الروح هو نمط من المعلومات التي تصف  أفكارك وذكرياتك وشخصيتك _ لا يوجد دليل علمي بين هذا المصطلح والجزء الملموس للدماغ، وهذا ما أثار فضولي لزيارة مختبرات القرن الواحد والعشرين في فونتانا كليف لأرى إن كان بإستطاعتي أن أرى خريطة شبكة الأعصاب بالدماغ.

شركة البحث الطبية هذه متخصصة في حفظ أعضاء جسم الإنسان وأنسجته بإستخدام الحافظة الثلجية (التجمد).

في عام 2009، على سبيل المثال قام كبيرعلماء الأبحاث العلمية جورجي فاهي في المؤسسة قام بنشر ورقة بحثية في صحيفة بير ريفود المهتمة بكيفية تكوين أعضاء الجسم.

يشرح فيها  تمكن فريقه من زرع كلية أرنب بعد حفظها مجمدة عند درجة حرارة 135 مئوية عن طريق عملية التزجيج حيث تتحول المادة السائلة في جسم الكائن الحي إلى مادة تشبه الزجاج عند درجات الحرارة المنخفضة.

هل بوسعنا حفظ أدمغتنا ؟؟ قال العالم فاهي وزميله الدكتور روبرت مماكينتيري أنهم على وشك تطوير تقنية تستطع أن تحفظ الأدمغة مجمدة ويأملون أن يربحوا جائزة تقنية حفظ الدماغ بهذا التقنية.

قال عالم متخصص في أعصاب الأطفال دكتور كينث هايورث أنا في المجلس الاستشاري  وأقوم بدور مجادل تشكيكي وأنا أكتب هذا الآن وصلت قيمة الجائزة إلى (( 106000 )) دولار  سيتم تسليم 25  بالمئة منها في حال التوصل لحفظ التشبك العصبي لمخ الفأر كاملاً، وباقي ال75 بالمئة من الجائزة تسلم حين التوصل لطريقة حفظ  مخ حيوان كبير كاملاً، حيث قد يعتمد البشر على حفظ دماغ الإنسان بالطريقة نفسها بالمستشفيات حال الموت السريري.

لقد شهدت ضخ بمادة  الجلوت الرهاديد  التي تُربط البروتينات مع بعض البعض كمادة جلاتينية شديدة  ثم قمنا بوضع المخ في مادة الإثيلين جلايكل مادة تُحفظ بطريقة التجميد تقوم بالتخلص من الثلج بالتخزين الآمن عند 130 درجة مئوية كمادة قوية شبيهة بالزجاج.

 

حيث تضعف  التفاعلات الكيميائية  بشدة عند درجة الحرارة تلك ويمكن عندها حفظ المادة لملايين من السنوات.

فهل إذا ظَفِرَت هذه الطريقة يمكن إثبات ذلك المفهوم حقاً ؟

خذ كتاب معين وأستخدم مادة الايبوكسي في لصقه ليظهر كقطعة صلبة من مادة البلاستيك من المؤكد أنك لن  تستطيع فتح ذلك الكتاب مجدداً ولكن إن كنت تريد  إثبات إن مادة الايبوكسي لم تسبب  ذوبان الحبر فسيكون عليك أثبات  إن كل كلمة في الكتاب ما زالت مكانها بالفعل ومفصولة عن الكلمة التي تليها  وأن جميع الصفحات واضحة وعند طباعة الكتاب مرة أخرى سيكون شبيه بالأصلي.

أخبرني هايروث أنه عند فتح مخ الأرنب بتقنية ثلاثي الأبعاد عن طريق المجهر الإلكتروني بدأ كأنه محفوظ بشكل سليم وتمكنا بسهولة من رؤية  التشابكات العصبية للأعصاب.

وهذا يبدو واعداً، ولكن ما زال لدي شكوك.

هل يمكن أن تتماثل بدقة مع برامج الكمبيوتر لقراءة الأفكار؟

هل يمكن تحميل تلك المعلومات بالفعل وقراءتها عن طريق الحاسب الآلي في مرحلة النوم أو حتى فقدان الوعي ؟

يحتوي مخ الإنسان على 86 بليون خلية عصبية و 1000  نقطة تشابك عصبي لكل واحدة منها  حوالي 100 تريليون تشابك عصبي حيث يُلزم علينا حفظه ونسخه  بدقة.

لكن هذا التعقيد بالغ الصعوبة لا يشتمل أجزاء الجهاز العصبي  الأخرى خارج المخ كالمخيخ وغيره والذي يعتبر جزء من وعيك وتفكيرك.

اعترف هايروث أن مستقبل هذه الفكرة يتطلب قرون بعيدة من التقدم.

ولكن هاي أضاف أن ذلك سيسمح لنا بعمل توقف مؤقت للزمن وينتقل بنا إلى عصر جديد حيث الخوف من المرض والموت والتقدم في السن تقريبا منعدم لأن العلماء اثبتوا أن الأفكار يتم تسجيلها كتغيرات ثابتة كامنة في التشابك العصبي وهذا ما يستطيع الموصل الكمي الآلي بتسجيله على الحاسب وحفظ معلوماته أيضاً.

يقول هايروث : نعم إنها نظرية المدينة الفاضلة، نظرية أن العلم لا يمكن إن يتوقف بل يجب علينا أن نحول الإنسان وجسمه وعقله  البيولوجي إلى نوع آخر مصنع.

والنتيجة أن نحصل على أشخاص أكثر صحة وذكاء وأكثر سعادة. النتيجة أن نحصل على إنسان قادر على اختراق مجال الكرة الأرضية وبناء وتعمير الكواكب الأخرى والكون.