—————————–
بقلم: بريانا دراكسلر
ترجمة: المجتبى الوائلي
تصميم بوستر: أحمد ثائر
—————————–
تلتقي النطفة بالبيضة لتكونا الجنين. لكن، من المستغرب أن العلماء قد كانوا يجهلون خطوة واحدة حاسمة في تلك العملية: كيف تميّز الخليتان الجنسيتان بعضهما البعض في وسط كل تلك السوائل المجنونة في أنبوب فالوب. الآن، أعلن الباحثون أنهم قد وجدوا القطعة المفقودة من أحجية التخصيب تلك، وهذا الإكتشاف قد يؤدي إلى تطوير علاجات الخصوبة الخالية من الهرمون.
في وقت سابق، في عام 2005، وجد الباحثون النصف الأول من القطعة المفقودة لذلك اللغز: بروتين رابط على سطح النطفة يدعى آيزومول. وبعد عقد من الزمن على ذلك الاكتشاف، استمر الباحثون بمحاولة إيجاد نظيره على سطح البويضة. بشكل أساسي، كان تحديد موقع مستقبل البروتين ذاك هو ما كان يعيقهم.
مؤخراً، أعلن باحثون من جامعة كامبريدج أنهم قد وجدوا ذلك المنفذ: مستقبلات البروتين على سطح البويضة. لقد وجدوها على بويضات الخنازير، الفئران، وحتى البشر.
تطابق البروتين..
وجد الباحثون أن مستقبل البروتين الوحيد الذي يقابل بروتين الحيوانات المنوية كان واحداً من البروتينات التي سبق وأن تمّ اكتشافها وتسميتها. لقد أسيء فهم غرضها الحقيقي فقط!. مستقبل البروتين ذاك كان يُعرف بأسم فلور4، وكان يُعتقد أنه جزء من عائلة مستقبلات حامض الفوليك.
عندما وضع الباحثون بيضة غير مخصبة في وعاء بيتري وأغلقوا مستقبلات الفلور4 لها، لم يكن بإمكان النطف أن تحط عليها. وعندما عدّل الباحثون الفئران وراثياً ليجعلوها فاقدة لبروتين فلور4، وجد أنًّ تلك الفئران قد أصبحت عقيمة.
وأكثر من ذلك، يساعد هذا الإكتشاف على تفسير كيف للبيضة أنّ تحدد أرتباطها بالنطف لتسمح لنطفة غازيَة واحدة فقط بالدخول. ومن خلال دراسة البويضات المخصبة مختبرياً، وجد أن بروتينات فلور4 قد تمُّ طردها خارج الخلية بعد الأخصاب بـ30 دقيقة فقط لتوجد طائفة خارج الغلاف الخارجي للبويضة المخصبة، ولم تعد قادرة بعد على مساعدة النطف لربط بروتيناتها بالبويضة.
الحمل حسب الطلب
إن فهم كيفية بدء عملية الإخصاب هي أخبار عظيمة – يمكن أن تؤدي إلى علاجات الخصوبة التخصصية فضلاً عن إمكانية تطوير علاجات منع حمل غير هرمونية. دور حاسم مثل هذا سيدعونا لتغيير الأسم: أطلق الباحثون على بروتين فلور4 أسم جونو (تكريماً لآلهة الزواج الرومانية).
اختبار جيني بسيط بإمكانه تحديد ما إذا كان عقم المرأة يرجع لعدم وجود بروتينات جونو لديها أم لا، مما يسمح لها بتجاوز جميع علاجات الخصوبة الأولية التي لن تكون ذات فائدة في قضيتها، وقطع الطريق أمام أستخدام طريقة حقن الحيوانات المنوية. بالمثل مع وسائل منع الحمل، معرفة الدور الحاسم الذي يلعبه هذا البروتين يعني أن التصدي له بإمكانه جعل الحيوانات المنوية عاجزة.
الآن قد وجد العلماء نصفي القطعة المفقودة لذلك اللغز، خطوتهم القادمة هي اكتشاف ماهية واجبات البروتينات الأخرى في تلك اللعبة عندما ترتبط النطفة بالبيضة.