بما إننا في يوم الحب، هنالك الكثيرون منا من يعيشون بعلاقة حب من طرف واحد. وهم راغبون ببدء علاقة حب مع هذا الشخص، لكنهم يجهلون كيف، فتراهم يفعلون المستحيل لذلك، ومن الأمور التي يفعلونها هي التجاءهم إلى الدجالين والمشعوذين ممن يدعون امتلاك أحجار أو مواد أخرى تجعل من تحبه يذوب في هواك وهم يسيرقون مالك ووقتك دون فائدة. فكيف تستطيع أن تجعل من تعشقه يبادلك المشاعر؟
أمامك خياران:
الأول هو أن تتبع طريقة شكسبير في ذلك، حيث قدم شكسبير في مسرحية “حلم ليلة في منتصف الصيف” طريقة تمكننا من التحكم في الحب، حين كتب “أخبر أوبيرون باك كيف يصيب سهم كيوبيد الزهرة البيضاء (زهرة الثالوث) ويحولها إلى بنفسجية اللون، وتصبح عصارة هذه الزهرة
…. تسكن الجفون الناعسة
وتجعل كلا من الرجل أو المرأة يحب بجنون
أول مخلوق حي يراه.”
وبالفعل يقوم باك بإحضار زهرة الثالوث، ويعبث أوبيرون بحياة النائمين في الغابة، ويتسبب في حب ليساندر لهلينا التي سخر منها قبل ذلك، ويتسبب أيضا في حب تيتانيا لوتوم وهو النساج الذي يرتدي رأس حمار.
لكن هنالك مشكلتين في طريقة شكسبير، الأولى أنها خيالية والثانية لا تختلف بشيء عن طرق الدجالين.
أما الطريقة الثانية فهي طريقة علمية، حيث تم تجربتها على الفأر وتكللت التجربة بنجاح كبير. وهذه الطريقة هي أن تضع الشخص الذي ترغب في أن يقع في حبك وتخضعه إلى تخدير عام ومن ثم تمد انبوب في لوزته الوسطى، ثم احقن هرمون الأوكسيتوسين “والذي سوف أتكلم عنه أكثر في نهاية المقال”، وعندما يستيقظ قف أمامه فقط. وسوف تحصل على فرصة كبيرة في أن يقع في حبك. وتمت تجربة هذه الطريقة على الفأر، حيث أن العلماء قاموا بحقن ذكر الفأر بالاوكسيتوسين في مخه يبدأ بالتثاؤب ويحدث الانتصاب، وعند تقليل الجرعة قليلاً يصبح الفأر أكثر إثارة جنسية، ويحدث القذف بسرعة وبشكل متكرر. وفي أنثى الفأر يعمل هذا الهرمون في حث الحيوان على أن يأخذ وضعية المعاشرة. وبما أن الحب لا يتوقف على الجنس فقط، فقد قام باحثون في أواخر الثمانينات من القرن العشرين بحقن أنثى الفار بهذا الهرمون وراقبوا النتائج. فبدأت الأم بتكوين روابط مع أبناءها.
ولكن في هذه الطريقة هنالك عدة مشاكل قانونية وأخلاقية قد تجعلك تعيش باقي حياتك في السجن. لذلك أمامك ثلاث خيارات، وهي أما أن تلتجئ للدجالين وتعطيهم نقودك بدون إي نتائج. أو استخدام هرمون الأوكسيتوسين وتكون أنت أول من يختبره على الإنسان وكذلك تجرب حظك مع حبيبك. أو أن ترضى بما كتبته لك الجينات.
أما الاكسيتوسين فهو هرمون تفرزه الغدة النخامية إلى مجرى الدم، ويفرز عادة إثناء ممارسة الجنس، وكذلك إثناء ممارسة العادة السرية. وله وظيفة هامة إثناء عملية الولادة، وكذلك في علاقة الأم بولدها وعلاقة الرجل بالمرأة. وهذا الهرمون يصنف كيميائيا ببتيد تساعي “الببتيد التي تحتوي على تسعة الأحماض الأمينية”. في حين أن التصنيف البيولوجي لها هو بمثابة نيوروبيبتيدي، وهو يعمل باعباره الهرمون ناقل عصبي في الدماغ. أما أساسه التطوري فهو يرجع إلى الفترة التي خرج منها أسلافنا من الماء، حيث له دور كبير مع مجموعة من الهرمونات الأخرى والتي تنظم بواسطة جينات في تنظيم نسبة المياه والأملاح في الجسم.
وكان سابقا يباع في الأسواق تحت اسم Syntocinon والذي استبدل لاحقاً إلى Pitocin. ووظيفته كعقار هي بدء تقلصات الولادة أو تعزيزها أثناء المخاض، كما أنها تستخدم للحد من النزيف بعد الولادة. وكعقار لا يؤثر على مشاعر الإنسان ولعمل ذلك يجب حقنه مباشرة في الدماغ، وهذا ممنوع من قبل لجان الاخلاقيات الطبية.
كتب المقال بالاعتماد على:
- كتاب (الطبع عبر التطبع – مات ريدلي)
- https://en.wikipedia.org/wiki/Oxytocin
- http://www.medicalnewstoday.com/articles/275795.php
- http://www.livescience.com/35219-11-effects-of-oxytocin.html