النجوم. العديد من أصحاب العلوم الزائفة يعطون وعوداً كثيرة لعملائهم، مثل: الاجسام الغريبة والسحر والحمية منخفضة الكربوهيدرات والحمية الخالية من الغلوتين (Gluten) والؤخز بالإبر والدوسرة (إدعاء شخص بالقدرة على كشف المعادن أو المياه و النفط) مما يعطي اجوبة لاسئلة السائلين.

توضح وسائل الاعلام أن إستطلاعات الولايات المتحدة بين عامي 2004 و2008 تشير إلى إرتفاع نسبة الدعم لمعظم مجالات العلوم الزائفة.النسبة تكاد تكون متساوية مع الإيمان بالدين. وتشير العديد من نتائج استطلاعات الرأي إلى أن ثلث الامريكيين يؤمنون بـ: الإدراك خارج الحواس بنسبة 50%،المنازل المسكونة بنسبة 42%،الأشباح بنسبة 34%،الأجسام الغريبة بنسبة 34%، وحوالي 29% يتقبل أموراً مثل علم التنجيم،وجلسات تحضير الارواح بنسبة 28%،انتقال الارواح  بنسبة 25%،وايضاً الإيمان بالسحرة بنسبة 24%.

إن الهدف من هذا الكلام ليس فضح  أو مناقشة مجالات العلوم الزائفة. ولكنه من أجل وصف علم النفس الذي يسير وراء قبول العلم الزائف كعلم  فمناقشة هذا الأمر يعتبر بمثابة تهديد للتقدم العلمي.

الأسباب النفسية والآثار المترتبة على العلوم الزائفة

ينجذب عامة الناس إلى العلوم الزائفة التي لا تستخدم عملية المراجعة الدقيقة التى توضح حقيقة وسلامة البحث العلمي، ويعتبر هذا نوع من سوء إستخدام السلوك العلمي، فذلك يتغذي على الضعف النفسي لحالة الإنسان كما أن عامة الناس يفتقرون إلى كمية معينة من المعرفة والمنطق في العلم مما يؤدي إلى ازدهار العلوم الزائفة.

يسعي الناس بطبيعة الحال إلى إيجاد تفسيرات وحلول بسيطة للإجابة على المشاكل والأسئلة، ومناشدة الناس للسلطة تتطلب قدراَ من نقص الثقافة العلمية.

يتصرف مروجو العلوم الزائفة وكأنهم سلطة مخولة بملئ الفراغ الموجود في العلم، يمكن مشاهدة ادنى أشكال المنطق الذى يخلو من عناصر التفكير النقدي حول موضوع ما، فأتباعهم في العلوم الزائفة يفتقرون للأدوات اللازمة لوضع تقييم للأدلة العلمية ومن ثم وضع الإستنتاجات المنطقية لها.

 

تؤثر العلوم الزائفة على عقلية التفكير الجماعى المشهور بالحجج وهذا أكبر تهديد لمجتمع الوسائط التعليمية فالهدف من الإعلام هو الحصول على تقييمات عالية من خلال مناشدة الشعب وفي التفكير الجماعي،كلما تقبل الناس فكرة ما كلما إزدادت المعتقدات الراسخة في ثقافتهم،هنالك قول مأثور لهذا النوع من الدعايات يقول:”إذا كررت الكذب بما فيه الكفاية،فسوف يصدقك الناس”. لذلك تصبح العلوم الزائفة  أقوى كلما إزداد تصديقها، فى منهج وسائط الأعلام يحجب إزدهار العلوم الزائفة والاساطير وجود العلوم الصحيحة فالحقيقة الموضوعية والمنطق العلمي من أكثر الأشياء التي تهدد العلوم الزائفة.

 

لسوء الحظ،هناك قدر كبير من المال والسلطة متنكرة على هيئة العلم، يقول كل من بارنوم ومينكين

(Mencken & Barnum): “انها الحقيقة البائسة بأنه لا يوجد أحد يخسر المال عن طريق التقليل من شأن ذكاء الشعب الامريكي”.تمتلك هذه الجملة إستخدامات في كافة انحاء العالم ولا تختص بثقافة معينة والامر في الحقيقة ليس له علاقة بذكاء هذه الشعوب بل بنقص المعرفة العامة، انه نقص المعرفة العلمية هو ما يجعل الناس ضحايا. والخطأ يقع في آليات جعل الناس يستمرون بتطوير قدراتهم العلمية.

تجعل العلوم الزائفة الإدعاءات تبدو كأنها أساس ومطلب شعبى أو سياسي فعلى مر التاريخ، إستخدمت العديد من الحكومات الدعايا لتشكيل الرأى العام لدعم الأيديولوجيات والأهداف السياسية المختلفة، يعتبركل من: البث الإذاعي والملصقات والأفلام والمنشورات المطبوعة والمعارض والتبادلات الثقافية والتعليمية جزء من التلاعب بالرأى العام في هذا الصدد.

يستمد التفكير الفردى والتشكيكي من إستراتجيات التفكير النقدي والأدوات التي يستخدمها العلماء لتحليل الدراسات، العديد من مجالات العلوم الزائفة قد تُفسر مستقبلياً من خلال التجارب العلمية ولذلك ينبغي أن تكون عقولنا منفتحة على المعلومات الجديدة، ومع ذلك سوف يُغر عامة الناس بدون وجود ثقافة علمية من قبل عدد لا يحصي من العلوم الزائفة المتاحة.

 

ترجمة : ضياء غفير

المصدر:

Good Science, Bad Science, Pseudoscience, and Just Plain Bunk: How to Tell the Difference by Peter A. Daempfle

اضرار العلوم الزائفة كتاب Good science bad science ad pseudoscience