بقلم: ستيفن لونتز

ترجمة بتصرف: احمد جادر

مراجعة: أثير فيصل حميد

 تصميم بوستر: بهاء محمد

لأول مرة, تم انتاج رئتين للإنسان في المختبر، لكن هذا لا يعني أن بإمكانك التدخين بحرية!

السبب الرئيسي الذي يجعلك تهتم بصحه رئتيك هو أن عمليه انشاء رئة جديده في المختبر, بالرغم من كونها تعد خطوة كبيرة، إلا أنها لا تزال بعيدة نوعا ما عن استبدالها لأعضاء ذات خلل وظيفي. ومما لا يثير الدهشة, إنشاء شيء معقد للغاية (المراجع: الرئة الاصطناعية) لا يزال متخلفاً عن استبدال القصبات الرئوية (المراجع: زرع قصبات هوائية طبيعية)، و التي لا يزال مستلمها الثاني على قيد الحياه بعد ٥ سنوات من عملية الزرع.

من المعرقلات التي تواجه الجراحين في عمليه استبدال اعضاء الانسان المتضررة هي قله المتبرعين بالأعضاء المناسبة (المترجم: خصوصاً الاعضاء الحيوية) وكذلك قد يرفض الجسم الخلايا الجديدة بسبب مناعة الجسم للأجسام الغريبة. اما باستخدام طريقه انشاء الاعضاء فسوف يتم التخلص من هذه المشاكل وذلك بسبب انبات خلايا الرئتين الاصطناعيتين من خلايا المستلم نفسه. وبهذه الطريقة تم القضاء على المشاكل السابقة تماما.

تم انشاء الرئتين الاصطناعيتين في الفرع الطبي لجامعة تكساس (UTMB) باستخدام انسجة اخذت من طفلين توفيا وقد تضررت رئتيهما بصورة كبيرة. وضعت الخلايا من احد الرئتان على سقالات الكولاجين وترك الايلاستين حتى جردت معظم المواد من الرئة الاخرى (المترجم: كوسط غذائي للخلايا).

بعد اربعة اسابيع للخلايا من الغمر في السائل الغذائي، تم انتاج الرئتين الجديدتين وكانتا اخف وزناً وأقل كثافة من الرئة الطبيعية للإنسان. من المستبعد ان تزرع هاتين الرئتان في جسم الانسان (المترجم: لأنها غير جاهزة للعمل في الظروف الطبيعية لجسم الانسان). بالرغم من استجابة الرئة عند ضخ الهواء اليها، الا انه ليس من المؤكد عملهما بصوره طبيعية في جسم الانسان. ” سوف يستمر طلابي بالعمل عندما اصبح طاعناً في السن وغير قادر حتى على حمل غليون صغير!” هذا ما قاله البروفيسور جوان نيكولز, متوقعاً أكثر من عقد من الزمن حتى يستطيع المشروع انقاذ ارواح الناس. لكنه اشار الى ضرورة نقل الرئة بصورة ناجحة الى الحيوانات قبل نقلها الى الجسم البشري

أصبحت عمليه انشاء الرئتين تأخذ وقتاً اقل، بعدما كانت العملية تستغرق أشهرا كاملة, حتى تمكن احد اعضاء فريق الطلاب, مايكل ريدل, من ابتكار جهاز للتسريع من عملية الانبات باستخدام حوض قام بشرائه من متجر الحيوانات الاليفة وعمل عليه في المنزل.

حتى لو كانت الرئتين الاصطناعيتين بعيده نوعا ما عن استعمالها في الجسم البشري, الا ان انشاء اعضاء اخرى قد يكون اسرع، “فيما يتعلق باختلاف الخلايا، فإن الرئتين وعلى الأرجح هي أعقد الاعضاء قاطبة – تختلف الخلايا الموجودة عند مدخل الرئة اختلافا كبيراً عن الخلايا الموجودة في أعماق الرئة,” هذا ما قاله الدكتور خواكين كورتيلا من الفرع الطبي لجامعة تكساس.

قبل ان يتم البدء باستعمال الرئتين الاصطناعيتين عمليا في الجسم البشري، يمكن الاستفادة من الرئتين في دراسة علاجات لأمراض الرئة المختلفة. وقال الدكتور نيكولز: “اذا تمكنا من صنع رئة جيده للإنسان، فلماذا لا نستطيع ان نصنع رئة مصابة؟”، ويضيف: “كما بإمكاننا صناعة رئة متليفة أو منتفخة ودراسة ما يحدث في خلايا الرئتين المصابتين، وكيف تبلي الخلايا الجذعية أو العلاجات الأخرى. يمكننا ايضا رؤية ما يحدث عند الإصابة بالالتهاب الرئوي، أو بالسل أو بفايروس هانتانا – بصوره عامة جميع العوامل التي تسبب اضرارا للرئة.”

المصدر:
http://www.iflscience.com/health-and-medicine/artificial-lung-grown-laboratorySee More