تحول الخلايا الجلدية للأنسان الى خلايا جذعية جنينية :

للمرة الاولى يتم انتاج خلايا جذعية بشرية عن طريق الانتقال النووي

ترجمة :عمر حازم الدوري

علماء من جامعة اوريغون للصحة والعلوم , ومركز بحوث اريغون الرئيسي الوطني تمكنوا بنجاح من برمجة خلايا جلدية بشرية لتصبح خلايا جذعية جنينية بأستطاعتها ان تتحول الى اي نوع من الخلايا في الجسم البشري ,ويعتقد ان العلاج بوسطة الخلايا الجذعية يحمل وعود مبشرة بأستبدال الخلايا المدمرة اثناء الجروح او الامراض .

الامراض او الحالات التي قد تعالج عن طرق الخلايا الجذعية تشمل مرض “باركنسون” , والتصلب المتعدد , ومرض القلب وكذلك اصابات النخاع الشوكي .

التقدم في مجال البحث بقيادة الدكتور شوكارات متاليبوف , احد العلماء الكبار في”مركز بحوث اريغون الرئيسي الوطني يتبع النجاح السابق الذي تم من خلاله تحويل الخلايا الجلدية للقرد الى خلايا جذعية جنينية في عام 2007.

سيتم نشر هذا البحث الاخير في مجلة “Cell” على الانترنت في الخامس عشر من مايو وستطبع في السادس من يونيو .

التقنية المتسخدمة (من قبل الدكتورين”ميتاليبوف” و “بولا اماتو” وزملائهم في جامعة اوريغون للصحة والعلوم , شعبة الغدد الصماء التوليدية والعقم , قسم التوليد وامراض النساء) هي اختلاف في طريقة تستخدم عادة تسمى ب “نقل نواة الخلية الجسدية” , حيث تتضمن زرع نواة خلية واحدة (تحتوي على حمض نووي مفرد) الى داخل خلية البويضة التي تم ازالة مادتها الجنينية , و خلية البيضة الغير مخصبة تنمو بعد ذلك ومن ثم تنتج في نهاية المطاف “الخلايا الجذعية” .

إجراء فحص شامل للخلايا الجذعية المستمدة من خلال هذه التقنية أثبتت قدرتها على “التحويل” بصورة مماثلة تماماً للخلايا الجذعية الجنينية العادية إلى عدة أنواع مختلفة من الخلايا , بما في ذلك الخلايا العصبية، وخلايا الكبد وخلايا القلب , علاوة على ذلك , بسبب تمكن هذه الخلايا المعاد برمجتها من ان تتولد مع المادة الوراثية النووية للمريض , فلا يوجد هناك قلق من رفض عملية الزرع , حيث اوضح الدكتور ميتاليبوف “في حين أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في تطوير علاج آمن وفعال بواسطة الخلايا الجذعية , ونحن نعتقد أن هذه خطوة هامة إلى الأمام في تطوير الخلايا التي يمكن أن تستخدم في الطب التجديدي”.

جانب آخر جدير بالملاحظة في هذا البحث هو أنه لايشتمل على استخدام الأجنة المخصبة , الموضوع الذي كان مصدراً لجدل اخلاقي كبير .

نجاح فريق ميتاليبوف في برمجة خلايا الجلد البشري جاء من خلال سلسلة من الدراسات في خلايا كل من الإنسان والقرد .

عدة محاولات فاشلة سابقة من قبل العديد من المختبرات اظهرت أن خلايا بويضة الانسان تبدو أكثر هشاشة وضعف من البيض الموجود في الاصناف او الانواع الاخرى , لذلك فأن طرق اعادة البرمجة المعروفة توقفت قبل ان يتم انتاج الخلايا الجذعية .

ولحل هذه المشكلة , درست مجموعة من جامعة اوريغون للصحة والعلوم مختلف النهج البديلة التي تم تطويرها اولاً في خلايا القرد وتم بعد ذلك تطبيقها في خلايا الانسان , من خلال نتائج البحث الجارية بين خلايا القرد وخلايا الانسان , تمكن الباحثين من تطوير طريقة ناجحة .

المفتاح الى هذا النجاح كان إيجاد وسيلة لحث خلايا البيوض للبقاء في حالة تسمى “الطورية” أثناء عملية النقل النووي , الطورية هي مرحلة في عملية الانقسام الطبيعي للخلية (الانقسام الاختزالي) عندما ترتصف المادة الوراثية في وسط الخلية قبل ان تبدأ الخلية بعملية الانقسام , ووجد فريق البحث ان الحفاظ على “الطورية” كيميائياً خلال عملية النقل قد منع العملية من التوقف ويسمح للخلايا بتطوير وإنتاج الخلايا الجذعية.

“هذا الانجاز الرائع من قبل مختبر ميتاليبوف سيؤجج تطوير العلاجات بالخلايا الجذعية لمكافحة العديد من الأمراض والحالات التي لا تمتلك علاج او ادوية في الوقت الحاضر” , وقال الدكتور دان دورسا , نائب رئيس البحوث في جامعة اوريغون للصحة والعلوم “الانجاز يسلط الضوء ايضاً على الخبرة الانجابية العميقة لجامعة اريغون , ومن المكونات الرئيسية لهذا النجاح كان ترجمة نتائج بحث العلوم الاساسية في مركز بحوث اريغون الرئيسي الوطني مقترنة مع دراسات الخلية البشرية الممولة من قبل القطاع الخاص” .

احدى الامتيازات المهمة هو أنه في حين يمكن اعتبار هذه الطريقة وسيلة لاستنساخ الخلايا الجذعية (يطلق عليها الاستنساخ العلاجي) فنفس الطريقة وليس من الارجح ان تكون ناجحة في الاستنساخ البشري والمعروف بالاستنساخ التناسلي , عدة سنوات من دراسات القرود التي تستخدم نقل نواة الخلية الجسدية لم تتمكن ابداً من النجاح بانتاج نسخ لهذه القرود , ومن المتوقع أن هذا هو الحال مع البشر أيضاً , علاوة على ذلك , الهشاشة النسبية للخلايا البشرية كما تم ملاحظتها خلال هذه الدراسة هي عامل مهم ايضاً , الامر الذي يرجح منع تطوير هذه النسخ .

قال الدكتور ميتاليبوف “يتم توجيه بحثنا نحو توليد الخلايا الجذعية لاستخدامها في العلاجات المستقبلية لمكافحة الأمراض” واضاف الى ذلك ايضاً ” التقدم المفاجئ في مجال عملية النقل النووي غالباً ما يؤدي إلى النقاش العام حول أخلاقيات الاستنساخ البشري , فهذه ليست نقطة تركيزنا , كما اننا لا نعتقد بان نتائج بحثنا قد تستخدم من قبل الاخرين للمضي قدماً في احتمالية الاستنساخ البشري ” .

رابط المقال:
http://www.sciencedaily.com/releases/2013/05/130515125030.htm