تطبيق يُساعد المكفوفين على “الرؤية” بآذانِهم.
تقنية جديدة تُمكّن الأشخاص من إدراك اللون والشكل من خلال الموسيقى

بقلم: روني جاكوبسون

ترجمة: ندى محمد علاوي

تصميم بوستر: بهاء محمد
إمرأة عمياء مُنذ ولادتها تجلس على طاولة وأمامها وعاء مليء بالتفاح الأخضر. عندما طُلب منها العثور على التفاحة الحمراء الوحيدة، تناولتها من الوعاء دون تردد ورفعتها عاليا وسط تصفيق من الجمهور.
إنهُ ليس عرض سحر، ولكن هو إثبات لِتطبيق جديد يُمكّن المتضررين بصرياً من سماع المعلومات المُدّركة عادةً عن طريق البصر. ترتدي المرأة سماعات أذن وكاميرا مُصغرة مُعلقة على زوج نظارات ومُرتبطة بجهاز حاسوب محمول على الطاولة. سلسلة من الإشارات الموسيقية جُمعت بلحن لطيف سمحت لها معرفة لون، وشكل، وموقع الفاكهه.
التطبيق، يُسمى “العين الموسيقية SSD” (جهاز إستبدال حسي)، يستخدم خوارزمية حاسوبية لبناء المشهد الصوتي الذي ينقل المعلومات البصرية خلال النوتات الموسيقية. من خلال التدريب لإستخراج المعنى من أنماط النوتات، يُمكن للمكفوفين مُنذ الولادة تعلّم قراءة الحروف والأرقام. والإخبار مالذي ينظرون إليه من بعد، وحتى التعرّف على تعابير الوجه وحالة الأجسام. يقول المُؤلف الرئيسي للدراسة أمير عميدي، عالم الأعصاب ورئيس مختبر أبحاث تعدد الحواس في الجامعة العِبرية في القدس.
على سبيل المثال عندما يبتسم شخص ما، فإن الشخص المُتضرر بصرياً يسمع سلسلة تنازلية من النوتات العالية تتبعها نوتات تصاعدية {بشكل حرف U، كالإبتسامه} . العَبس يكون بشكل معاكس- نوتات تصاعدية منخفضة ثم تتبعها أخرى تنازلية.
على الرغم من أن فكرة آلة مثل “العين الموسيقية” موجودة مُنذ التسعينات، إلا إن أنظمة الإستبدال الحسي السابقة عادةً ما تتطلب حاسوباً لإستخدامهُ فترة طويلة من الزمن. يقول عميدي إنه وفريقهُ طوروا مؤخراً برنامج إستبدال حسي يُمكن تشغيله على الهاتف الذكي، والتقليل من الحاجة إلى وجود الكثير من الأجهزة المزعجة وجعل التقنية سهلة الإستخدام.
بعد تحميل برنامج “العين الموسيقية”، يضع المستخدمين سماعات الأذن ويرفعوا هواتفهم إلى المشهد الواقع أمامهم لبدء الإستماع إلى محيطهم. كاميرا الهاتف تعمل مسحاً للمحيط كل ثانيتين وتبني العين الموسيقية الصورة بكسلاً بكسلاً.
وأضاف ” إنها تشبهه قليلاً أجهزة التلفاز القديمة”. كل بكسل يحتوي على إشارات سمعية متعددة متوافقة مع بتات مختلفة من المعلومات البصرية، والتي يتم تجميعها بعد ذلك بمقطوعة موسيقية تُمثل الصورة بأكملها.

الرؤية من خلال الصوت. كيف تعمل؟
————————————-
النوتات التي تُعزف أولاً في المتسلسلة تتوافق مع الأشياء التي تقع على اليسار من المشهد، والنوتات التي تُعزف لاحقاً تتوافق مع الأشياء نحو اليمين. ويُشار إلى الإرتفاع بنغمة- إذا كانت ذات نوتات عالية تُشير إلى إن شيئاً ما  يقع أعلى المشهد وإذا كانت بنوتات منخفضة تُشير إلى أن شيئاً ما يقع لأسفل المشهد متُقاطعه بخط مستقيم. وبذلك، يبدو مشابهه للخط المستوي في تخطيط الدماغ و الخط المائل من اليسار إلى اليمين يبدو وكأنه مقياس تنازلي.
يتم نقل اللون من خلال وسائل مختلفة. على سبيل المثال، الأبيض يُستدل عليه بأصوات البشر والأزرق  بالبوق والأصفر بالكمان والأحمر بواسطة  وتر ريغي معزوف على الأورك. ويُمثل الأسود بالصمت.
لذا، بالنظر إلى الشارع المزدحم، مُستخدم العين الموسيقية قد يسمع سيارة أجرة تقترب منهُ كتسلسل كمان يتعالى كلما تقترب السيارة. والممر يسمعهه كنوتتين منخفضتين معزوفتين بإنسجام تام.
” المفهوم العام هو إنك لاتحتاج إلى تعليم كل موضوع على حده، انت تُعلم المبادئ – تماماً مثل الدماغ يفهم مبادئ النقاط والخطوط وكيفية الجمع بينهما” يقول عميدي
يستغرق الدماغ 70 ساعة لإتقان ذلك. تُعلم الدورات التدريبية المستخدمين كيفية التعرف على فئات واسعة من الأشياء، مثل الوجوه والهيئات والمناظر الطبيعية، والتي يتم معالجة كل واحدة منها في مناطق مختلفة من القشرة البصرية في الدماغ.
كل فئة لديها مجموعة من الخصائص الفريدة، يقول عميدي. على سبيل المثال، السُلم الموسيقي الذي يتصاعد ويتنازل يُشير إلى المباني والمنازل، والتي تتكون من خطوط مستقيمة وزوايا بقياس 90 درجة. الخطوط العمودية للمباني يُمكن أن تُمثل برشقات قصيرة من نوتات متعددة تُعزف بوقت واحد. وبالنسبة للوجوه، والتي تكون مستديرة ولها ملامح ناعمة، فأن السُلم الموسيقي ينزل ويصعد بتضاعف.

العمى مُنذ الولادة
—————–
أظهرت دراسات تصوير الدماغ لعميدي وفريقهُ أنه عندما يستخدم الناس المصابين بالعمى منذ الولادة العين الموسيقية للرؤية. فإنهم يُفعّلون نفس الفئة من مناطق معالجة الدماغ التي يعتمدها الشخص المُبصر.
لغة الجسد والمواقف، على سبيل المثال، يتم معالجتها عادةً في جزء النظام البصري المعروف بالمنطقة خارج الجسم المخطط (Extrastrial body area) . حتى لو إنهم لم يروا فعلياً أي جسم من قبل، فإن الأشخاص المكفوفين أظهروا فعاليات في منطقة الدماغ هذه عندما نظروا إلى أشخاص من خلال العين الموسيقية. الأشارة تدخل الدماغ من خلال القشرة السمعية بدلاً من التنقل خلال القشرة البصرية للوصول هناك. ومن ثم يتم تحويلها إلى البقعة المناسبة.
“يعتقد الجميع بأن الدماغ يُميز وفقاً للحواس، لكن يقترح بحثنا بأن الحال ليست كذلك” يقول عميدي. ” الدماغ أكثر مرونة مما ندرك” ويضيف ” علينا قفط إيجاد طرق بديلة لإستغلال المناطق المحضورة سابقاً”
رابط الموضوع : http://news.nationalgeographic.com/news/2014/04/140403-eyemusic-ssd-visual-impairment-software-science/?utm_source=Facebook&utm_medium=Social&utm_content=link_fb20140404news-appsee&utm_campaign=Content#close-modal