إنها ليست المرة الأولى التي تولي فيها جامعة تكريت اهتماماً خاصاً ببول البعير، ولكن هذه المرة تقتحم هذا المجال ضمن الهواية العربية الشائعة، هواية صيد السرطان. الهواية الشائعة الى جانب هوايات أخرى في البلاد العربية مثل دحض النظرية النسبية وعلاج الآيدز أو ربما الاستنتساخ الضوئي للأجسام كما فعل الشيخ عدي الأعسم! مرة يعالج السرطان بالماء ومرة بالقرنابيط ومرة باليخضور، وهذه المرة ببول البعير.
نعم إنها ليست المرة الأولى لجامعة تكريت ففي 2013 ذكر مدير إعلام جامعة تكريت ياسين طه لصحيفة المدى أن الطالبة سارة عمران اثبتت فعالية بول وحليب البعير في علاج الفطريات. طبعاً نتوقف هنا عند الأمر الذي تقدمه “الدراسة” الثانية أيضاً، وهو الربط بين تأثيري البول والحليب، كيف يُمكننا أن نعتبر أن البول والحليب لهما نفس التأثير على شئ معين؟ هل نتزمت بالغباء إلى هذا الحد؟
الدراسة الجديدة تعود لشخص يضع قبل إسمه حرف (د) في إشارة إلى أنه دكتور في جامعة تكريت ويظهر في خلفية الصورة لافتة تشير إلى أن الدراسة صادرة من كلية التربية للعلوم الإنسانية، ويقول الدكتور السامرائي أنه . نتسائل هنا هل يحق لطالب تربية علوم انسانية أن يقترح علاجاً للسرطان؟ يقول الدكتور أيضاً أن التجربة تكللت بالنجاح عبر شفاء شخص كان السرطان قد انتشر في جسده.
لقد تكلمنا كثيراً عن مهازل التعليم الجامعي في العراق ونقدنا الظواهر المختلفة في الجامعات العراقية لكننا لم نشهد من قبل وعلى مستوى الدراسات العليا ظهور عناوين تافهة ومضللة وضارة الى هذا الحد. كنا ندعو دائماً لتطبيق قوانين المهن الطبية في البلاد العربية للنيل من الدجالين الذين يتقمصون دور المختص الطبي في طرح علاجات الأمراض، لكن أن نرى ذلك يصدر من إحدى الجامعات، فهذا أمر يجعلنا نعيد النظر في أعلى السلطات العلمية الموجودة وبالتالي بقدرة الكيان الإداري والحكومي بشكل عام وسلطة القانون بشكل خاص من الوقوف بوجه الدجل والخرافة.
مع ما هو معروف عن مدى خطورة تناول مادة كالبول، لكننا سنذكر بتحذير منظمة الصحة العالمية من أنتقال فيروس كورونا عبر الجمال وتحذير المنظمة من عادة شرب بول البعير. وكذلك خطورته في إحداث أضرار في الكلية. وأخيراً قد تجد ردوداً من أشخاص ينسخون لك أبحاثاً من مواقع لنشر الأوراق البحثية، تمهل، إقرأ اسماء الباحثين وستجدهم من العرب والمسلمين، راجع تسمية المجلة وستجدها غير مراجعة من قبل الأقران أو مختصة بالطب البديل.
لقد هزم العراق داعش عسكريا لكن داعش دحره في أعلى مؤسساته التعليميه ، فلماذا يُستنكَر على جامعة الامام محمد بن سعود بالسعودية منحها شهادة ماجستير في فقه الضراط للسيد صالح بن علي بن محمد الزرقان!!، يمكنكم تنزيلها من هذا الرابط:
https://is.gd/dKUBeZ