ان كل ما نعرفه عن الاخرين مبني على اساس الجاذبية الجنسية لهم في الاساس. ولكن ما الذي لا نستطيع أن نعرفه من الوجه الجميل؟ مقال جدير بالاهتمام حول دراسة لتقييم الاشخاص حسب اشكالهم ومدى بعد ذلك عن الواقع
رغم التحذيرات الواضحة حول عدم الحكم على الاشخاص من خلال مظهرهم, فإننا عندما نلتقي بناس اَخرين نقضي الكثير من الوقت ونحن نحكم عليهم كما نحكم على الكتب من خلال أغلفتها. عندما تلتق بشخص جذاب, سيكون من الصعب أن تبعد نظرك عنه. لكنه الأكثر صعوبة علينا هو أن نمتنع عن رسم أستنتاجات لصورة أكبر عن أي نوع من الأشخاص الذين نتعامل معه.
ففي دراسة نُشرِت مؤخرا, قام باحثون إسرائيليون بإستبيان من سؤالين يتعلقان بميلنا نحو خلق إفتراضات مبنية على المظهر الخارجي: 1) ما هي الخصائص اللتي عادة ما نربطها باشخاص جذابين اَخرين؟ 2) وما هي الخصائص المتوقعة فعلياً من قبل الجاذبية الجسدية؟
الدراسة استهدفت, 118 “عينة” أنثوية وافقت على أن تُصور لمدة 60 ثانية أثناء التكلم أمام الكاميرا. كل من هذه الفديوهات عُرِضت في وقت لاحق على1 من أصل 118 شخص (كلا الجنسين, أناث و ذكور) ممن قاموا بتقييم الجاذبية الجسدية للعينات, ومن ثم تصنيفها حسب مجموعة متنوعة من السمات والقيم الشخصية.
ماذا كشفت ردود افعال الاشخاص؟ صِدقاً لقد ظنوا أنهم تعلموا ما يكفي عن شخصية المقابل بناءاً على فديو مختصر شاهدوه. بالأخص, كلما زاد تصنيف الهدف بالجاذبية الجسدية, زاد أعتقاد الاشخاص بكون الهدف جديرة بالثقة, منفتحة للتجربة, و أكثر إنفتاحاً على الخارج. و هذه الأستنتاجات المتعلقة بجاذبية الهدف لم تكن مختلفة بين الأناث و الذكور من المشاركين في الحكم على الاهداف.
ولكن هل كانت هذه الأستدلالات المبنية على المظهر صحيحة؟ في كلمة واحدة, كلا. لأن كل هدف قامت بإجراء جرد شخصية خاص بها, لتمكين الباحثين لفحص التشابه بين السمات الشخصية التي قامت هي بتصنيفها و تلك المُصنفة من قِبل المشاركين. ولم تكن اي من تلك الخصائص التي ذُكرت من قٍبل الهدف مربوطة بشكل ملحوظ لمستوى جاذبيتها الجسدية المرئية من قِبل الاَخرين. بكلمات أخرى, وعلى عكس إفتراضات الُقضاة, الفتيات الجذابات جسدياً لم تكُنَ أكثر جدارة بالثقة, وانفتاحا للتجربة, أو أكثر إنفتاحاً على الخارج من تلك الفتيات اللاتي لوحظن على أنهن أقل جذابية.
ومن المثير للأهتمام, ان الفتيات الجذابات جنسيا صنفن على ان لهن قيمة اعلى في المجتمع وهو امر منطقي عندما يعتمد التصنيف على امور كالجمال والموضة.
بإختصار, هذه الدراسة توضح إنه في حين أعتقاد الناس أن النساء الجذابات يمتلكن سمات إجتماعية مرغوبة متنوعة, تكون الروابط الفعلية بين المظهر و الشخصية ضعيفة و هشة. بالأحرى, ما نستطيع تعلمه عن الاَخرين بناءاً على مستوى جاذبيتهم له علاقة بقييمهم و المفتاح الأستثنائي اللذي يضعوه وِفق الأعراف المجتمعية.
لا يعني ذلك أن هذه البيانات و النتائج تعني حكما نهائيا في القضاء على الحكم على الاشخاص من خلال مظاهرهم . ولكنها إستنتاج يستحق الملاحظة بأن أفضل طريقة لمعرفة ما لدى الوجه الجميل هو أن أن تبدأ محاورة حقيقية مع ذلك الشخص الذي يرتديه لتعرفه بشكل افضل.
المصدر:
http://www.psychologytoday.com/blog/science-small-talk/201211/what-pretty-face-can-t-tell-you