يدّعي علم فراسة الدماغ أنه وجد معنى للنتوءات الموجودة على الجمجمة. بالإضافة إلى وصوله إلى الوعي. عيّن 32 نقطة على الرأس تخزن الأفكار والعواطف والذكريات. فهل هذه نسخة جديدة من علم فراسة الدماغ؟
ذكرت مقالة نُشرت في 16 آذار 2021 على موقع شركة الإذاعة الكندية (CBC Investigate) كيف أثرّت علاقة أحد المعالجين على مريض من سكان نوفا سكوشيا وجعلته يشعر بالأذى أكثر من الشفاء. يمكنك القراءة هنا بالنقر على هذا الرابط.
لكن المقال طويل بعض الشيء، لذا إليك ملخص هذا الخبر:
بعد تحقيق استمر لمدة عامين، تم الغاء انتساب إيلين كاري (Eileen Carey) في عام 2020 للخدمة الاجتماعية. حيث طلب عميل يُدعى تارون (Taron) مساعدتها للتعافي من اضطراب ما بعد الصدمة المعقد. بعد أربع سنوات، أصبح يقضي ليالٍ بلا نوم، تراوده أفكار انتحارية، بالإضافة إلى المشاكل الزوجية. وقد عزا كل ذلك إلى الأذى الجنسي الذي كانت تمارسه المعالجة. بعد التحقيق في الشكاوى المتعلقة بسوء سلوكها المهني، ألغت كلية نوفا سكوشيا للأخصائيين الاجتماعيين (NSCSW) انتساب كاري نهائياً. وصف تارون العناق، والاتصال الاجتماعي، واللمس الذي لا مبرر له، بالإضافة إلى مشاركة المعلومات الشخصية للمعالجة، والزيارات إلى منزلها لإجراء جلسات اللمس. حيث كانا يتناوبان الاستلقاء على طاولة التدليك (قالت المعالجة بأنهم “رفقاء طاقة” ويمارسون الوصول إلى تقنيات الوعي). أصبح يشعر تارون بمشاعر رومانسية تجاه كاري ما لبث أن باح لها بها، لكن هذا الأمر لم يصرفها عن الاستمرار معه. بعد العديد من اللقاءات والهدايا وآلاف الرسائل النصية، أدرك تارون في النهاية أن العلاقة كانت غير متوازنة وكانت تسبب له الأذى. أنهى التواصل بالمعالجة وقدّم شكوى. وجد القرار التأديبي أنها فشلت في الحفاظ على الحدود المهنية، وكانت مذنبة بسوء السلوك المهني وعدم الكفاءة، وخرقت معايير الممارسة وأخلاقيات المهنة.
هذه هي القصة تماماً، لكن الأمر الذي استوقفني ولفت انتباهي هو ايمان المعالجة كاري بالوصل إلى الوعي وترويجها له. لقد أقنعت تارون بإنفاق آلاف الدولارات على الدورات التدريبية عبر الإنترنت وورشات العمل الشخصية.
ما هو الوصول إلى الوعي؟
تصف مقالة الوصول إلى الوعي بأنه عبارة عن ممارسة أسسها رائد أعمال أمريكي في التسعينيات. وتزعم هذه الممارسة أنها توفر للناس أدوات لتغيير حياتهم وتستطيع التمييز بين البشر(humans) (الذين يحكمون على الآخرين) والمتأنسنين (humanoids) (الأشخاص الذين لديهم القدرة على الإبداع وتغيير الأشياء ويستطيعون إدراك اختلافهم عن البشر العاديين). يقال إن 32 نقطة محددة في الرأس تخزن الأفكار والعواطف والذكريات. وإن ممارسة اللمس لتلك النقاط المعروفة والتي تسمى “تقنية اختراق القضبان” تزيل الفوضى من الدماغ وتطرد الطاقة السلبية.
يقول موقع الوصول إلى الوعي (Access Consciousness website) أنه يمكّن الأشخاص من مساعدة أنفسهم. حيث يساعدك بالتركيز على معرفتك بنفسك وبالعالم من حولك، ويقول بأنه لا أحد غيرك يمكنه معرفة ما يناسبه حقاً، وبأنك لست مخطئاً، وإن هذا الوعي يمكنه أن يحوّل كل شيء. يسمح لك بمعرفة أنك على علم بكل شيء. يشمل الوعي كل شيء وكل شخص ولا يحكم على أي شيء ولا على أي أحد. يمكنك اختيار مستقبلك. يزعم أنه يقدم 7000 وسيلة والتي يزداد عددها باستمرار. ويتوفر حالياً في 170 دولة ويُقال بأنه غيّر حياة الآلاف من الأشخاص على مدار الثلاثين عاماً الماضية. وهناك الكثير ممن يشهدون على ذلك، على سبيل المثال:
- أشعر بالاتساع، فضاء في داخلي، وإحساس جديد بالمعجزة والإثارة بسبب الامكانيات الجديدة التي فقدتها منذ 13 عاماً.
- اعتدت أن أكون غير سعيد ولم أكن أدرك أنني غير سعيد.
- كنت أكره نفسي.
- لقد تغيرت كل لحظة في وجودي، من حياة فاترة إلى حياة مليئة بالحيوية. أنا هنا! أنا هنا! أنا هنا!
وليس من الغريب بأن لديهم متجر. يبيع أكواباً وقمصاناً، وعناصر أخرى باهظة الثمن مع رسائل ملهمة مثل “كل الحياة تأتي إليّ بسهولة وفرح ومجد”.
من يحيك ويدّبر ذلك؟ هناك مقطع فيديو مدته 58 دقيقة يعد بكشف كيفية الوصول إلى الوعي. لقد استمعت إلى أول 11 دقيقة منه. لكن هذا كل ما استطعت أن ألتقط منه؛ يوضح الرجل الذي طوّر الوصول إلى الوعي بأنه كان مرشداً. جاءت فكرة النقاط على الرأس وفكرة “اختراق القضبان” من المعلومات التي حصل عليها من خلال ارشاده لشخص يدعى راسبوتين. توقفت عن الاستماع لأنني أدركت أنه لن يخبرني بأي شيء مفيد.
الخلاصة: لا تعليق.
سأترك الأمر للقراء لاستخلاص استنتاجاتهم الخاصة.
المقال الأصلي:
Harriet Hall, “Access Consciousness: A New Version of Phrenology?”, sciencebasedmedicine.org, March 30, 2021
أظن أن المسالة تتعلق بالايحاء ، الفكرة التي يريد الوصول إليها كيف تنظر لنفسك ، إذا أردت أن تعيش سعيدا فهذا قرارك ، وإذا أردت التمسك بالماضي وتجاربك السيئة فهذا أيضا قرارك ، الأمر يتعلق بالفكرة التي تؤمن بها عن نفسك مثل ذلك المريض الذي يذهب للطبيب النفسي ويعطيه ادوية ويشعر بالتحسن ويقول بانه أصبح أفضل وفي الحقيقة هي مجرد حلوى وليس دواء لانه أصلا ليس مريض لكنه أقنع نفسه بهذه الفكرة .
كانت هناك عجوز في ما مضى عندما تذهب للطبيب ويعطيها الوصفة في ذلك الزمن كانت الوصفة وردية اللون ، وهي لم تكن تعلم بأنه يجب أن تشتري الدواء لتشفى بل تكتفي بطي الوصفة وتخزنها في عصابة رأسها وعندما يسألونها هل تحسنت تقول نعم منذ ان اعطاني الطبيب تلك الورقة الوردية وانا في تحسن، الفكرة تتعلق بما تؤمن به ، هذا ما يفعله اللمس كما يقول هو واختراق القضبان انت فقط تخترق قضبان نفسك وتحررها من قيودها .