تبيّن أن قرش جرينلاند Greenland Shark هو الحيوان الفقري الأطول عمراً على كوكب الأرض، والذي يمكنه أن يعيش حتى 400 سنة، كما أنه لا يصل إلى سنّ البلوغ إلا عندما يكون عمره 134 سنة على الأقل. ويعتقد أن العمر الطويل لهذا الكائن الحي يُعزى إلى بيئته الباردة.
اكتشاف كافة جوانب اللغز
يعدّ قرش جرينلاند أحد الكائنات المحيّرة التي تعيش كلغز متجمّد في الأعماق المظلمة والباردة من البحار التي لا نعرف عنها سوى القليل حتى الآن، ولكن كشفت الآن دراسة لجامعة كوبنهاجن أن هذا الكائن العملاق هو في الواقع الحيوان الفقري الأطول عمراً على كوكب الأرض، والذي يمكنه أن يعيش حتى 400 سنة، أي ما يعادل ضعف عمر الحوت مقوّس الرأس الذي حمل سابقاً الرقم القياسي والذي بلغ 211 سنة.
ويذكر أن العلماء اشتبهوا أولاً باحتمال ذلك بعد تحديد معدّل النموّ البطيء جداً للقرش بمعدّل سنتيمتر واحد فقط في السنة. وبالرغم من ذلك، ومع العلم بأن هذه القروش قد يصل طولها إلى أكثر من 5.5 متر (18 قدماً)، إلا أن أحداً لم يقم بإجراء المزيد من الدراسات لتحديد مدى امتداد عمرها حتى الآن.
وباستخدام التأريخ بالكربون المشع لتحديد أعمار 28 قرشاً منها، فقد وجد الباحثون أن القرش الأكبر عمراً ضمن المجموعة كان يبلغ 392 عاماً تقريباً عند موته، بينما كان 95% منها بعمر يتراوح بين 272 و 512 سنة (مع حساب الأخطاء المحتملة للتأريخ بالكربون المشع).
لماذا يمتلك الحيوان الفقري الأطول عمراً تلك الصفة؟
وقال يوليوس نيلسن Julius Nielsen، وهو مؤلف بارز وعالم في الأحياء البحرية في جامعة كوبنهاغن: ” كانت لدينا توقعات بأننا نتعامل مع كائن غير اعتيادي، ولكني أعتقد بأن كل من شارك في هذا البحث تفاجأ بشدة عند معرفة أن أعمار أسماك القرش كانت كذلك” كما أضاف أيضاً بأن إناث هذه القروش لم تستطع إنجاب أبناءها حتى بلغت 134 سنة من العمر.
ووفقاً لشبكة دوجو نيوز DOGOnews ، يعتقد الباحثون بأن السر وراء طول عمر هذه الكائنات المحيّرة يكمن في المياه شديدة البرودة في القطب الشمالي ومنطقة شمال الأطلسي حيث تعيش هذه القروش.
ويقول مايكل أولرمن Michael Oellermann ، المختص بفيزيولوجيا المياه الباردة في شركة لوليجو سيستمز Loligo Systems في مدينة فيبورج بالدنمارك، بأن بيئتها الباردة تساعد على إبطاء النمو والأنشطة الكيميائية الحيوية في جسمها، وبالتالي إطالة عمرها.
المصدر