رغم أن تفسير الأحلام التقليدي ما هو إلا خرافة غير أن العلم أثبت أن الأمور التي نراها تحدث في أحلامنا قد تخبرنا حتى ونحن نائمون عن مواضع القلق وعدم الإرتياح أو الخوف الذي نعانيه في الحياة اليومية. غير أن الأحلام الجنسية أو الأحلام ذات التخيلات الجنسية التي قد لا تعطي إنطباعاً عن دور تحذيري كهذا، تلعب هي الأخرى دورها الذي ينعكس حتى على الحياة اليومية.
دراسة حديثة في جامعة ترينت (Trent University) في اونتاريو بكندا تستكشف علاقة الأحلام ذات التخيلات الجنسية مع خصائص الاستيقاظ التي تشمل: الخيانة الزوجية، الرضا في العلاقة الجنسية، الغيرة العاطفية والألفة والحميمية في العلاقة.
تضمنت الدراسة القيام بإستبيان شمل 98 فتاة من طالبات الجماعة. وكما كان متوقعاً فقد وجد أن هناك ربط بين تلك النسوة اللاتي أبلغن عن خيانة شريكهن لهن في كل من إدراك، وعواطف ومشاعر الغيرة من جهة مع الخيانة الزوجية في الأحلام من جهة ثانية.
كما بينت الدراسة أن الفتيات اللاتي أحرزن درجات أعلى في الغيرة العاطفية من خلال نتائج الإستبيان كان لديهم تخيلات للخيانة أو أمور في الأحلام تُشير الى الخيانة. وبالإضافة لذلك فقد وجد أن هناك ربط بين ما تُشاهده الفتيات من أحلامهن من خيانة وبين ضعف الألفة في الحياة اليومية.
تُفيد تلك المعلومات بأن انعكاسات الأحلام الجنسية على الحياة اليومية لها دور في مشاكل العلاقات العاطفية. فالأحلام قد تعكس الى حد ما مستوى إتزان العلاقة ووضعيتها.
كما هو معروف في دراسات سابقة أن الحميمية في العلاقة تتطلب مستوى معيناً من الإلتزام القوي والذي يُعرف بالتفكير والعمل المشترك بين شخصين لإثارة الشخص الآخر أو إسعاده. بالمقابل فإن هناك عواملاً تقف بالضد من هذا التآلف مثل الغيرة والتي يُعد عدم الوفاء في العلاقة أحد أبرز عوامل تفعيلها، والذي يرتبط هو الآخر بعوامل أخرى كعدم الرضا عن العلاقة أو الضجر الجنسي.
تجدر الإشارة الى أن 8% من أحلام الرجال والنساء هي من أحلام ذات طبيعة جنسية وأكثر ما فيها هو التقبيل وممارسة الجنس. وتحدث الأحلام الجنسية بشكل أكثر لدى طلاب الجامعات إذ تبلغ نسبة من يحلمون حلماً جنسياً مرة واحدة في الإسبوع على الأقل 36%.
المصدر:
Clarke, J., DeCicco, T. L., & Navara, G. (2010). An investigation among dreams with sexual imagery, romantic jealousy and relationship satisfaction. International Journal of Dream Research, 3(1), 54-59.