قد تكون هذه المرة الأولى لسماعك بهذه الفكرة، لكنها موجودة فعلاً في الأوساط العلمية، وقبل مناقشة الإجابة، لنعرف أولاً ما الذي يعنيه أن يكون حيوان مثلياً.
يرجح أن أولى دلائل إستعمال المصطلح (المثلية – homosexuality) ترجع لسنة 1868 للدلالة على الإنجذاب والنشاط الجنسي بين أفراد الجنس الواحد[1]، أمّا ما يعنيه إستخدام المصطلح حالياً -بحسب الجمعية الأمريكية للطب النفسي- فهو الإشارة إلى الإنجذاب الرومانسي، الرغبة الجنسية أو السلوك الجنسي بين أفراد الجنس الواحد[2].
وبلا شك؛ يستحيل إسقاط هذا المفهوم -بكليّته- على الحيوانات، فالحيوانات ليست كائنات واعية مدركة ليُتوقع منها إنجذاب وعواطف رومانسية أو قرارات عاقلة، كما أن الأعراف والتفسيرات البشرية لأفعال البشر وسلوكياتهم لا يمكن أن تنطبق على حيوانات.
وعلى أيّة حال؛ تعرّف المثلية عند الحيوانات بأنها السلوك الجنسي الذي يتم تأويله بأنه مثليّ أو إزدواجي الميل (Bisexual)، ويشمل ذلك السلوك الجنسي، المغازلة، التعلق، المخاللة (pair bonding)، والتربية المشتركة (parenting) بين أفراد الجنس الواحد [3] .
وقبل الخوض بالمؤاخذات على التعريف السابق، فإن تفهّم المثلية عند الحيوانات هي بلا ريب مدخلية مهمة لفهم المثلية عند البشر، والتي هي (المثلية) بطبيعة الحال حياد عن السلوك التطوري الطبيعي ولغز لنظرية التطور، حيث أن الكائنات الحية (عدا التي تتكاثر ذاتياً) لا يمكن أن يستمر بقاؤها دون الممارسة الجنسية السويّة (ذكر مع أنثى) -وبالتالي التكاثر- وهو ما نلاحظ خلافه لدى بعض البشر، كما أن الإزدواجية الجنسية (Bisexuality) لا يمكنها تفسير السبب تماماً، فبالمتوسط سينجب الأفراد مزدوجي الميل الجنسي أفراداً أقل مع كل جيل، وبالتالي تناقص النسبة حتى تلاشيها –فرضياً- وهو ما لا يلاحظ بالطبع، وبالتالي يبقى السؤال قائماً [4] .
إن السلوكيات والأعراف الاجتماعية لدى البشر وحدهم تتغير (إلى حد ما) على مر العصور، إضافة لاختلافها من بلد لآخر ومن منطقة لأخرى، فما يمكن إعتباره ممكناً أو مستحباً بل وربما واجباً في مكانٍ ما في زمنٍ ما، قد يجابه بالرفض والاستنكار والشجب عند عرضه على شخصٍ ما من خلفية مختلفة، بمعنى آخر؛ إن الحكم على الكثير من الأفعال البشرية يستجوب فهم ظروفها والسياق التي حدث خلاله. وقد لا يكون ذلك ممكناً في بعض الأحيان لعدم وفرة المعلومات الكافية عن ظروف الأفعال التي هي محل السؤال، أو لاستحالة المحاكاة العقلية أو استيعاب الحالة الذهنية للمجموعات البشرية شديدة البعد عن ظروف الشخص المستفهم وثقافة منشأه. هذا فيما يخص البشر أنفسهم، فكيف بالقياس من البشر إلى الحيوانات؟
لا يعني ذلك أن نقف مكتوفي الأيدي ونبذ أي ملاحظات عن السلوكيات الحيوانية بدعوى إنعدام إمكانية تفهمها، بل يجب أن يفهم منه محدودية الاستطاعة البشرية لاستيعاب الهيكلة الاجتماعية للمجموعات الحيوانية وصعوبة تأويل أفعالها بعناوين ذات مفاهيم اجتماعية بشرية[5] .
كما يجدر الإشارة إلى أن التأثير البشري، الوجود في الحبس، وعدم توفر فرص التزاوج هي عوامل رئيسية في دراسة هذا الموضوع، وأن الأبحاث والملاحظات بهذا المجال لا تخلو من إنحيازات وأبعاد أيديولوجية كما سيتبين لاحقاً.
إن أولى الملاحظات على السلوك “المثلي” عند الحيوانات يعود إلى زمن أرسطو واصفاً به السلوكيات التي تتم بين حيوانات من الجنس ذاته [6]. أما في العصر الحديث فيبدو أن الباحث صاحب المساهمة الأكبر في مجال ملاحظة السلوكيات المُأوّلة بالمثلية هو البيولوجي الكندي بروس باغمي (Bruce Bagemih) مؤلف كتاب الثراء البيولوجي: المثلية الحيوانية والتنوع الطبيعي (Biological Exuberance. Animal Homosexuality and Natural Diversity) الذي سجل فيه “سلوكاً مثلياً” لدى أكثر من 450 فصيل حيواني مختلف حول العالم.
ومن الملاحظ أن باغمي لا يتناول الموضوع من ناحية بحثية متجردة فحسب فبحثه يتضمن الادانة للسلوك الجنسي الغيري ودعم السلوك المثلي. أي أنه يُشرك رأيه في الحقائق العلمية التي يذكرها، فمثلاً يدين باغمي في كتابه “الأفعال المشينة” في الجنس السوي كحقيقة أن الذكور يؤذون الإناث أحياناً حين التزاوج وكذلك حالات “الإغتصاب” والجنس مع الحيوانات الميتة، ويضيف “على الرغم من أن الجنس الغيري من الممكن أن يؤدي للتكاثر (وهو ما يحدث غالباً)، فإن التكاثر ما هو إلا نتيجة عرضية بدل أن يكون “الهدف” أو الغاية النهاية… إن المتعة الجنسية غالباً هي القوة المحركة للجنس السوي”. ويذكر كذلك أن المثلية ليس فريدة في فشلها بإنتاج ذريّة (فكثير من الممارسات السوية لدى الحيوانات -وحتى البشر- لا تؤدي بالضرورة إلى التكاثر)، ويدعو إلى النظر إلى القيمة الجوهرية (intrinsic value) للفعل الجنسي المثلي بدل التركيز على غياب فائدته. من الصعب أن نجد دعماً علمياً لرأي كهذا سواء لجأنا الى علماء النفس أو إلى علماء البيولوجيا فللجنس هدف جوهري واضح وهو التكاثر والنظرة التطورية لا تعنى بالكلام عن “القيمة الجوهرية” التي يتكلم عنها باغمي بالتأكيد.
وعلى الرغم من أن الممارسة التي قد توصف بالـ”مثلية” توجد عند الحيوانات إلا أنها –بخلاف ما يلاحظ عند بعض البشر- لا تعدو كونها حالة فردية مؤقتة في أغلب الأحيان[8]، حيث ان هذا الحيوان سيعود للممارسة الطبيعية عن توفر الفرصة، بحسب عالم الأعصاب البريطاني سيمون ليفي (Simon LeVay).
إن من بين الحيوانات التي لوحظ فيها السلوك المثلي الحصري -أي عدم الرغبة في التزاوج مع الجنس الآخر مع وجود الفرصة- وبشكل متكرر (بنسبة تراوح بين 8-10%) هي ذكور من فصيل الخراف غرب الولايات المتحدة. [13] [12] [11] [10] [9]
وقد لوحظ في دراسة أجريت على أدمغة هذه الخراف، وجود اختلافات بين الذكور والإناث في بعض أجزائها الدماغية (oSDN – POA) أو (The SDN of the ovine)، كما لوحظ أن أدمغة الذكور ذات الميل الذكوري تختلف بشكل ملحوظ عن الذكور ذات الميل الأنثوي (الطبيعية)، بمعنى أخر أن ادمغة ذكور الخراف ذات التوجه المثلي أقرب إلى أدمغة الإناث قياساً الى أدمغة الذكور السويّة.
والجزء المذكور (sexually dimorphic nucleus (SDN هو عبارة عن تجمع خلوي كثيف بيضوي الشكل يقع في منطقة تحت المهاد (hypothalamus) من الدماغ، يعتقد إرتباطه بالسلوك الجنسي عند الحيوانات [35]
كما أن هذه الإختلافات بين أدمغة الذكور والإناث تحدث قرب نهاية الحياة الجنينية بتأثير الهرمونات الجنسية بتأثير التستوستيرون عند الذكور، وبمعاملة الإناث في مراحل مبكرة من النمو بالتستوستيرون ينتج منها إناث بصفة ذكورية في جزء الدماغ الذي أجريت عليه الدراسة (oSDN) وأن هذه الفروق لا يمكن التلاعب بها لاحقاً بعد النضج بالإخصاء أو المعاملة بالتستوستيرون، حسب ما بينت دراسات أخرى[14][15] [9] .
(مخطط يوضح تأثير المعاملة الهرمونية للفئران في مرحلة ما قبل الولادة او بعدها بقليل +18 اضعط هنا لرؤية الصورة كاملة)
تشير دراسات المختبرية أجريت على أجنة القوارض الى أن الاختلافات الهرمونية والدماغية في الحيوانات التي يلاحظ عليها السلوكيات المثلية مقارنة بتلك الطبيعية يمكن إرجاعها إلى طبيعة البيئة الجنينية، بمعنى آخر؛ أن نوع وتراكيز الهرمونات الجنسية التي يتعرض لها الحيوان قبل ولادته تؤثر بدرجة كبيرة على توجهه الجنسي بعد الولادة .[18] [17] [16]
يلاحظ ذلك أيضا في الضباع، حيث أن التأثير الهرموني (مستوى هرمون التستوستيرون) يؤثر على السلوك المثلي عند كل من الذكور والإناث، وإن ظهور السلوك الخضوعي قد يرجع لانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون. [21] [20] [19]
وفي دراسة أجريت على طيور أبو منجل (Ibises) عزت السلوك المثلي لبعض الطيور إلى البيئة الملوثة بالزئبق المثيلي (methylmercury)، حيث تضمنت الدراسة تعريض الفراخ لنسب مختلفة من المركب الكيميائي وقياس مدى ظهور السلوك المثلي عند النضج، بينت النتائج أن زيادة نسب التعرض يزيد من إحتمالية ظهور السلوك المثلي[23] [22] .
حيوانات مثلية
من بين السلوكيات الموسومة بالمثلية هي ما يلاحظ عند البجع الأسود من اشتراك ما يقدر بربع أعداد الذكور في شراكة خاصة لحضانة البيوض بعد التزاوج مع انثى، مع قضاء فترة طويلة سوياً والمشاركة في حماية المنطقة المشتركة والقيام بإظهار الترحيب بالآخر بالإضافة للممارسة حركات ‘ما قبل التزاوج’. كما لوحظ أن فراخ هذه الأزواج لها فرصة أكثر بالنجاة من غيرها، ويتوقع أن سبب ذلك هو إمكانية زوج الذكور على حماية مساحات أوسع من الأرض، السبب ذاته هو ما يعزى إليه السلوك الملاحظ لدى بعض أزواج ذكور الفلامنكَو. [7] [24] [25] .
سلوك آخر يوسم بالمثلية هو ما يلاحظ عند بعض الطيور البحرية (Laysan albatross) التي يفوق أعداد الإناث فيها أعداد الذكور (بنسبة 59% إلى 41%)، فتقوم ما نسبته (31%) من الإناث بعد تزاوجها مع الذكور بالإشتراك في رعاية البيوض والفراخ، كما لوحظ أن نسبة الفقس أقل بين بيوض أزواج الإناث مقارنة بالأزواج المتكونة من ذكر وانثى بنسبة (41% إلى 87%) كما أن نسبة النجاة العامة هي أقل لدى الأزواج ‘المثلية’ بنسبة (31% إلى 67%). [26]
ورغم أن السلوك هذا هو سلوك تعاون في مرحلة لاحقة تتمثل برعاية البيض والأفراخ فإننا نجد أن بيولوجياً مثل النرويجي بيتر بوكمان (Petter Bøckman) يرفض إعتبار هذه الإناث ثنائية الجنس، بل يصر على وسمها بالمثلية (Lesbian) لأنها تتجامع مع ذكر مرة واحدة يمكن إهمالها، بينما تتصرف بشكل ‘مثلي’ بقية الوقت! [27]
في سنة 2005 في حديقة حيوان في ألمانيا كان هناك 6 بطاريق مكونين من 3 ثنائيات اكتشف لاحقاً انهم ذكور من فصيلة مهددة بالإنقراض، سعت إدارة الحديقة لتشجيع تكاثرهم بجلب الإناث ومحاولة فصلهم عن بعض، إلا ان هذه المحاولة لم تنجح، والسبب قد يكون هو أن وقت المحاولة تجاوز موسم التكاثر حسب ما بينت إدارة الحديقة لاحقاً، لكن هذه الحادثة لم تمر مرور الكرام، حيث خرجت مجموعة من المثليين الألمان في احتجاجات منددة بمحاولة إدارة الحديقة لكسر “الرابط القوية” بين هذه الذكور ‘المثلية’، وأجابت إدارة الحديقة بأنها “غير متأكدة فيما إذا كانت هذه الذكور مثلية فعلاً أو أن روابطها ببعض سببها أنها ببساطة لم تلتقي بإناث طيلة فترة حياتها.” مضيفة “لا أحد هنا يريد كسر الروابط بين الأزواج المثليين” في تلميح يبدو عليه محاولة تجنب تهمة (معاداة المثلية).[31]
حادثة أخرى لزوج من ذكور النسور “المثلية” تشاركت في عش “ونشاط جنسي مفتوح وحيوي”، انفصلت لاحقاً عند إستقدام انثى للحديقة وأرتباط أحد الذكرين بها، ووصفت الحديقة إصابة الذكر الآخر “بالإكتئاب” ونقل لاحقاً لحديقة أخرى ليتزاوج مع أنثى في النهاية. [28]
وقد حدثت احتجاجات من مجموعات مناصرة للمثلية للتنديد بتزويج النسر [29].
الفيلة
يذكر باغمي أن قرابة 45% من السلوك الجنسي بين الفيلة الآسيوية هو سلوك مثليّ، فذكور الفيلة الافريقية والاسيوية التي غالباً ما تعيش في مجموعات منفصلة عن القطيع تتولد بينها تتكون بينها علاقات ودية، وتتألف هذه المجموعات من فرد كبير السن مع فرد صغير واحد أو إثنين، ويكون السلوك الجنسي مهماً في ديناميكية العلاقة حسب وصف باغمي، وبعكس العلاقات الغيرية العابرة، فإن العلاقة بين فردين من الجنس ذاته قد تستمر لسنوات، وأمثال هذه العلاقات مألوف أيضاً لدى الإناث.
ويتضمن السلوك الجنسي تقبيل ومشابكة الخراطيم، ووضعها في فم الآخر أو على ظهره مع الدفع بالأنياب، فيما يراه باغمي كسلوك يشير للرغبة في الوطء لتشابهه مع ما يحدث مع الإناث.
الزرافات
يذكر باغمي أن معظم السلوك الجنسي بين الزرافات يحدث بين ذكور من الجنس ذاته، ويضمن ذلك المعانقة، التودد والملاعبة والوطء وبنسبة تتراوح بين 30% و 75%.
قردة البونوبو
توصف قردة البونوبو بأنها بشكل عام ثنائية الميل الجنسي، وأن قرابة 60% من السلوك الجنسي بينها يحدث بين إثنين أو اكثر من الإناث، وتوصف بأنها الحيوانات الأكثر إظهاراً للسلوك المثلي بين الرئيسيات (Primates).
يعتبر المختص في دراسة الرئيسيات الهولندي فرانس دو وال (Frans de Waal) أن السلوك المثلي بين هذه القردة هو طريقتها لتجنب النزاعات بينها وتخفيف التوتر. [32] [33] [34]
الخلاصة
إن السلوكيات المثلية (الوطء بين حيوانات من الجنس ذاته) ممكن مشاهدتها عند فصائل كثيرة من الحيوانات الثدية كالأسود والقرود والثيران والزرافات والخراف والدلافين[7]، ومن التعصب إنكار كونها طبيعية (بمعنى أنها لا تحدث في الطبيعة) لكن هذه الملاحظات (التي لا يتفق على اعتبار جميعها سلوك مثلي) لا يبدو على جميعها أخذ النظر بالوفرة في توفر الجنس الغيري (السوي) أو دوافع الممارسة، أو دراسة الفروق التشريحية الدماغية أو الهرمونية، ولا التفريق ما بين الممارسة المثلية الحصرية أو الإزدواجية الجنسية، ففي البرية –كقاعدة عامة- لا يمكن أن يتتبع الباحثون سلوك الفرد الحيواني طيلة فترة حياته، لذا فإن استنتاجاتهم تصدر من التكرار في السلوك الملاحظ[4]. إضافة إلى أن مصاديق ما يمكن إعتباره مثلياً لا تخلو من إشكالات عديدة،. ولا ننكر تأثير الانحياز في المجتمع العلمي في الغرب لجانب معين من الآراء في القضايا الجنسية، وأحد الأمثلة على ذلك هو بحث قارن بين ثلاث دراسات تتعلق بحياة عائلة المثليات (Lesbians)، والدراسات عائدة لنفس الباحثين ونفس المؤسسة الأكاديمية ونفس عينة الدراسة، ومنشورة بنفس تواريخ والمجلة الناشرة. كانت نتائج إحدى هذه الدراسات أقل دعماً لأمومة المثليات، بينما كانت الدراستين الأخريين أكثر دعماً. عند مقارنة عدد الإستشهادات للدراسات الثلاث؛ وجد أن الدراستين الداعمتين لأمومة المثلية حصلتا على 28 و37 إستشهاد، بينما لم تحصل الدراسة الأقل دعماً سوى إستشهادين فقط، بالرغم من الجودة المنهجية الأعلى لها، ما يرجح وجود إنحياز داعم للمثلية في المجتمع العلمي[30].
المصادر:
1 – Paragraph 143 des Preussichen Strafgesetzebuches vom 14/4-1851 und seine Aufrechterhaltung als Paragraph 152 im Entwurf eines Strafgesetzbuches fur den Norddeutschen Bundes, Leipzig, 1869.
2 – “Sexual Orientation & Homosexuality”. American Psychological Association. 2020. Retrieved February 6, 2020.
3 – Bailey NW, Zuk M (August 2009). “Same-sex sexual behavior and evolution”. Trends in Ecology & Evolution. 24 (8): 439–46.
4 – “To reproduce or not to reproduce, that is the question!” a review by Gert Korthof, 21 Sep 2003 (updated 24 Apr 2004).
5 – Dorit R (September–October 2004). “Rethinking Sex”. American Scientist. Retrieved 2007-09-11.
6 – Riccucci M (2011). “Same-sex sexual behaviour in bats”. Hystrix It. J. Mammal. 22 (1): 139–47.
7 – “Biological Exuberance. Animal Homosexuality and Natural Diversity.” by Bruce Bagemihl, St. Martin’s Press, New York, 1999.
8 – Levay S (1996). Queer Science: The Use and Abuse of Research into Homosexuality. Cambridge, Massachusetts: MIT Press. p. 207.
9 – Roselli CE, Larkin K, Resko JA, Stellflug JN, Stormshak F (February 2004). “The volume of a sexually dimorphic nucleus in the ovine medial preoptic area/anterior hypothalamus varies with sexual partner preference”. Endocrinology. 145 (2): 478–83.
10 – Roselli CE, Stormshak F (May 2009). “The neurobiology of sexual partner preferences in rams”
. Hormones and Behavior. 55 (5): 611–20.
11 – Roselli CE, Stormshak F (March 2009). “Prenatal programming of sexual partner preference: the ram model”. Journal of Neuroendocrinology. 21 (4): 359–64.
12 – Perkins A, Fitzgerald JA, Price EO (July 1992). “Luteinizing hormone and testosterone response of sexually active and inactive rams”. Journal of Animal Science. 70 (7): 2086–93.
13 – Roselli CE, Larkin K, Schrunk JM, Stormshak F (November 2004). “Sexual partner preference, hypothalamic morphology and aromatase in rams”. Physiology & Behavior. 83 (2): 233–45.
14 – Roselli CE, Stadelman H, Reeve R, Bishop CV, Stormshak F. (2007). The ovine sexually dimorphic nucleus of the medial preoptic area is organized prenatally by testosterone. Endocrinology 148:4450–4457.
15 – Roselli CE, Reddy RC, Kaufman KR. 2011. The development of male-oriented behavior in rams. Front Neuroendocrinol 32:164–169
16 – Hines M. 2004. Brain gender. Oxford: Oxford University Press.
17 – Hines M. 2011. Prenatal endocrine influences on sexual orientation and on sexually differentiated childhood behavior. Front Neuroendocrinol 32:170–182.
18 –Jacques Balthazart, “Minireview: Hormones and Human Sexual Orientation” Endocrinology. 2011 Aug; 152(8): 2937–2947.
19 – Holekamp KE (2003). “Research: Spotted Hyena – Introduction and Overview”. Michigan State University, Department of Zoology. Jun 2007.
20 – Forger NG, Frank LG, Breedlove SM, Glickman SE (November 1996). “Sexual dimorphism of perineal muscles and motoneurons in spotted hyenas”. The Journal of Comparative Neurology. 375 (2): 333–43.
21 – Wilson, Sexing the Hyena – “The males mount each other”. University of Chicago Press. Sep 2007.
22 – Milton J (December 2010). “Mercury causes homosexuality in male ibises”. Nature.
23 – Frederick P, Jayasena N (June 2011). “Altered pairing behaviour and reproductive success in white ibises exposed to environmentally relevant concentrations of methylmercury”. Proceedings. Biological Sciences. 278(1713): 1851–7.
24 – Braithwaite, L. W., “Ecological studies of the Black Swan III – Behaviour and social rganization”, Australian Wildlife Research 8, 1981: 134–146.
25 – Braithwaite LW (1970). “The Black Swan”. Australian Natural History. 16: 375–379.
26 – Young LC, Zaun BJ, Vanderwerf EA (August 2008). “Successful same-sex pairing in Laysan albatross”
. Biology Letters. 4 (4): 323–5.
27 – Petter Bøckman ,“1,500 Animal Species Practice Homosexuality” . News-medical.net. Oct. 2006.
28 – Lis J (21 September 2009). “‘Gay’ vulture couple split up at Jerusalem zoo, then become fathers”, Haaretz. Retrieved 2009-09-21.
29 – “Gay vultures split up to go straight | Showbiz: Latest News | STV Entertainment”, Entertainment.stv.tv. Retrieved 2010-11-17.
30 – Walter R Schumm, “Evidence of Pro-Homosexual Bias in Social Science: Citation Rates and Research on Lesbian Parenting”. 2010 Apr;106(2):374-80.
31 – “Gay outrage over penguin sex test”,. BBC News. 2005-02-14. Retrieved 2010-05-04.
32 – de Waal FB (2001). “Bonobos and Fig Leaves”. The Ape and the Sushi Master: Cultural Reflections by a Primatologist.
33 – Laird C. “Social Organization”. bio.davidson.edu. May 2011.
34 – Stanford CB (1998). “The social behavior of chimpanzees and bonobos”. Current Anthropology. 39 (4): 399–407.
35 – Swaab DF (2008). “Sexual orientation and its basis in brain structure and function”, PNAS. 105 (30): 10273–10274.