حليب الأم يختلف بحسب جنس الجنين ونوعية تغذية الأم وظروفها سواء كانت جيدة أم سيئة.

باحثون من جامعة ولاية ميشيغان إختبروا 72 أم من كينيا، فوجدوا أن حليب الأم يكون دسماً أكثر إذا كان الجنين ذكراً. الدسومة كانت أكثر بنسبة 0.8% حيث يكون 2.8% في حالة الذكر واقل منه في حالة الأنثى.

غير أن الأمهات الأفقر فضلن الفتيات بنسبة الدسم للحليب فكن 2.6% مقارنة مع الذكور 2.3%.

نُشرت هذه الدراسة في المجلة الامريكية للانثروبولوجيا الطبيعية في سبتمبر 2012. وقد سبق أن أظهر دراسات أخرى تبايناً في تركيب الحليب في اختبار انواع معينة من الفقمات والغزلان. كما أن هناك دراسة أخرى للأمهات في ماساشوسدس أظهرت أن المرأة جيدة التغذية تُنتج حليباً يحتوي على طاقة أكثر.

إنها الفرضية التطورية التي تُفسر الأمر بأن الإنتقاء الطبيعي يُفضل الإستثمار الوالدي للبنات في الأوقات الصعبة وللأولاد في الأوقات اليسيرة. ويُمكن أن نُلاحظ آثار عدم التوازن بين الذكور والإناث في المجتمعات متعددة الزوجات، كالقرية الكينية التي خضعت للدراسة.

في هذه المجتمعات يُمكن للولد أن يكبر ليصبح قوياً، وأن يمتلك عدة زوجات والكثير من الأطفال أو أن لا ينال شيئاً. لذا فإن الوالدين الذين يستثمرون بالأبناء يقامرون بفرصة نشر جيناتهم عبر الذرية لأن نسبة نجاح ذلك الإبن ليست متكاملة. بالإضافة الى كلفة تربية الإبن وإيصاله للمستوى الذي يكون قادراً فيه على التكاثر تكون أكبر للعوائل الفقيرة. بذلك تكون الفتيات خياراً آمناً لتلك العوائل الفقيرة حيث ستتزوج تلك الفتاة وتنجو وتمرر جينات والديها.

وفيما عدا البروتين والدهون فإن مكونات الحليب قد تتنوع أكثر من ذلك. كاتي هايند (Katie Hinde) من جامعة اوكسفورد وجدت ببحثها أن مستويات الكورتيزول – الهرومون المسؤول عن تنظيم الأيض، بنسبة أكبر في حليب الأم عندما يكون المولود ذكراً. وتقول هايند أن اختلافات الحليب تلك قد تؤثر على سلوك الجنين والنمو.

لكن هايند تستدرك قائلة “أن ما تنتجه الأم يمثل نصف القصة فقط،  النصف الآخر يتعلق بكيفية إستهلاك الأطفال للحليب”.

كمية حليب الأم وجنس الجنين وتدخلات الإعجاز العلمي

كثيراً ما نُحذر من محاولات إسقاط وقائع نصوص دينية على العلم وخلط منهج العلم مع الدين وذلك بسبب الضرر الناتج لكل من العلم والدين إثر ذلك الخلط. هناك قصة إسلامية مأثورة ذات صلة عن علي بن أبي طالب الخليفة المسلم. القصة تقول أن الخليفة ميز عائدية جنين ولد لأمهات اختصمتا على عائدية الجنين لهما. فميز علي عائدية الجنين عبر كمية حليب الأم وذلك عبر وزن مقدار الحليب من كلتا الامهات.

لو كان ذلك قد حدث فعلاً ستكون كارثة وسيكون قد ظلم الأم الفعلية بلجوءه لهذا الحكم. فكمية الحليب تعتمد على عوامل كثيرة لا علاقة لها بجنس الجديد كحجم الضرع وتغذية الأم وصفاتها الجسدية والهورمونية عموماً. حتى مع اللجوء الى الفحوص المختبرية الدقيقة لكمية محددة من الحليب ومكوناتها كما لاحظنا في المقال فإن ذلك صعب وغير ممكن.

Marissa Fessenden, Scientific American, Boys and Girls May Get Different Breast Milk, December 1, 2012