نشرت من قبل تينا بينتلاند في 14/ تموز/ 2013
ترجمة: فاطمة القريشي
___________________
في الوقت الذي كان معروف فيه عادة أن الاشكال المختلفه لسوء المعاملة في مرحلة الطفولة تشكل عوامل خطر لتطوير المشاكل النفسيه نفسية بما في ذلك الأمراض العقلية ومشاكل العجز الجنسي في حياة البالغين، ولاتزال الآليات الدقيقة التي تتوسط هذا الرابط غير مفهومة تماماً. ومع ذلك، فقد كشفت دراسة حديثة وجود تغيرات هيكلية في مناطق الدماغ المرتبطة بالوعي الحسي والجسدي والعاطفي استجابة في القشرة الحسية الجسدية عند النساء البالغات الواتي تعرضن للتعذيب في مرحلة الطفولة، ربما بإمكان هذه الدراسة تزويد الربط أعلاه .
نشرت دراسة تحت عنوان “انخفاض التمثيل القشري لتهذيب الاحساس الجسدي التناسلي بعد الاعتداء الجنسي في الطفولة” في المجلة الأمريكية للطب النفسي، وقد وضعت هذه الدراسة خصيصا لاختبار فرضية ارتباط العجز الجنسي بتغيرات في بنية الدماغ حادثة في مرحلة الطفولة، وذلك بسبب سوء المعاملة. وكانت نتائج الدراسة مذهلة تماما لأن الباحثون لم يكتشفوا وجود صلة بين التغيرات الهيكلية في الدماغ والاختلال الوظيفي الجنسي للبالغين فقط وإنما وجدوا أيضا أن مناطق مختلفة من الدماغ التي تنظم أنواع مختلفة من السلوك قد تأثرت، وهذا يعود لنوع الاعتداء الذي أصيبت به الضحية في وقت سابق.
وثمة تفسير محتمل لهذه النتائج وهو أن التغيرات الحاصلة في الدماغ، والتي يمكن أن تعزى إلى اللدانة العصبية خلال التطور الدماغي، موظيفة كآلية دفاع لتوعية الضحية لسوء المعاملة في مرحلة الطفولة لكن هذه التغيرات تساهم في السلوك المتباين في وقت لاحق للحياة ،وذلك لان مناطق من الدماغ مسؤولة عن أنواع مختلفة من الإدراك الحسي والاستجابة لم تعد حساسة للمدخلات العادية. فقام فريق دولي من الباحثين من كلية ميلر للطب في جامعة ميامي، و معهد علم النفس الطبي في جامعة شاريتيه للطب، برلين، ومركز ماكغيل للدراسات في الشيخوخة، بتنفيذ الدراسة بالتعاون مع علماء في جامعة إيموري في أتلانتا،وذلك من أجل اختبار الفرضية الخاصة بهم لربط التغيرات في بنية الدماغ والاختلال الوظيفي في وقت لاحق،فقد درس الفريق أدمغة 51 امرأة بالغة كانت قد تعرضت لأشكال مختلفة من سوء المعاملة في مرحلة الطفولة، وذلك باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد الموقع الدقيق للحقول الحسية عند السؤال، و “السائل القشري ” كمتغير تابع. وقد تم قياس مدى سوء المعاملة العاطفية والجنسية، والتي يمكن أن تكون مرتبطة بدرجة السائل القشري وفقا لجدول مسنود إلى استبيان لصدمة الطفولة (CTQ) :في اي عمر، والاكتئاب، و تغطية جميع الفروع الجانبية الأخرى ل CTQ. وتعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها لتوثيق تغييرات طويلة الأمد في مناطق محددة في الدماغ نتيجة لإساءة معاملة الأطفال أو إهمالهم. ويأمل الباحثون لهذه الدراسة توفير معلومات مفيدة في تطوير العلاجات المناسبة للأشخاص الذين يحملون عبء مدى الحياة من مشاكل نفسية عقلية أو نفسية بسبب صدمات الطفولة.
رابط المقال :