حقيقة أن الفيلة حيوانات عاطفية لا ينبغي أن تكون حقيقة غريبة جدا – فهي حيوانات اجتماعية جدا وذكية، وهذا يعني أن الاحترام والالفة هو جزء ضروري لجماعاتهم ألاسرية لتكون ناجحة. ومع ذلك، فإن معظم الحيوانات لا تحاول أن تقدم الدعم العاطفي في الأوقات المقلقة، لكن لوحظ هذا الامر من قبل فقط عند حيوانات ذكية أخرى مثل القرود، والكلاب،وطيور الكورفيدز، ومع إنا سمعنا كثير من الأدلة القولية حول مواساة الفيلة لبعضها البعض إلا ان هذا الموضوع لم يتم دراسته فعليا من قبل.
تم إجراء البحث على فيلة في تايلاند تديرها موسسة ثنك الفنت انترناشنل. خلال النهار، أعطيت هذه الحيوانات الكثير من الحرية للتجول والتصرف بشكل طبيعي، وهذا ماكانت الدراسة بحاجة اليه. فمع استثناءات قليلة جدا، كانت الفيلة لا تمتلك علاقات مسبقة مع بعضها البعض ولايعرف احدهم الاخر، فقام الباحثون بمراقبة الفيلة من دون خلق اي موقف عصيب لاختبارها، ولكن انتظروا تلك المواقف بصبر لتأتي بشكل طبيعي، فهذه لم تكن وسيلة أخلاقية لعلاج الحيوانات فحسب، بل لتسمح للباحثين معرفة ما الذي يسبب ضيق للفيلة ،وكذلك كيفية التعامل معها.
اختلفت أسباب التوتر ، لكنها كانت متمثلة عادة بوجود حيوان غير مرغوب فيه، إبتداء بوجود الفيلة غير المألوفة ،وصولا الى إنزلاق ثعبان العشب بين الفيلة. وكانت ردود أفعال الفيلة على هذه المحفزات نموذجية إلى حد ما توقعها الباحثون: حيث تسبب الخوف برقص الفيلة، وترفيف آذانهم، أو اصدارهم أصواتا عالية. ما كان ليتم تحديدها، ومع ذلك، كان الهدف كيف يمكن للآخرين الاستجابة لخوف صديقهم في المجموعة .
وتعرف هذه الاستجابة التعاطفية باسم “العدوى العاطفية”، وسببها هو نفس السبب الذي يحدث عدوى التثاؤب أو التأثير العاطفي الذي تحدثه مختلف الأفلام أو الأغاني . لايزال الباحثون غير متأكدون من الفوائد التطورية لهذا التفاعل، ومن هم الحيوانات الأكثر استفادة- التي تشعر بالضيق ام التي تقدم الدعم-.